عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 08 / 2009, 20 : 12 PM   رقم المشاركة : [28]
رعد يكن
مهندس ديكور ، كاتب وأديب ، يكتب الشعر والنثر والقصة القصيرة

 الصورة الرمزية رعد يكن
 





رعد يكن is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: الشاعر السوري - رعد يكن - في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاوره الشاعر يسين عرعار


العزيزة ( هدى نور الدين الخطيب )

تحية طيبة ..

سررت بحضورك جدا يا سيدتي ، وقد كنت أنتظره ..

أشكر لك مداخلتك حول قصيدة النثر وتحليلك الصائب ..

واسمحي لي أن أجمع بعضا من الأسئلة الثلاث التي أوردتها وأجيب جملة واحدة عنها ..



القصة القصيرة جدًا .. هي نص يعتمد على السرد والتكثيف القوي بحيث تحرض خيالك القارئ وتجعله يفكر في احتمالات النهاية أو تطور الحدث مثلا ..

وقد تكون ابتداءً من سطر واحد وتمتد لتصل الى الصفحة الكاملة تقريبًا ..

وهي بقصرها لا تهدف إلى الإضحاك ( كالنكتة والملحة ) وإن لبست ثوب الطرافة أحيانا وإنما قد تعتمد على السخرية السوداء .. وقد تسرح في عالم الفنتازيا ..



هي ليست كالفكرة .. فالفكرة لا تروي حدثاً وقد لا تتلبس شخصية ولا تتأطر في زمان ومكان ..

وتختلف عن الخاطرة أيضا .. الخاطرة لا تعتمد على السرد ..





مثال : الخاطرة

وسواس .. بقلمي

عِنْدِي وَسْوَاسٌ قَهْرِيّ..

كُلَّمَا اسْتَيْقَظْتُ أموتُ مِنْ قَهْرِي.





مثال : القصة القصيرة ..

1 ـ الحارس الليلي .. بقلمي ..

أشعل الحارس لفافة من التبغ
ونام..
مرت عليه الشوارع وأولادها مبتسمين، قال له النوم أن يغرق في الحلم .. فلا يستيقظ .
وعندما استيقظ في الصباح ، مسح العتمة المتكاثرة على المصباح ، أطفأ لفافة التبع وعاد لممارسة رياضته الصباحية في البحث عن خبز لأولاده، بعد أن علم أن النوم حليف العتمة.








وقصة من مجموعة الأستاذ طلعت سقيرق (( الخيمة)) بعنوان (( الفاعل )) تقول :

اصطفّ الطلاب .. دخلوا بنظام .. جلسوا على مقاعدهم بهدوء .. قال المعلم : درسنا اليوم عن الفاعل .. من منكم يعرف الفاعل .. ؟ رفع أحد الطلاب إصبعه .. وقف .. تثاءب .. قال : الفاعل هو ذلك الذي لم يعد موجوداً بيننا .. ضحك الطلاب وبكى المعلم .







3 ـ قصة العودة .. بقلمي :

أخيراً..... عاد للبيتْ...

تفحّص المدخل والدرجات ( هي هي)، والبوابة عتيقة .

كان سعيدًا بعودته وحزينًا؛ لأن شجرة الصفصاف التي أمام البيت ماتت دون علمه.

تحت ظل من سيلعب الآن؟

خلف من سيختبئ من أبيه؟

يده تآمرت مع الباب وصافحت قبضته دون إذنه، عيناه تسللت إلى الداخل دون علمه أيضاً ..

وأقدامه مستنفرة..

لم يدرك أهو صوت الباب أم صوت قلبه الذي يدق .

أباه كان جالسًا على طاولة الحكم كعادته، وأمه مطحونة في المطبخ، وإخوته نيام...

دفعته أشواقه إلى الداخل..

لم ينظر إليه أبوه؛ نظر إلى الحارس الجديد لبيتهم ، فَهِمَ الحارسُ ونبحْ....

جيد أنه ترك الباب مفتوحًا (من باب الاحتياط).

وفجأة ...نبتت في صدره خمسون صفصافة ومئة طريق.. وجواز سفر جديد.

ما أحزنه أكثر أنه لم يستطع أن يقول لإخوته وأمه أنه مشتاق إليهم.





4 ـ قرار .. بقلمي .

اسْتَيْقَظَ مُتَأَخِّرًا ....
قَرَّرَ أَنْ يُحقِّقَ حُلمَهُ ، فَأَكَلَ رَغِيفَ الْجُوعِ كُلَّهُ وَحَرمَ أَوْلادَهُ مِنَ الْمِيرَاث.








للقصة القصيرة جدا يا سيدتي الكثير من السمات التي تميزها عن الأجناس الأدبية الأخرى ، أوردها هنا باختصار ..

العنوان ( شاحن للرؤى )

التكثيف الشديد

الشعرية ( نظام لغوي جميل )

وحدة الحدث ( وعدم التشعب )

الزمان ( لإبراز تغيرات الشخصية )

وجود شخصيات ( واحدة على الأقل )

وجود مفارقة ( لأظهار التناقص وتوصيل الفكرة )

نهاية القصة ( ويفضل أن تكون مفاجئة )



وربما يفيدنا أكثر الأستاذ ( طلعت سقيرق ) مشكورًا صاحب الباع الطويل في هذا المجال ..



وبالنسبة لسؤالك عن مقولة (الأدبي الرجالي والأدب النسائي ) أنا لا أؤمن بها إطلاقًا أنا أؤمن بالأدب الإنساني .



وأرجوا الأن أن اكون قد استطعت إضاءة بعض من جوانب القصة القصيرة جدا والله الموفق ..



تحياتي للجميع .



توقيع رعد يكن
 [align=center]
أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب
[/align]
رعد يكن غير متصل