27 / 07 / 2009, 51 : 05 AM
|
رقم المشاركة : [26]
|
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
|
رد: الشاعر محمد نحال في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين عرعار
تحياتي المتجددة والمتواصلة
أشكر كل المشاركين الذين أثاروا المناقشة والحوار بالصالون الأدبي وارتقوا بمستوى الحوار إلى فضاء واسع غزير بالقضايا الهامة .
تعليق..
*******
ورد في كلام الأستاذ خيري حمدان نقطة مهمة تتعلق بأثر الاستعمار في محو الشخصية الوطنية وتأثيره على اللغة وهذا مقتطف من كلامه قائلا : -
( فمن خلال معرفتي للعديد من الأصدقاء الجزائريين أجد لديهم حاجزلغوي واضح تركه الاحتلال الفرنسي في البلاد وهذا مفهوم وواضح. سؤالي ماهي الإجراءات التي تقوم بها الحكومة الجزائرية ليصبح للغة العربية موقعا هاما ومركزيا في البلاد؟ ) .
وقد تعرض ضيفنا الشاعر - محمد نحال - إلى الإجابة قائلا : -
( لك أخي الفاضل خيري حمدان أقول -- ان الاستعمار الفرنسي - ورغم بقائه الطويل في الجزائر - لم يتمكن من طمس معالم هويتنا العربية الاسلامية ... لغة ودينا ... فقد درس القرآن في المغاور والكهوف وفي المساجد القليلة آنذاك سرا ..وبذلك حافظنا على اللغة العربية والدين الاسلامي في بلادنا ..أما ما لاحظته من أن ثمة حاجزا لغويا فهو عند قلة من الجزائريين شأن كل من فرضت عليه الظروف الدراسة في الخارج أو الاحتكاك بالأجانب أو ممن جبلوا على تقليد من يعتقدون أنه الغالب وهم قلة والحمد لله....والجزائر تقف دوما لمحاربة هذا الزحف العالمي الآن نحو فرنسة العرب وأنجلزتهم لكسبهم وابتزازهم ونهبهم ... فللغةالعربية مكانتها من حيث رفع معاملها في التعليم الى الأعلئ وفرض استعمالها في الادارات والمراسلات الادارية ...والتشجيع على اقامة المهرجانات الأدبية والأيام الشعرية والأسابيع التقافية في مختلف ربوع الجزائر وعلى مدار السنة ..وما فتح الجزائرأبوابها عاصمة للثقافة العربية سوى خير دليل على ذلك...)
أشكر الأستاذ خيري حمدان على سؤاله و الشاعر محمد نحال على إجابته
و لي إثراء في الإجابة..
إن الاستعمار الفرنسي ترك حاجزا لغويا واضحا في الجزائرنتيجة سياسته الاستعمارية حين أقر كلوزال الحاكم الفرنسي العسكري قرارا يوم 7 ديسمبر 1830 مما أثر سلبا على نشاط التعليم الذي كان يقوم على علماء الدين فتشتت شملهم وهاجر أغلبيتهم ممن بقوا على قيد الحياة إلى المشرق العربي وإلى تونس كما حول المستعمر الفرنسي المساجد إلى كنائس مثل جامع كتشاوة بالعاصمة كما عملت فرنسا على القضاء على التعليم في الجزائر معتمدة التجهيل والتفقير بهدف الفرنسة والتنصير فقامت ببناء أول مدرسة بمدينة الجزائر لتعليم الفرنسية سنة 1836 ثم تلتها بعد ذلك مدارس تخضع للسلطة الفرنسية. ومع ذلك بقيت الكتاتيب القرآنية والزوايا تمارس نشاطها بمثابة الدرع الواقي من صدمات الاستعمار الفرنسي .....
ويرجع الفضل في المحافظة على الشخصية الوطنية إلى جمعية العلماء المسلمين بزعامة عبد الحميد بن باديس الذي عمل على محربة السياسة الفرنسية التي قضت على منابع الثقافة الإسلامية وأغلقت ألف مدرسة ابتدائية وثانوية كانت تضم 150 ألف طالب ووضعت قيودا لفتح المدارس ورسخت تعليم اللغة الفرنسية و حفظ التاريخ الفرنسي ...
***********
الإجراءات التي تقوم بها الحكومة الجزائرية
ليصبح للغة العربية موقعا هاما ومركزيا في البلاد
******************************
لقد تركت السياسة الفرنسية دمارا في الشخصية الوطنية الجزائرية .. فبعد الاستقلال قامت الجزائربإعادة بناء الشخصية والحفاظ على مقوماتها خاصة الدين و اللغة العربية ببناء المساجد وأعادت هيكلة الدراسة وفق النظام الجزائري للتغيير من الدمار الذي خلفه الاستعمار في دييننا ولغتنا فقامت بجزأرة التعليم ( جزائري )وبناء المدارس ورفض الثقافات التي لا تمت بصلة للمجتمع الجزائري وذلك بإزالة العناصر الدخيلة والاعتماد على أبناء الوطن في التعليم والعمل على التعريب التدريجي للتعليم وإلزامية مجانيته ....كما اهتمت ببناء المراكز الثقافية وعملت على تكوين إطارات في كل الميادين للقضاء على الجهل و تجسيد التعليم وإعادة اللغة العربية إلى مكانتها وهي اللغة الرسمية للشعب الجزائري .
ومع هذا كله تبقى جهود الحكومة الجزائرية متواصلة ليصبح للغة العربية موقع هام ومركزي في البلاد
حيث عملت على بناء الجامعات والمدارس العليا وإنشاء المكتبات ودور النشر والطباعة وقاعات المطالعة وإقامة خلايا البحث ومجامع اللغة العربية كما أصدرت الجرائد والمجلات باللغة العربية واهتمت بمراكز الترجمة.... وأعادت النظر في المناهج التعليمية لتحسين مستوى اللغة العربية وإزالة الحاجز اللغوي الذي تركه الاستعمار الفرنسي...
ولم تفوت الجزائر الفرصة في العمل على المشاركات في المهرجانات العربية لترسيخ اللغة الوطنية ...وتكوين الإطارات في مراكز اللغة للدول العربية وتبادل الثقافات العربية ....
*************
لم تهمل الجزائر حظها في التفتح على الثقافات العالمية محافظة على عروبتها ومسايرة لركب الحضارة والمدنية والاهتمام باللغات الأخرى للولوج بها في عالم التكنولوجيا و الاتصال.

تحياتي لكم
|
التعديل الأخير تم بواسطة ياسين عرعار ; 29 / 07 / 2009 الساعة 52 : 12 PM.
|
|
|