نتجرع غصة الواقع بالألم المرير الذي اتعب كاهلنا واكل متوننا وكسر أصلابنا فهذه يا عباد الله أولى القبلتين و ثالث الحرمين تسقى بدماء المسلمين ومن يسقيها؟ أعداء الله ورسوله أقذر وأخس خلق الله تمجهم الأسماع وتنفر منهم الأنفس وتعاف رايتهم الأعين اليهود.
وواقع نتجرع منه غصة مريرة مصحوبة بغضب من شعب هذه الأمة المحمدية المرحومة غضب تولد عن ذل وهوان الشعب وانهزامه تراه متخبطا في لجج الجهل بعد أن كان هو عدو الجهل و قاتله وقائد الأمم إلى ركب الحضارة وبساتين العلم فصار يتقمص شخصية الآخر الذي يدعي التحضر والرقي ويختفي وراءها لعله يعز وينصر ونسي قول رسوله الكريم إن الله أعزنا بالإسلام فمن ابتغى العزة في غيره أذله الله فتراه يطالع المجلات ويتفقد القنوات لعله يجد مثله الأعلى والذي هو حتما فنان أو ممثل وعلى الأرجح فهو غير عربي لان جيل اليوم يملك خاصية فريدة في التنافر بينه وبين مقوماته الدينية والحضارية
ونتجرع غصصه بشفقة على حالنا وما آل إليه بعدما كان عليه بعدما كنا أسياد العالم وملوك الدنيا بعدما كانت الهدايا تأتي من كافة أنحاء أوروبا إلى قرطبة لاسترضاء الخليفة الناصر
فأصبح حكامنا يعدمون وفي بلادنا بحجة حمايتنا؟
ونتجرع غصصه بكره من أحالنا وصيرنا إلى ما نحن عليه إلا أن الكره هنا لا ينفع فالبلاء عم والكل مشترك فيه إلا أن الرعية غير مسئولة بقدر من يحكم ويسير فحسابه عند ربه عسير
تذمر وانين صراخ وبكاء نفذت الدموع وجفت المآقي فأردنا تعويض العبرات الحارة الساخنة النقية الشفافة المحملة بالمشاعر و الأحاسيس أردنا تعويضها بحبر بارد جاف اسود نتن الرائحة لا يحمل معه سوى اهتزازات الأصابع وحركاتها ولكن سنحاول القول...و التكلم...الخوض ...والحديث...التعبير....و النقد.......المرافعة...والتوجيه ...التلميح...التصويب ...الوعظ...التذكير و الإنباء........الإفصاح ...التذمر الحمد......الشكر
الاعتذار الهجاء......و الرثاء لا لن نغازل.......بل سنستهزئ و نسخر...ونؤرخ.....نروي ونتذمر سنمارس كل فنون الكلام ومناحيه لعلنا نساهم في تبديد ظلام الواقع الذي نحيا في ظله.