عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 07 / 2009, 49 : 03 AM   رقم المشاركة : [4]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

الباب الأول

أقانيم الثبَات

الفصل الأول

موضوعة الأرض ومستويات التداخل

[align=justify]
ربما كان على الشاعر أن يكتب القصيدة بدم وعرقٍ ونبض، لتكون على قدر الحب الذي يشعر به تجاه أرضه. وقد يكون من المناسب في كثير من الأحيان، أن تأخذ الكلمة شكل القلب لتعبِّرَ بفاعلية عن مثل هذا الحب.. ولكن هل كانت القصيدة بعيدة عن مثل هذا الخط؟؟..
حين نقترب من مسافة العشق في حديث الشعر الفلسطيني المقاوم عن فلسطين، نتعرف مباشرة على صورة نابضة من صور الحب التي لا تبتعد عن الكتابة بالدم والعرق والقلب. وطبيعي أن تكون الأرض في شعر فلسطين المقاوم، أكثر غلياناً من أي موضوعة يمكن أن تخطر على البال، ذلك أن تكوين الشخصية الفلسطينية المقاومة، لا يمكن أن يبتعد عن معنى وملامح وامتداد الأرض في كل جزء من التكوين الإنساني.. فالأرض هي الفلسطيني، والفلسطيني هو الأرض، والملمح ظاهر بوضوح أمام كل عين..

كان طبيعياً أن يكتب شعراء الجيل الثاني في الشعر الفلسطيني المقاوم عن الأرض بكل الحب والعشق والتلاحم إلى حد التداخل مع كل حبة تراب، وبهذا ما كانت القصيدة بعيدة أو غريبة عن خطي سير القصيدة المقاومة خلال السنوات الماضية. وتجدر الإشارة إلى أن موضوعة الأرض ذات ملامح مشتركة ومتفاوتة إلى حد بعيد في القصيدة المقاومة عند الجيل الأول والجيل الثاني، لأنها لم تخرج عن معناها المقاوم والمتحدي والمصرِّ على الثبات عند الجيلين، فكانت الأرض على الدوام قوية الملامح، شديدة الحضور، رائعة النبض والتوهج.

أقف قبل الدخول في مستويات الصورة عند شعراء الجيل الثاني، لأرى من خلال قصيدة "هويتي الأرض" للشاعر سليمان دغش، والتي يقول فيها:

"مخدتي زهر / وفرشتي حشائش برية" / والبدر قنديل السمرْ / وأنت لي أغنية / إن جعت آكلُ التراب / وأمضغُ الحجرْ / وإن عطشتُ أوقفُ السحابْ / وأنزل المطرْ " ثم "أصابعي شجرْ / ومهجتي صخرية" / وأنتِ لي القدرْ / يا أرضُ والهويهْ" إلى جمالية رائعة في التداخل والتلاحم مع الأرض. وإذا كنا لا نرى أي فاصل أو خط يقنعنا بوجود مسافة بين الإنسان وأرضه، فمرد ذلك أن الشاعر مصر على مسح ونسف كل فاصلة، ليكون في نهأي المطاف مع الأرض وفيها، حضوراً ونبضاً ووجوداً. وهذا ما يجعل الأرض خصبة في التدخل مع فلسطينيها، وما يجعل الفلسطيني متماسكاً ثابتاً في التداخل مع فلسطين.. ونسأل بعد ذلك: ما هي مستويات الصورة وأبعاد ملامحها من خلال قراءة موضوعة الأرض عند شعراء الجيل الثاني في الشعر الفلسطيني المقاوم؟؟..

المستوى الأول / الأرض وعلاقة العشق:

الأرض في دفتر العشق بلسم الروح، والأرض في دفتر القلب من أروع الأمنيات. ودائماً يفتح الشاعر كل صنابير القلب لتعبِّرَ عن علاقته بحبيبة أولى رائعة هي الأرض. وحين تحاول الحبيبة أن تهمس في أذنه كلمات العشق، تراه في آلية وجده حبيباً يضم كل موجودات الطبيعة إليه، ليكون كلّ شيء فيها جزءاً من قلبه.

هنا تبرز الأرض الفلسطينية لتقول كلمتها حين يسجل العاشق الفلسطيني روعة حبه لأرضه، ودفقة عشقه التي لا تعرف الحدود. يبدأ ذلك من خلال قراءة فصول الحب بين الفلسطيني وكل حبة تراب، ويبدأ ذلك في قراءة معاني العشق بين الفلسطيني وكل شجرة واقفة على بوابة الشمس، ويبدأ ذلك في قراءة كل جماليات القلب عند الفلسطيني الذي رأى في أرضه كل معطيات الأمل والشموخ ، والروعة..

الشاعر مصطفى مراد يضع في قصيدته "الأرض" صورة الحبيبة التي تمسح كل صورة أخرى، لتكون في المنظور العام كل شيء، حيث: "تكونين ملء الفضاء.. وملء السماء وأكبر.. / من كبريات الأماني / تكونين حين ترابك يفلتُ منكِ / فتدخلُ ذرّاتهُ في عيوني / وأغلى وأغلى.. / تكونين أيتها الأم يا جرحنا النازفا / ضماد الجروح / تكونين كيف تكونين صاخبة ثائرهْ / وهادئة صابرهْ / تكونين بلسم روحي / فما شئتِ كوني.."..

فأين حدود الصورة، وإلى أي حد ذهبت في رسم معالم الحب؟؟.. تقول الإجابة إن الشاعر مصطفى مراد عاشق من نوع خاص، فالأرض تقترب، ثم تقترب وتقترب. وبعدها تأخذ الشكل الذي تريد، والملمح الذي تريد، والصورة التي تريد. ولكنها في كل ملمح، وفي كل صورة، تعطي المسافات والمساحات، لتكون ظاهرة بشكل قد يبدو طاغياً مسيطراً للوهلة الأولى، ولكنه في دفتر الحب لا يبتعد عن معنى حب الشاعر وعشقه لأرضه..

مثل هذه الصورة تتكرر بمستويات عديدة ومتعددة عند الشاعرين هايل عساقلة وسليمان دغش، لتكون الأرض في زمنها المتواصل شديدة الحضور والبروز والجمال. وعلينا أن نقرأ في كل فاصلة أن الأرض تسجل نبضها الأخّاذ في قلب العاشق الفلسطيني.

هايل عساقلة في "شباكها كبدي" يقول:
في موطني عشق الصبايا قاتل...... والعشق مثل مياهه لا ينضب
إن يسقط الشهداء فوق تلالنا......ويقدموا ما تشتهي أو تطلب
فالعشق علمهم بأن ترابننا...... أغلى من الرمق الأخير وأعذب
[/align]

طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس