عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 08 / 2009, 17 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

Gadid الرحيل نحو العدم



قالوا: ستسقط أمطار غزيرة، تجنبّوا الخروج دون حاجة ضرورية! انتظرت حتى هطلت الأمطار وخرجت وتحديّاً إرادة مركز التنبؤات الجويّة، وبقيت أسير تحت المطر لساعات طويلة، حتى أصبحت جزءً من الابتلال العام للطبيعة. أصبحت عامل رطوبة يهابني الجميع، بل وأتسبّب بالإصابة بالزكام والحمّى.ِ

قالوا: ستسقط ثلوج غزيرة، درجات الحرارة متدنيّة، وهناك مخاوف من الصقيع والتجمّد! لا تغادروا بيوتكم إلى للضرورة القصوى، ضعوا سلاسل معدنية حول إطارات عرباتكم؟ مرّة أخرى أصبحت كتلة بيضاء، وصرخت في وجوههم: هل من مزيد! قالوا بأنّني معتوه! وقال آخر بل متمرّد!حسدني سكّان سيبيريا على جلدي وتجمّد الدمع في عينيّ، بات قطعاً زجاجية .. من يجرؤ اليوم على الضحك؟

قالوا: درجات الحرارة مرتفعة وتتجاوز الخمسين في الظلّ. الشوارع خاوية، والكبار يشهقون ولا يقوون على مغادرة المكاتب والغرف المكيّفة. أصبت بضربة شمس عابرة، قمت من جديد وقررت السفر حتى عين الشمس، هناك حيث أنتِ! ترقدين في فراشك الوفير، تنتظرين فارساً لا يأتي على حصان أبيض، لأنّها صبغت بالسواد في بلادي حتّى لا تتّهم بالكبر والشيخوخة. أنا فارسك يا عين الشمس .. لا تقتليني ما زال في جعبتي باقة وردٍ وحكاية عن مدينة بُنِيَت للسلام فأصبحت رمزاً للعنف والقتل والتهجير! ما زال في جعبتي حكاية عن أرملة وهبت ما تبقّى من حياتها وهو كثير من أجل تخليد ذِكرى شهيد .. يا لك من ساذجة! قد لا يجود الوطن بعد حين بقبر ضيّق بحجّة الاستيطان والبنية التحتية للدولة العابرة في كوابيسي!

قالوا: بعد قليل سيحين موعد القيامة! زلزال وإعصار وانجراف طينيّ وسراب وانحراف أخلاقي واحتلال مبرّر وقتل احترازي وحروب رادعة للشرّ الكامن في الجينات العربية ومواخير تستجدي العبيد ومصّاصي دماء يشكون قلّة الضحايا. اندثرت الإنسانية فهل ترضى أن تكون رسولاً في زمن العبث والعدمية؟ هل أنتَ أنتَ حقّاً، حين تكسر المرآة قرنية العين؟ هل حضورك حقيقة بعد أن يخترق الرصاص جمجمة رأسك بثانية واحدة، وتشعر بالدمار يأكل كامل شريط ذكرياتك لتتوحّد مع الخليل ورام الله وغزّة وقافلة من الشهداء لا تقرأ في وجوههم سوى الرحيل نحو المجهول؟


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس