عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 07 / 2009, 21 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

النقاد وإبداعهم

[align=justify]

لا يكتفي الناقد بأن يكون ناقداً، ظناً منه، أن ذلك لا يكمل له المظهر الذي يريد. لذلك يلجأ عن سابق إصرار وتصميم وترصد، إلى كتابة الإبداع، خاصة القصة، أو القصة القصيرة جداً، ظناً منه أن ذلك لا يحتاج إلى كم إبداعي كبير، إذ يكفي أن يكتب بضعة سطور وبعض كلمات وعنواناً، لتكون الدائرة قد اكتملت عنده، فهو ناقد ومبدع.. ولست أدري حتى الآن، كيف لا يستطيع الناقد عند هذا الإنسان أن ينتبه إلى أن ما يكتبه في مجال الإبداع لا يساوي شيئاً، وأن الدال التي تختصر كلمة دكتوراه، لا تفيد شيئاً في جعل غير المبدع مبدعاً.. ولو أنصف مثل هؤلاء النقاد أنفسهم وسواهم، لاكتفوا بالنقد، ولاستفادوا وأفادوا، ثم من قال لهم إن النقد لا يكفي، وإنه قليل الشأن والحظ..؟؟!!..
باعتقادي أن من يبدأ ناقداً، ثم يميل إلى الإبداع دون أن يكون عنده من الإبداع أي شيء، يكون قد وجد أنه لا يساوي شيئاً في عالم النقد.. بعدها ـ أي بعد معرفة ذلك ـ عقد اجتماعاً مغلقاً مع نفسه ليس إلا، وقر قراره على أن يكون مبدعاً.. هكذا دون مقدمات، ودون ما يتوجب من وجود موهبة الإبداع، يصر الناقد الفاشل على أن يكون مبدعاً.. وينسى أيضاً أنه سيكون مبدعاً فاشلاً.. وفي الحالتين، يضيع ولا يجد هوية حقيقية له.. فهو مبدع ينقصه الإبداع، وناقد ينقصه النقد.. ومثل هؤلاء، يبقون أنصاف مبدعين، أنصاف نقاد، أنصاف كتاب.. ومهما تطوروا وحالوا أن يطوروا، فلا شيء، جديداً يضيفونه إلى ما كان.. إذ أنهم مكانهم يراوحون إلى ما شاء الله..!!..
النقد الجيد، يحتاج إلى ناقد جيد، يفهم النقد ويعرف كل شيء عنه ويخلص له..!!.. فكيف يكون ذلك، مع ناقد عينه على النقد والعين الأخرى على الإبداع.. وهو ينسى أو يتناسى أن الإبداع الذي ينقده، ويحلله، ويسبر أغواره لسواه، يبقى إبداع آخرين.. يملكون الموهبة والقدرة والتميز.. ولا يمكن له أن يكون مثلهم بأي حال من الأحوال، حتى وإن صب عليهم كل ما يملك من حقد وضغينة وشتائم.. إذ يبقى الإبداع إبداعاً، والنقد نقداً، ولا يستطيع أحد أن يغير من هذا الواقع شيئاً.. فماذا يضير النقاد أن يبقوا نقاداً محترمين.. وهل من الضروري أن يكون الناقد مبدعاً حتى يأخذ صلاحية الاستمرار؟؟!!..
قرأت في المدة الأخيرة مجموعة صغيرة تضم قصصاً قصيرة جداً لعدد من الأدباء، وكان عدد كبير منهم إلى النقد أسبق وأميل.. فعجبت كل العجب، كيف يقبل هؤلاء النقاد أن يضعوا أسماءهم على هذه القصص الهزيلة.. وهل فكروا حقاً قبل أن يصدروا هذه القصص، أنها تجعل أسماءهم في الحضيض، وتمسخ كل كتاباتهم لتكون بين بين، فلاهم هنا ولاهم هناك..!!.. هل فكروا بذلك.. أم أن همهم محصور محدد في أن يقال القاص فلان، أو القاص القصير جداً فلان.. مع أن قامته، كان يمكن أن تبقى عالية مرتفعة شامخة في عالم النقد!!..!!..
رحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده.. أما هؤلاء فتجاوزوا الحدود وتطاولوا حتى مالت بهم الأرض وسقطوا مكسورين ممزقين، ورغم ذلك، أصروا على المكابرة وراحوا يناطحون الصخر، ليثبتوا أنهم أصحاب القصة القصيرة جداً، وأن إبداعهم جيد وإن اتفق العالم كله على غير ذلك.. فلماذا؟؟..
إحدى الأديبات الصديقات قالت لي آسف أنني شاركت في هكذا مهرجان ـ إذ يقيمون صدق أو لا تصدق مهرجاناً قصيراً جداً للقصة القصيرة جداً كل سنة، يشارك فيه كل المواطنين ويكفي أن يملك المواطن بطاقة شخصية وأن يفك الخط ـ إذ أحسست أنني في »عراضة« ليس لها أول ولا آخر.. وقال لي أحدهم: لقد ورطوني، فما كنت أظن أن المهرجان سيكون على هذا المستوى الهابط.. والمضحك أن نقاد القصة القصيرة جداً يتحدثون عن هذه القصص دون أن يسمعوها أو أن يقرؤوها، وباعتقادهم أن هكذا قصة تحتاج إلى هكذا نقد..!!.. أوليس هو مهرجان قصير جداً للقصة القصيرة جداً !!..
صدقوني لا أحب مصادرة اهتمام أي إنسان بأي نوع أو جنس أدبي.. ولست ضد القصة القصيرة جداً… لكن ما يحدث غير منطقي، غير واقعي، غير مجد.. وأحب أن أهمس في كل أذن لكل ناقد أن عد إلى رشدك واعرف قيمة نفسك، فما هكذا تورد الإبل، وما هكذا يكون الإبداع.. والنقد يا صاحبي ليس" شرابة خرج" إنه مهم وهام ومفيد وجيد وممتع.. فماذا يضيرك أن تكون ناقداً جيداً .. وكفى ..؟؟!!..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس