هذه المسألة أثارها أحد المشاركين في موقع أخر 0
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
القارئ لسورة الكهف من مصحف المدينة برواية حفص عن عاصم سيقف على لطيفة من لطائف الرسم القرآني وهي : قوله تعالى: على لسان أحد الرجلين للآخر:
# وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً #. فكُتِبتْ : صاحبه من غير فصل في الرسم بين حرفي الصاد والحاء.
لكن عند قوله تعالى:
# قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً # .
كانت الألف فاصلة بين الحرفين المذكورين.
ولعل السر في ذلك أنه عندما كانت رابطة العقيدة لم تتضح بعد كانت : صحبه متصلة لتحمل في طياتها معان جليلة كثيرة.
لكن عندما أعلن الكفر بالتصريح لا التلويح واتضح ظلم الآخر لنفسه بالقول والفعل. كانت كلمة صاحبه بالفصل معبرة عن هذا .
فجسد الرسم القرآني بحق عقيدة الولاء والبراء؟؟؟
والله تعالى أعلم وأحكم

جواب الباحث كمايلي :
حل المسألة لغويا اعتماداً على فقه الحروف 0
==========
للكلمتين صاحبه و صحبه
الكلمة الاولى كانت للرجل المؤمن وهي : صاحبه
--------------------
عندما نصح المؤمن صاحبه , عبرتْ الكلمة بكامل حروفها عن نقاء قلب المؤمن , وان المؤمن يبقى صاحب مخلص , وناصح أمين , لمَن يعرف و مَن لا يعرف 0
الكلمة الثانية للرجل الكافر : ( صحبه )
=============
( صحبه ) ----- بعد نزع الالف جاءت كي تقول :
ان الرجل الثاني لم يكن مؤمن ولم يكن صادق وخالصا لصاحبه , فنزع الله حرف الالف , من الكلمة , كي تصور الكلمة العلاقة الحقيقية بين الطرفين 0
فالقاعدة تقول زيادة المبنى من زيادة المعنى وفقه الحروف يقول ينزع الحروف لعدم تام المعنى وفي هذا العلم ابواب كثيرة و حسب موقع الكلمة في سياق النص القرآني 0
وفي بعض المواطن يستبدل حرف أعلى بحرف أدني لقصور في تمام المعنى , وكل حالة لها تفسير مستقل بسبب المشترك اللفظي والاختلاف الذهني 0
وجاء نزع حرف الالف في هذه القصة , ليؤكد صدق المؤمن و يكشف عن قلب الكافر , وهذا الوجه من اوجه الحصانة للمؤمن , كي يبقى على حذر فلا بد من الاختلاط 0
تنبيه : هذا التفسير لا ينسحب على جميع الكلمات المتشابهة في الرسم , فلكل حالة تفسيرها المستقل بها .
الباحث \ محمد عبيدالله