عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 07 / 2009, 52 : 09 AM   رقم المشاركة : [4]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

رد: دموع الخريف ... من العاصفة الرابعة ..إلى ...العاصفة الأخيرة

العاصفة السادسة
_______________________________________
الفقرة الأولي
______________

الساعة الخامسة
بدت الشمس من بعيد أكثر اصفراراً فيما هي تنحدر نحو المغيب، حتى لامست أطراف الرمال الممتدة نحو الأفق.، و بسرعة متلاحقة راحت تختفي إلى أن توارت تماماً، مخِّلفة في السماء شفقاً وردياً ثم دكنة خفيفة،
فيما سار فتحي بحركاته ألا إرادية متثاقلا خطاه
شيئا فشيء، حتى تسربلت قدماه تلقائيا عند عتبة خروجه من المطعم ،و دون أن يلتفت خَلْفَه حَرَّك أعضاءه وبَدا يخطو خطوا ، حينها تمنّي لو أن الأرض ابتلعته كما تبتلع الصحاري ،وَجَعٌ عميق قد احتلَّ كيانه وعكَّر صفو حياته فعادت من جديد أشواك الصَبَّارْ تُوخِز جوارحه لانكسار حاله .
بينما اخترق جدار الصمت في أعماق
(سعاد) مَدْويا برائحة الكذب ورعب يَسْري في جسدها فاختفت الكلمات عن صدرها وبَدت سجينة لأفكارها تُلمْلِم أشلائها ،فتلفَّتت في كلِّ الاتجاهات مُتمنِّيَة بأن يعود مُتَأسفا
*******************
الفقرة الثانية
_____________

فجأة وقعت عيناها علي ظِلاله وَوَقْعُ خُطاه فاتَّجَهَتْ نَحْوَه ُحتى أَمْكَنَتْهُ مُتَحامِلة على نفْسِها لتشعر بالِإطْئنْان ، محاولة أن تَغُضْ بَصَرها وهي بين الرَّغْبة في بقائه والحاجة لرَحِيلَهُ عنها
-
همَّت (سعاد) وهتفت في صوت مرتجف خائف:
- "
لا ؛ لا ،لا"
تتركني وأنا في هذه الحالة فأنا لا أستطيع أن أتدبر أموري بدونك
- فتابعت بحزن شديد:
أتتركني بين مخالب الوحدة وأنا ما زلت أشعر بأننا يجب أن نكون معاً !
- ثم استطردت بجواب على استفهامها:
سأبقي معكَ لعلي أنتفع،.إنَّكَ في رُجُولَتك وعَطائك حملتني معك ولن ينتهي الأمر

- اضطَّرب( فتحي) خَفقَ قلبه خفقه مزلزلة، ولم يتوقع سماع صوتها فأصابته قَشْعَرِيرَةْ لم يعتدها مِن قبل
فجَمَّدَتْهُ المفاجأة في مكانه، فإذا به تمثال مِن الدَهشة الممزوجة بسعادة ،حتَّى أَخَذَتْ عواطفه تتراقص مع سيمفونية القَدَرْ

**************************


الفقرة الثالثة
__________________

استدار( فتحي )
ثم انتفض ملتفتا خلفه، وقد سقط قلبه بين ضلوعه
، فتحشرج صوته وتلعثم سائلاً:

هل أفهم يا سيدتي أنك عافيتي عني ونسيتِ ما قُلْتُه لكِ في المطعم بأني لِصٌ فنَّان؟
-فهزَّت سعاد رأسها باسْتِحياء
- حينها نظر فتحي إليها نظرة كسرت تلك الحواجز
ولمح في عيْنيها دمعة حامية مع ابتسامة خفِيَّةْ تحاول أن تداريها على وجهها الدَّائِريْ،
كانت سعاد غير متمكِّنةْ مِنْ قَرارها متردِّدَّةْ ، ولكن ظل فتحي في مكانه لا يبرحه وهو ينظر إليها في حيرة
فوقف كلٌّ منْهُما مُقْطَبِ الحاجبين مِحْمَرِّ الوجْه في حِيرة ِمن أمْرِهما
- فابتسم( فتحي) ابتسامة ضائعة مقترباً إليها "شيئَاً. فشيئا"
حتَّى ازْداد مُلوحَة ووسَامَةْ ،فلَمِسَ في عيْنَيْها الخوف الشديد ومُقْتَها العظيم للوضع بأكمله
عندها تراجعت(سعاد) بِخفَّة يصحبُها توتِّر وهي تَتمزَّقْ في داخِلها
- فاسْتَطْرَدَ (فتحي )قائلًا:
هَوِّنِي عليكِ يا سعاد ستكونين معي دائما في أعماقي كظِّلي الذي لا يفارقني
- ثُمّ صَمَتَ لَوهْلَةْ شاردا
فأخرج نفسا عميقا متنهداً "آه.. آه..

كم أحبك يا مهجتي وبلسم روحي لقد كافأتني بقرْبيٌ ٌإليكِ
- ثم واصل(فتحي) حديثه مبتهجا وقال:
سأكون صريحا معكِ نحن نعيش في غابة ،ولا بُدَّ أنْ نواجه بعض المصاعب من الناس والقيلَ والقالْ
-
فقاطعته سعاد بصوت حزين
أنا يا فتحي لا أرغب أن أُوَرِّطك في المشاكل وأُعَرِّضَكَ للأخطار ولكن ليس لَديْ من أبثَّه ألمي وأجعله يحمل عني بعض أحزاني، فأنتَ الذي تركتني أبوح لكَ بأسراري
وحالي كيفما يحلو لي

************************


الفقرة الرابعة
________________


كاد قلب فتحي يخرج من صدره وجَفَّ ِريقَهُ لكنَّه تمالك نفسَه،
حدَّقَ فيها طويلا وكأنه كان يقبلها ،وحاول أن يُعطيها نوع من الأمان
أَمْسَكَ بها ثم جَذبَها بِيَدِهِ وسار بها متجهاً نحوَ المشفى ، فانْتَابها شعورٌ غامض،وتجمَّدَتْ قَدَماها طُوالَ الطريق فأحسَّت بأجزاء جِسْمها ترتجف وبأسْنانها تَصْطَّكْ على الرَّغْم مِنْ مبادرتها له بالكلام،
وعندما وصلا ،سَاقَتْها قَدَماهْا
نحو أَرْوِقَةْ المشفى وعيناها تُلاحق رَقْمَ حُجْرَتَهُ، حتَّى دفعت بذراعها باب غرفته،
ثمَّ اقتربت من زوجها (سلمان) بخطوات هامِسَة
فراح كلٌّ منهما في مَوَدَّة يرمق الآخر ، ثم فتح( سلمان) ذراعيه فارتَمتْ( سعاد )في صدره ودَفَنَت نفْسِها في حضنه وارتكزت عند سَريره وشدَّت يَدَهُ إلى صدْرِها ُتَعطَرَهُ بدموعها وببعض الآيات.....
فترفرف قلبه بأجنحة من ضياء يملئ الفؤاد نورا يُغَنِّي له طربا ويَسْري في الشرايين ليشُعَّ الوجه ضياء واللسان عذوبة فتَستفيق له النفس من جديد،
وبعد نظرات حلوة بينهما ابتسمت(سعاد) كقمر في ليل حالك
كانت شفتاها جافتين متصلبتين كانت تجاهد كي تنطق فَطَوَّقَتْهُ بحنان وجفَّتْ عروقها
- ثم سألته ومراسم الحزن قد ارتسمت على بابها
- سلمان،سلمان، حبيبي كيف أنت اليوم ؟
- تريَّثَ لحظات ثم تنهدَّ وتابع بنفس النبرة قائلا :
كل شيء تمام ،حتى أنني بدأت استخدام الكرسي ألعجلي
- في نفس اللحظة دخل( أحمد) أخيه مرحبا مسروراً:
أهلا ،(سعاد ):أنت هنا! الحمد لله ..
فقد طلب منِّي الطبيب أن نواصل علاجه الطبيعي
- ثم استدار أحمد ظهره وهمس لسعاد:
- عليكِ أنتِ أن تُقوِّي مِن همته، وذلك باستخدام الكرسي ألعجلي باستمرار
نظر (سلمان) إليهما وتألَّم لذلك ،لكنَّه لم يُظهر مشاعر الشفقة التي قرأَها على وجهيهما لشلله
فساعدته زوجته وزحفت به نحو الكرسي حتى تَشكَّلت لدى سلمان مَواجع جديدة مما جعل الخوف هاجسا لديه وبالرغم من ذلك اسْتَجْمَعَ (سلمان) قوَّته ثم استعاد بعض منها وتقدَّم متثاقلا لكنَّه ترنَّح َ"يمنة ويُسرة" فاهتزَّ الكرسي وتبَيَّنَ عندها للسُقوط
فبُهرَت( سعاد) بنظرات التصميم و الإرادة التي في عيني سلمان،
فتغاضت عن إعاقته وشلله وأحبت روحه السوية وأبوته لابنتها فوهبته حياتها
وجعلت من أحزانه نجاحات أكبر ومنطلقاٍ لأماله
- ثم قالت له ،والحنين يوقظ أشلائها وهي تمسح وجنتيه :
حبيبي لا تحزن
فأنت عندي كل شيء وأجمل هدية وهبها "الله "لي

- فقاطعها(سلمان) بنبرة حزينة ثم نظر إليها بأسى وهدوء يائس قائلا:ـ
ولكن ما ذنبكما أنت وابنتي وكيف سأوفِّر لكم العيش فليس باستطاعتي فعل شيء
- فقاطعته( سعاد) بارتياع يصحبه خوف:
ما هذا الذي تقول؟؟
أنا زوجتك في السعد والرخاء

- ثم أردفت باستنكار وعتاب ولم تترك له الفرصة ليتحدث

ماذا لو كنت أنا التي أُصبت بالحادث ......ماذا ستفعل حينها
أجابها( سلمان)
(بعد الشر) عليكِ ،
أنتِ عمري يا
(سعاد) فكل هذا النجاح الفنِّي الذي حقَّقته لا ُيمثَّل شيئا لي، لو أنِّي لا أستطيع إسعادك ،كما أنك أنت من ساعدني في حياتي وعملي ،ولا يوجد في القلب غيركِ
مستحيل.. مستحيل
أن أتخلَّى عنكِ فأنت فلذَّة قلبي وبلسم روحي
فتنهدت (سعاد) بألم وقالت :ـ
إذاً، يا( سلمان) اتركْ عنك تفكيركَ الأحمق وتعوَّذْ من إِبْليس و لا تَلْعب بكَ أفكارك المتشائمة فنحن دائماً معاً
فابتسمت أمواجه وأخذ الحديث يدور بينهما- لمدة ثلاث ساعات-
ثمَّ هتفت سعاد كمن تذكرت شيئا ونظرت للساعة قائلة
" ساعة المحب قصيرة"
فقد حان وقت الانصراف


*************************

الفقرة الخامسة

وموعد بعد لقاء حتى جاء اليوم الذي انكشفت فيه الحقيقة
عندما كان
فتحي ينتظرها عند جذع الشجرة المطلة من نافذة حجرة زوجها
بينما كانت هي عند زوجها يرمقها بالحديث الجميل والغزل كانت( سعاد) للمرة الخامسة والسادسة والعديد تعاود معه المحاولة للوقوف، حتى اتكأ أخيرا بيده على السرير فلم تكن المسافة بينه وبين النافذة بعيدة
كما أن شعوره بالضعف أمام زوجته جعله يرمي ظهره ويرخي أرجله على الكرسي ألعجلي تلك كانت نقطة التحول
فصرخ( سلمان) بصوت ملؤه الحماس
"الله أكبر ،الله أكبر"
" سعاد،سعاد"
انظري لقد استعاد جسمي بعض من قوته
- حينها دخل الطبيب قائلا:
مشاء الله، مشاء الله،
ستخرج بإذن الله غدا و لن تحتاج إلاَّ
لبعض من العلاج الطبيعي،
ثم أردف متنهدا ..
إيه.. إيه
"كنَّا
فين وصِرْنا فيْن"
- فأخذ الطبيب نفساً عميقا و طَبطبَ على كتفيه مبتهجا ،وقال:
- وفقك الله يا ولدي
- ثم ودَّعته( سعاد) بابتسامة مليئة بالفرح..قائلة:
سآتي غدا بإذن الله لنخرج للمنزل معاً
فابنتك
( آمال)
بانتظارك
وعندما خرجت( سعاد) من البوابة الرئيسية للمشفى
- إذْ بفتحي يهمس لها بكل عشق
(سعاد ،سعاد )
أنا هنا أنتظرك تحت الشجرة
- خطت سعاد بخطاهَ الغير مسموعة قائلة:
هل رآك أحد ،
- رد( فتحي) بصوت خافت:
لا، لما أنت خائفة هكذا..
فلن يصيبك مكروه ما دُمت معي
ثم تابع:
إن ابنتك بانتظاركِ

- سكتت (سعاد) ثم نطقت:
أرى يا( فتحي) أن مُصاحَبَتكَ لي باستمرار قد تكشف أمرَنا
قاطعها فتحي متقربا إليها
"شيئا،فشيئا"
وواضعا أصَابِع كفِّه على شفتيها،
أرجوكِ ،أرجوكِ.. لا تكملين


حينها بدت (سعاد ) ترفع صوتها
لا ،لا، لا
قاطعها( فتحي) بسؤال :
لما لا ؟هل ما نفعل خطأ ؟
إن كل هذا ذلك من أجل مصلحة (آمال) ،كي تكون في جو هادئ ،
ولكن كان فتحي في قرار نفسه يتمنى أن يستمر الحال وتبقى(سعاد) بجانبه


وفي تلك اللحظة صادف"( أحمد)، (وليد)"،عند بوابة المشفي
- وما أن رآه و(وليد) إلا شهق ومدَّ يده بالتحية مبتسماً:
أهلًا ،أهلاً،( أحمد)
وببعض من التردد تطلَّع(أحمد) إليه :
أهلا بك
... أهلا
- ثم استطرد( وليد) برغبة مضاعفة ولهفة :
لقد قطعت يا( أحمد)عليَّ شوطاً كبيرا فأتيتْ إلى هنا ، الحمد لله يا رجل ، فهنالك بعض الاستفسارات التي أحاول أن أجمعها عن أخيك ..
وقد يحالفني الحظ أن أكتب بخصوص حياته وعمله ثم قال طبعا، إن سمح لي بهذا
!!!
- أجابه أحمد باستنكار :
ماذا تقول؟ لن تسمح نفسيته بذلك ،و يجب أن لا نتعجل

- فرد وليد وقد ركن الصمت لدقائق
كنت مجرَّد أفكر بذلك ثم تحمَّست للموضوع ،ولكن وجهة نظرتك سليمة يا( أحمد)، على الرَّغم أنَني أعتقد أنه
سيرحب بالفِكرة "بإذن الله"
- سمع وليد صوتا مألوفا ينادي :
""سعاد، سعاد”
هَدِّئي من روعك فلن يصيبك إلا ما كتب الله، و لن يعلم أحد عن شيء
- ثم همس( فتحي) لها بصوت مرتفع:
"لا، لا "
تخافين سأظل معك، و لمس كفيها مقتربا إليها
فانبعث الصوت نحو( أحمد) و(وليد) بوضوح
- فتلفتَّ( أحمد ُ) "يمناه ويُسْراه" وقد رفع حاجبه الثقيلين قائلا بصوت مسموع:
إنه صوت (سعاد) إنها (سعاد)
- ثم قاطعه( وليد) مشيرا بإصبعه الشاهد ،ها هي، مع أخيها
- دقَّق النَّظر( أحمد )عليهما قائلا:
ولكن هذا ليس بأخيها
- فهز (وليد) رأسه وصرخ
بكل تأكيد هو،هو الذي رأيته معها في مشفى الولادة.
"والله، إنه لهو
فطلب (أحمد) بكل أدب من (وليد) أن يقصده ويسلٍّم عليه ثم يلحق هو به ..حينها قد تَتَضِّح الرؤيا
و وقعت الواقعة
وعندما سلَّم الصحفي(وليد) على( فتحي) ، وسعاد"
- تسائل بكل تعجب وفضول :
أنتَ هنا ..!
لِما لا تصعدْ إلي زوج أُخْتكَ؟ أما زلت تكرهه؟؟

كانت نسمات أنفاسها سريعة متلاحقة وأفكارها تعبث بنفسها المرهفة، لقد سيطر الخوف عليها أجواء كلها رومانسية
كادت تكون في إطار خطر
حينها أزاح (أحمد) بعض الغصون وفتح عينيه ببطء وأخذ يجول بهما حوله
قال في دهشة واستغراب -
(سعاد|)! كيف حالك؟
حسبت أنك قد ذهبتِ لابنتك !!!
- فحملق (أحمد) بعينيه الجاحظتين ثم استدار بظهره نحو( فتحي) وهو يهز رأسه و باستهتار واستنكار سألها :
ومن يكون هذا الوسيم، ألا تعرفِّيني عليه؟؟

- صمْتٌ (فتحي) بنظرة خاطفة ضاعَتْ فيها الكلمات
و وقف كل منهما قبالة الآخر لثوان
-فتلعْثَمت سعاد و راحت تمتمت
ثم هتفت ، بعدها محتجة:
لا ،لا،لا
ماذا تقول.. يا( أحمد)؟
مستحيل،مستحيل،
كُفْ عن الإهانة
ثم تجمَّدت ولم تَعُدْ قادرة عن الدفاع، فلم يُتِحْ(أحمد) لها فرصة للإفصاح بلسانها، والدفاع عن كرامتها،
حتى وجدت نفسها من القسوة ما أخرسها، فلاذت بالجماد الأصم تفرغ عليه من ذاتها
- ثمَّ قاطعته بحزن شديد وانفعال :
ولكن كيف يا (أحمد) تحكم هكذا
بمجرد تهمة ملفقة
حاول( فتحي) أن يقاطع أحمد ويشرح له الموقف:-
فنظر أحمد إليه بنظرات تفيض احتقار قائلا:
اسكت ..اسكت
يا لوقاحتك
لا مفر لك من المواجهة
حينها أُحرج الصحفي (وليد) وانْصَرفَ، فهو يشعر أنه السبب في تفاقم المشكلة بينهما
ريثما رأى زوجها( سلمان) من النافذة كل ما قد حدث وما دار بينهما، كان وقع الصدمة عليه شديد فقد كان وضعهما كعاشقين فشكَّ أنه
خطيبها السابق
وأخذ( سلمان) يحدِّث نفسه بكل يأس-
ربما عاد خطيبها ليَعْرض حبه السابق لها بعد ما رفضته من سنين، خاصة بعد شللي هذا ،فقد يفوز بها وتعود إليه ...
- ثم كرر كلامه متنهدا محدثا نفسه:
آه ،" يا لهذه الدنيا كيف تتغير من حال إلى حال"

لكن كان شعور ( وليد) بالذنب وفضوله بحكم وظيفته والتي دَفَعَتهُ أنْ يُلاحق سعاد ويكشف أمرها ،
حتى َعرف عنها كل شيء، حينها تعاطف معها وبدا يُظهر لها نوع من الاحترام ثمَّ وعدها
بأنْ يُحاول أن يُصلح ما انْتَكَس

**************************

الفقرة السادسة
_____________

ذهبت سعاد في اليوم التالي إلي زوجها تعتذر وتوضح له ما حصل
حاولت باكية ومترجيَّة أن يتفهم ويتأكد من كل ما قِيلَ له وما سَمِعْ من كذب،
لكن كيف!
وقد رأى (سلمان) من النافذة ليلة أمس ذلك المنظر

- رفض (سلمان )وهزَّ رأسه وأغمض عينيه ثم رفع رأسه وشدَّ نفسه قائلا :-
هل حن قلبك على خطيبك ؟عودي إليه لا أريدكِ اذهبي، لا أودُّ رؤيتك انصرفي...
فأصبح وجهها خارطة من الألم . وقالت
- لا تفهمني فهم خاطئ. فأنا لست مذنبة
فلم يكن ( لفتحي) إلا وأن ذهب إلى والدته وشكى لها عن كل ما حصل من مشاكل، فاقترحت عليه بأن يزور (سلمان) ويشرح له الأمر،
وفعلًا قصد( فتحي) المشفي ثمَّ دخل على( سلمان) في حجرته وقد وجده جالسا علي الكرسي ألعجلي حزينا ينتظر أخاه ليخرج معه
- قَرعَ (فتحي) الباب بهدوء:
- ردَّ (سلمان )
من ؟

- تلعثم (فتحي) قائلا:
" أنا ،أنا
" .....
- فرد عليه (سلمان) مبتسما :
- تفضل ..ادخل
-ثمَّ حدَّق به وهو مقطب العينين
محاولا أن يسترجع بذاكرته
- فصمت(سلمان) قليلا ثم نطق قائلا :-
-على ما أظن أننا نعرف بعض
،ألست ،"أنت ،أنت"
(فتحي العسلي)..؟
- هز فتحي رأسه
حتي تناثرت الأحرف وضاعت الكلمات، بينما استيقظت الطفولة والذكريات
- فصاح ( فتحي) بدهشة
- سلمان ، سلمان ،لا، لا أصدق
هذا أنت!!..
- حينها قاطعه( سلمان) قائلا:
-آه، أه ،
منك أيها الوسيم
أما زالت الفتيات يتلفتن إليك ويمقُتن وسامتك؟ ..
أَتَذْكُر كم كنت تحظى فيهنْ أيها الجذَّابْ..؟
ثم تابع(سلمان) كلامه وسأله بكل حماس
- قل لي يا سلمان هل ما زلت تحب فن الرسم
؟
فتراكمت الأسئلة..
وتحول الجدّ إلى هزل وإلى ذكريات الطفولة ،ثم أخذا يتكلَّمان معا -لمدة ساعة -
وقد حاول فتحي أن يُفاتحه
بالأمر ولكنْ لم يُتيح (سلمان) له أي فرصة، فقد كان مبتهجا مسرورا لزيارته
وقبل أن يودع (فتحي)( سلمان)
- قال( فتحي) مبتسما له نصف ابتسامة :
مرة أخري ،الحمد لله على سلامتك ،وإنشاء الله نشوفك على المسرح
فطأطأ سلمان وجهه ولامس ذَقْنَهُ عنْقَه ثم ابتلع ريقه بكل قهر وأسف على شلله فلم يستطع النطق
فسكت فتحي ثمَّ نطق مرتعشا:
كنت أودُّ يا (سلمان) أن أوضح لك شيء ما وذلك من قبل أن آتي إلى هنا
ولكن لم يَكدْ (فتحي) أن "يَخطو خطوه" إلى الوراء إلاَّ واصطدم( بأحمد)
- فصرخ( أحمد) بكل غضب
- هذا أنت:
- كيف تْجرُأْ أنْ تأتي هنا وتعتذر من أخي.. كيف؟
حينها عَرفَ (سلمان )كل شيء ولكنه لم يصدق عندما تعمق كل منهم بالحوار
وقبل أن يخرج( فتحي )من الحجرة
- تنهد ثم قال :
زوجتك يا( سلمان) مظلومة
"والويل ،الويل" لمن ظلم
ثم انسحب عائدا من حيث أتي

*****************************
يتبع بإذن الله
خولة
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس