إلى أن نلتقي
بسم الله الرحمن الرحيم
بهدوء كان رحيلك ليس كما طبعك
وبفوضى الدموع المنهمرة غادرتنا
ليس كما كان حضورك
أسلمت وجهك لله
ومضيت بسلام
كل الدروب كانت بانتظارك حزينة
منبج أيها الفقيد افتقدتك عشرات العقود
شوارعها ارصفتها
حدود قراها التي لا عبت خطاك ترابها
وقمرها الذي اكتمل هلالك فيه
شمسها التي رست عند جبهتك
تألقا وأنت شابا
ثم أرسلتك تملأ العالم ضجيجا
ها أنت تعود إليها
حاضنا ثراها
وحاضنة حكايا تعبك
ألقت سماؤها لونك الأزرق
مكتحلا سوادا
عاد إليها عاشق اللون الأزرق
متشحا بياضا
مع أُفول ربيع هذا العام
ولملمة عطر الزهر
وغفوة الياسمين
عاد إليها
إنسان عبر جسر الحياة
بتجارب وخطوب
وفيا لذكرى طفولته فيها
طاويا بعضا منا
تاركا
قلوبنا كسيرة
لن نغفر للأيام قسوتها
لكنها الساعة التي وعدنا بها جميعا
وكل منا منتهاه بها
ليس لنا أن نلتقي
قبل أن نمشي درب الموت الذي مشيت
وترك الأمس بما فيه
من مواقف وأشجان
من مسرات وأحزان
من أحباب وخلان
ليس لنا أن نلتقي
قبل ارتكاب العمر خيانته
وطوي صفحاتنا من الوجود
كأن لم نكن
فبانتظار خيانتك أيها العمر
لأن نلتقي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|