عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 08 / 2009, 25 : 02 AM   رقم المشاركة : [4]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

Post رد: أطوار الصهيونية ومراحلها الكبرى...

[align=justify]
نتابع أطوار الصهيونية ومراحلها الكبرى..
المرحلة الثالثة (1914-1917) من بداية الحرب الكونية الاولى الى وعد بلفور:

اذا كانت الحرب تصنع التاريخ وتحدث تغييرات جذرية في سنين او اشهر او حتى ايام ما يحتاج السلم الى عقود بل الى قرون للإتيان بمثلها فان الحرب الكونية الاولى خلال السنوات 1914-1918 صنعت تاريخ مشرقنا العربي الذي تلاها الى يومنا هذا.
ومع ان الامبراطورية العثمانية غدت في القرن التاسع عشر "رجل اوروبا المريض" الا ان سياسة بريطانيا العظمى الثابتة كانت الحفاظ عليها تجاه اطماع روسيا القيصرية الى ان قررت بريطانيا احتلال مصر عام 1882 ومنذ ذلك الحين اخذت الهوة تتسع بين اسطنبول ولندن وتضيق بين الاولى وبلين وهكذا عند اندلاع الحرب الكونية الاولى حاربت الدولة العثمانية بجانب المانيا والنمسا - هنغاريا ضد التحالف الثلاثي المؤلف من روسيا وبريطانيا وفرنسا الذي انضمت اليه الولايات المتحدة لاحقاً.
وباشتراك اسطنبول في القتال برز احتمال هزيمتها وبالتالي مصير ولاياتها العربية بما فيها فلسطين بعد الحجرب وعلى اثر فشل جمال باشا قائد الجيش العثماني الرابع في اقتحام قناة السويس عام 1915 واستلام القوات البريطانية المرابطة في مصر تحت قيادة الجنرال اللنبي زمام المبادة زاد احتمال هزيمة الدولة العثمانية ودخول جيوش اللنبي الولايات العربية وزاد معه نشاط الاطراف المعنية في التداول والتفاوض فيما بينها بالنسبة لمستقبل هذه الولايات. فكانت المحادثات بين الشريف حسين والمندوب السامي البريطاني في مصر السير هنري مكماهون (تموز / يوليو 1915 آذار / مارس 1916) ومعاهدة سايكس - بيكو البريطانية - الفرنسية (ايار / أيار / مايو 1916) والمحادثات بين بريطانيا وامريكا والمنظمة الصهيونية (1915 - 1917) التي افضت الى وعد بلفور.
ومحادثات الشريف - مكماهون لا تعنينا هنا مباشرة سوى للتذكير بان وعود بريطانيا حينذاك وسائر وعود العواصم الغربية في اكثر من قارة منذئذٍ الى العرب لا تتعدى قيمتها في معظمها قيمة الحبر والورق المستنفدين في كتابتها. اما معاهدة سايكس-بيكو فقد عكست اعتراف الحليفين المحاربين الكبيرين التبال بـ"حقوق" في المشرق العربي كما عكست شرههما على اقتسام غنائم الحرب فيما بينهما والواقع ان هذا الاتفاق الثنائي كان جزءاً من اتفاق ثلاثي ضم روسيا القيصرية وشمل تقسيم الولايات العربية، ويلاحظ بالنسبة الى الدول العربية المزمع انشاؤها انها محاطة باليابسة لا منفذ لها الى البحر سوى عبر النقب جنوب غزة بينما الساحل اللبناني - السوري يقع تحت الحكم البريطاني المباشر ويقع النصف الجنوبي من العراق والمحاذي لخليج العرب تحت الحكم البريطاني المباشر اما بالنسبة الى فلسطين فنصت معاهدة سايكس - بيكو ان تكون من غزة الى شمال عكا وغرب نهر الاردن تحت حكم "دولي" International من دون تحديد صفته على ان تحكم بريطانيا خليج عكا - حيفا والسهل بينهما.
لم تكن المنظمة الصهيونية عن اندلاع الحرب او خلالها في وضع تحسد عليه بصفتها منظمة دولية لها فروع في جميع الدول التجارية. فبينما كان مقر لجنتها التنفيذية الرسمي (الكتب) في برلين كان معظم مؤيديها في "فناء الاستيطان الروسي" ومستعمراتها في فلسطين حين امر جمال باشا بطرد احد عشر الف يهودي منها لكونهم من التبعية الروسية بينما كانت مؤسساتها المالية الكبرى في لندن، وتمكنت المنظمة ليس من تخطي هذه العقبات الكأداء فحسب بل وايضاً من التقدم بخطوات عملاقة تجاه اهدافها وبزغت المنتصرة الاولى في الشرق الاوسط في تسوية ما بعد الحرب على رغم وجود مقرها في عاصمة الحلف المنهزم، فكيف كان ذلك؟.
كان من الطبيعي ان يفكر مكتب اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية في بادىء الامر بالانتقال الى عاصمة محايدة على انه ما لبث ان ادرك ان انسحابه من برلين سيؤدي الى فقدان اي نفوذ له فيها، وبالتالي الى فقدان وسائل التأثير على اسطنبول عبر برلين للتخفيف من تدابير الاولى ضد المستوطنين في فلسطين. لذلك قرر البقاء في برلين اضافة الى فتح مكتب له في عاصمة محايدة (كوبنهاغن) ليكون صلة الوصل بينه وبين سائر العالم الا ان الخطوة الاخطر والاكبر شأناً كان القرار بنقل مركز الثقل للنشاط السياسي الصهيوني الى الولايات المتحدة لوجود اغنى جالية يهودية في العالم فيها واكبرها خارج "فناء الاستيطان" الروسي ولكون الولايات المتحدة بلداً محايداً حافظ على حياده لغاية نيسان (نيسان / إبريل) 1917 عندما اعلن الحرب على المانيا من دون الدولة العثمانية واردف المكتب قراره هذا بإيفاده احد اعضائه ناحوم سوكولوف (1859-1936) الروسي - البولوني المولد الى بريطانيا لتمثيل المنظمة فيها وشهدت السنون القليلة التالية الحصيلة العجيبة للتنسيق المحكم بين النشاط الصهيوني الدبلوماسي في كل من البلدين: الولايات المتحدة وبريطانيا.
بلغ عدد يهود امريكا عند اندلاع الحرب الكونية الاولى حوالى ثلاثة ملايين جاء معظمهم من "فناء الاستيطان" الروسي كما اسلفنا. اما النخبة فكان معظمهم من اصل الماني جاؤوا قبل اليهود الروس وكانوا باستثناء اقلية صهيونية من دعاة الاصلاح ( Reform) والاندماج وحريصين على إثبات ولائهم الى الولايات المتحدة فكان شعارهم "هذا البلد فلسطيننا وهذه المدينة قدسنا وبيت الله هذا معبدنا" ولم يتجاوز اعضاء الاتحاد الصهيوني الامريكي عام 1914 الـ12,00 بينما لم تتجاوز ميزانية 15,000 دولار، الا انه لم يلبث ان انقلب الوضع في بضعة سنين رأساً على عقب ويعود ذلك في اكثره الى فرد يهودي واحد هو القانون لويس برانديس (1856-1941) الامريكي المولد.
تخرج براندس في الحقوق من جامعة هارفرد وتخصص في النزاعات بين العمال واصحاب العمل وتبنى جانب المستهلك والعالم واشتهر وسمي "نصير الشعب" وجلب انظار الدوائر الليبيرالية وكان من ابرز من اعجب به وودرو ولسن (1856-1924) رئيس الولايات المتحدة (1913-1921) الذي اصبح برانديس من اهم مستشاريه ومن اقرب المقربين لديه وعينه عضواً في محكمة الولايات المتحدة العليا عام 1916 وهو اول يهودي يحتل هذا المنصب الرفيع.
قبل برانديس طلب المنظمة الصهيونية في آب (آب / أغسطس) 1914 اي بعيد اندلاع الحرب ان يتولى رئاسة اللجنة التنفيذية المؤقتة Provisional Executive Committee التي تألفت في الولايات المتحدة وقامت عملياً مقام مكتب المنظمة المعطل في برلين وكان من اول اولوياتها حماية المستوطنين في فلسطين ومدهم بالمساعدات والمال والتخطيط والتسوية بعد الحرب بالنسبة لفلسطين ولأوضاع الاقليات اليهودية عموماً في اوروبا، فاندفع برانديس في تنظيم الاتحاد الصهيوني الامريكي والتجنيد له وفي زيادة موارده وجمع المال والمؤن وارسالها على سفن البحرية الامريكية الى فلسطين واقنع واشنطن بنقل اليهود الذين طردهم جمال باشا الى مصر على هذه السفن ايضاً، وحفّز الخارجية الامريكية للتوسط لدى اسطنبول للتخفيف على المستوطنين وبدء سلسلة لقاءات مع سفيري بريطانيا وفرنسا في واشنطن بالنسبة لمستقبل المشرق، وتم كل هذا بمعرفة الرئيس ولسن ورضاه.
وتصدى برانديس لما له من نفوذ معنوي وسياسي لتهمة "الولاء المزدوج" التي وسمت الصهيونية بها من قبل انصار الاصلاح من اليهود ومن غيرهم من اعدائها فدعا جهاراً الى رفض نظرية "وعاء الانصهار" Melting Pot نموذجاً للمجتمع الامريكي المختلط العناصر وطالب باعتماد "التعددية الحضارية" Cultural Pluralism نموذجاً بديلاً معلناً ان "امريكا تعتبر التنوع دون النسق الموحد درب التقدم الصحيح" وان" كل يهودي امريكي يساعد في استيطان اليهود فلسطين حتى اذا لم يرغب لنفسه او لأحفاده الهجرة اليها يغدو انساناً افضل وامريكياً افضل بهذه المساعدة" ففتح الباب بذلك للنشاط الصهيوني في امريكا على مصراعيه والى يومنا هذا. وما ان حل عام 1919 حتى كان عدد اعضاء الاتحاد الصهيوني الامريكي قد قفز نتيجة لذلك الى 176,000 وميزانيته الى 3 ملايين دولار.
في هذه الاثناء كان يتحرك على الساحة البريطانية زعيم صهيوني اخر فذ هو الدكتور حاييم وايزمن (1874-1952) الروسي المولد وخريج جامعات المانيا في الكيمياء، وكان وايزمان في المؤتمرات الصهيونية المتعاقبة من اشد المعارضين لسياسة هرتزل القائمة على "البراءة اولاً" ولمشروع افريقيا الشرقية بالذات وغادر اوروبا سنة وفاة هرتزل (1904) لينتقل نهائياً الى بريطانيا حين التحق بجامعة مانشستر محاضراً في مادة الكيمياء.
وعلى رغم كونه عضواً في لجنة المنظمة التنفيذية الا ان وايزمان لم يكن عضو مكتب اللجنة وبالتالي لم يتكن له صفة رسمية لتمثيل المنظمة كالتي كانت لسوكولوف. ومع ذلك اصبح لقوة شخصيته ودهائه وسعة اتصالاته القائد الفعلي للدبلوماسية الصهيونية في بريطانيا خلال الحرب. وقد وصف وايزمان نفسه بانه "ججنائني" وليس مهندساً فهو يزرع "بصلة" في التربة الخصبة حيثما يجدها ويرعاها جميعاً بعناية وطول نفس الى ان تنضج ويحين قطافها.
ولم يكن الوضع بالنسبة للحركة الصهيونية في بريطانيا ليختلف كثيراً عنه في الولايات المتحدة عند بدء الحرب بأكثرية النخبة اليهودية اندماجية النزعة حريصة كل الحرص على تفادي تهمة "الولاء المزدوج" ومناهضة الصهيونية على ااس ان اليهودية دين واليهود لا يشكلون شعباً بحاجة الى وطن غير البلاد التي تقطنها الجاليات اليهودية العدة. وكانت تمثل هذه الاكثرية النخبوية تجاه الحكومة البريطانية "لجنة مشتركة للشؤون الخارجية" انتظمت فيها الهيئات الرئيسية اليهودية في بريطانيا وكان ابرز قادتها اللورد ادوين مونتاغيو (1879-1924) الوزير في وزارة كل من هربرت اسكويت (1906-1922) التي تلتها واللتين قادتا البلاد خلال سني الحرب.
على انه كما في الولايات المتحدة كان للصهيونية بؤر ملتزمة ناشطة ذات صلات واسعة بالمؤسسة الحاكمة البريطانية ما لبث ان اقام وايزمان معها اوثق العلاقات ليصبح قائدها ومرشدها في الشؤون الصهيونية ومسخراً اياها لاغراض منظمته.
وينقسم نشاط وايزمن منذ قدومه الى بريطانيا عام 1904 ولغاية وعد بلفور (1917) الى اقسام ثلاثة: فترة ما قبل الحرب، فترة ما تبقى من وزارة هربرت اسكويت (1914-1916) في سني الحرب الاولى، وفترة وزارة لويد جورج، ففي الفترة الاولى كانت قاعدة وايزمان الاساسية العدائل الثلاثة اليهود الصهيونيين المقيمين في مانشستر الذين عرفوا بـ"عصبة مانشستر" وهم سايمون ماركس ابن مؤسسة شبكة مخازن "ماركس اند سبنسر" الكبرى واسرائيل سيف رئيس الشبكة وهاري ساكر كاتب الافتتاحيات في جريدة "المانشستر غارديان" اليومية الواسعة الانتشار لصاحبها شارلز سكوت المسيحي عضو حزب الاحرار في البرلمان والصديق الحميم والمستشار المقرب لـ لويد جورج وزير المال ثم العتاد الحربي في وزارة اسكويت، وخلف اسكويت في رئاسة الوزارة الذي كان بصفته محام قد مثل المنظمة الصهيونية في المحادثات الخاصة في افريقيا الشرقية بينها وبين الحكومة البريطانية عام 1903.
ولعل اهم حدث بالنسبة لنشاط وايزمان في هذه الفترة كان مقابلته الاولى لـ آرثر بلفور (صاحب الوعد لاحقاً) عام 1906 بواسطة عضو البرلمان المحافظ اليهودي الصهيوني شارلز درايفوس بطلب من بلفور الذي كان حريصاً على معرفة الاسباب الحقيقية لرفض المنظمة الصهيونية لمشروع افريقيا الشرقية الذي كانت الحكومة البريطانية قد قدمته اليها عندما كان بلفور نفسه رئيساً للوزارة (1901-1905) وارست هذه المقابلة اسس صداقة متينة واعجاب متبادل بين وايزمان وبلفور.
وما ان اندلعت الحرب حتى باشرت "المانشستر غارديان" بالدعوة بتوجيه صاحبها سكوت الى ضم فلسطين في اي تسوية بعد الحرب الى الامبراطورية البريطانية وبالتحذير من "سقوطها" تحت الحكم الفرنسي حفاظاً على مصلحة الامبراطورية العليا وضماناً لأمن قناة السويس. وفي الوقت نفسه ارتفع صوت من داخل وزارة اسكويت في شخص الوزير هربرت صموئيل اليهودي الصهيوني (1870-1963) واول مندوب سام بريطاني في فلطين لاحقاً (1920-1925) الذي ذهب الى ابعد مما ذهب اليه سكوت (ولم يكن بعد قد قابل وايزمان) واقترح على زميله في الوزارة لويد جورج انشاء دولة يهودية في فلسطين بعد الحرب باسم الحفاظ على امن الامبراطورية البريطانية ايضاً واردف ذلك بعد مقابلة وايزمان بمذكرة خطية الى الوزارة بهذا المعنى في كانون الثاني (كانون الثاني / يناير) 1915 ولم يلبث ان تعرف سكوت على وايزمان بواسطة هاري ساكر كاتب الافتتاحيات في "المانشستر غارديان" اياه فعرفه بدوره على صديقه لويد جورج وهكذا وجد وايزمان نفسه في قلب دائرة صنع القرار البريطانية.
ومما زاد في ترسيخ اقدامه داخل هذه الدائرة انه وهو الكيميائي الماهر اكتشف في هذه الفترة وسيلة لانتاج مادة "الاسيتون" الاساسية لصنع المتفجرات مما ازال اعتماد بريطانيا على استيراد موادها من وراء البحار فعين عام 1916 رئيساً لمختبر الاميرالية البريطانية (الوزارة البحرية) في لندن الامر الذي يسر عليه اتصالاته وقربه اكثر فأكثر من كبار الوزراء امثال ونستون تشرشل وزير البحرية ولويد جورج وزير العتاد الحربي وآرثر بلفور وزير الخارجية. وفي هذه الاثناء تبلورت المطالب الصهيوني بإرشاد وايزمان وقدم في تشرين الاول (اكتوبر) "برنامجاً" الى الحكومة البريطانية "لاعادة" استيطان فلسطين من قبل اليهود عن طريق الهجرة الجماعية من الخارج بهدف انشاء "مسكنهم" ( Home) فيها وعلى اساس الاعتراف بالجنسية اليهودية المنفصلة Separate Jewish Nationality على ان تمنح المنظمة الصهيونية "براءة" ( Charter) تتولها "شركة يهودية" Jewish Company لهذا الغرض. وطالب البرنامج بسلطات واسعة للشركة تتضمن حق الافضلية في الحصول على "اراضي الدولة واي اراض اخرى… وعلى جميع او اية امتيازات Cojncessronsa كما طالب بحق انشاء السكك الحديدية والطرق وشبكات التلغراف والتلفون وبناء الموانىء واحواض السفن وتأسيس شركات الشحن البحري. ويلاحظ التطابق التام بين برنامج وايزمان مع ازاء هرتزل ومساعيه ومع "برنامج بازل" الذي وضعه المؤتمر الصهيوني الاول.
لم يتأثر رئيس الوزارة اسكويت بهذا كله بل كان هزأ من مذكرة هربرت صموئيل لعام 1915 واعرب عن دهشته ان تصدر عنه مثل هذه الاراء الخيالية ولكن ايام اسكويث في الحكم كانت قد قاربت من النهاية.
تبدأ فترة نشاط وايزمان الثالثة والحاسمة بسقوط اسكويت في كانون الاول (ديسمبر) 1916 وتولى لويد جورج رئاسة الوزارة مع حفاظ بلفور على منصب وزير الخارجية. وفي كانون الثاني (كانون الثاني / يناير) 1917 يلتقي وايزمان بسايكس للمرة الاولى وكان سايكس غير مرتاح للصفة الدولية التي نصت عليها معاهدته مع بيكو ذلك ان بمفهوم 1917 كانت هذه الصفة تعني عملياً حكماً مشتركاً بريطانياً-فرنسياً لم تكن بريطانيا لتسعد له فكانت هذه الارضية المشتركة بين سايكس ووايزمان علماً بان سايكس كان المسؤول الاول عن شؤون الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية ومساعد سكرتير وزارة الحرب لشؤون المنطقة. وبدأت منذ هذا اللقاء سلسلة اجتماعات بين الاثنين نصح سايكس وايزمان فيها بالاكتفاء في تلك المرحلة بصيغة مختصرة لمطالب الصهيونية تعرض على وزارة الحرب عوضاً عن "برنامج 1916".
وبدخول امريكا الحرب ضد المانيا (وليس ضد الدولة العثمانية) في نيسان (نيسان / إبريل) 1917 حرصت بريطانيا على التنسيق مع واشنطن وبرزت اهمية موقع برانديس فيها نظراً لقربه من وونرو ويلسون فزار بلفور واسنطن واشنطن وقابل كل من ويلسون وبرانديس. وكان برانديس في هذه الاثناء قد تلقى صيغة اولى لمطالب الصهيونية من وايزمان عملاً بنصيحة سايكس كان قد بحثها مع ويلسون قبل مجيء بلفور ولم يبحث بلفور المطالب الصهيونية مع ويلسون مباشرة لكنه اطلعه على معاهدة سايكس - بيكو السرية وبالمقابل بحث هذه المطالب مع برانديس الذي اكد له تأييد ويلسون لها.
وبانتشار انباء الاتصالات بين الحكومة البريطانية والحركة الصهيونية اشتد في لندن النزاع العلني بين مؤيدي الصهيونية ومعارضيها من اليهود. وكما حصل في الولايات المتحدة عزز التأييد الرسمي الحكومي للصهيونية موقف الفريق الصهيوني تجاه الفريق اليهودي المعارض ولكن في الوقت نفسه اربكت المعارضة اليهودية الشديدة للصهيونية مؤيدي الصهيونية داخل الحكومة البريطانية. وفي 24 ايار (أيار / مايو) 1917 نشرت "اللجنة المشتركة اليهودية للشؤون الخارجية" رسالة في جريدة "التايمز" رفضت فيها المطالب الصهيونية وانكرت ان الشعب اليهودي مشرد وبحاجة الى وطن لإيوائه. ففجرت الرسالة اللجنة من الداخل مما افسح المجال لوايزمان ان يطلب من بلفور بالاشتراك مع اللورد ليونيل روتشيلد (1868-1937) عميد فرع العائلة البريطاني والرئيس الفخري للاتحاد الصهيوني الذي اصبح وايزمان رئيساً له ان تقدم الحكومة البريطانية رسمياً على الاعتراف بالمطالب الصهيونية.
وبين تموز (يوليو) 1917 اشترك الطرفان البريطاني والصهيوني في إعداد نص لتصريح يصدر عن الحكومة البريطانية بتأييد المطالب الصهيونية، وقدمت مسودة الى وزارة الحرب في 3 ايلول (سبتمبر) تنص على ان بريطانيا "تقبل مبدأ اعادة تكوين فلسطين مسكناً قومياً للشعب اليهودي" Reconstituted As " The National Homea " ويبدو ان هذا النص كان يلقى تأييداً من بلفور الا ان اللور منتاغيو اليهودي المعارض للصهيونية وزير الدولة لشؤون الهند في وزارة لويد جورج عارض اصدار مثل هذا التصريح بشدة جعلت الوزارة تقرر احالة الامر الى الرئيس الامريكي ويلسون للإلتفاف على منتاغيو فلم يصدر عن ويلسون ما ينم عن تأييده له فاستغاث وايزمان ببرانديس وحثه على استصدار تأييد من ويلسون واكد هذا له "عطف ويلسون الكامل" على الصهيونية ولكن تطمينات برانديس هذه كانت من عندياته والمطلوب جواب مباشر من ويلسون نفسه فدخلت الحركة الصهيونية في ازمة لان جدول اعمال وزارة الحرب حافل باخطر القضايا المصيرية الاخرى وتدخل سكوت مع صديقه لويد جورج لإعادة وضع الموضوع على جدول الاعمال ونظرت وزارة الحرب ثانية فيه بتاريخ 4 تشرين الاول (اكتوبر) 1917 وكانت الصيغة قد عدلت املاً بإرضاء منتاغيو فجاءت تنص على ان بريطانيا "تنظر بعطف الى إنشاء مسكن قومي للشعب اليهودي في فلسطين" Establishment In Palestine Of A National Homea مما جعل الوزارة تقرر احالة الامر ثانية الى ويلسون واستغاث وايزمان مكرراً ببرانديس وحضه على إقناع ويلسون وبالاجابة السريعة " Now " وارسل اليه نص التصريح المعدل وكان ذلك في 10 تشرين الاول. وفي 13 تشرين الاول قال ويلسون لمستشاره الاول الكولونيل هاوس: "اجد في جيبي مذكرتك حول الحركة الصهيونية واخشى انني لم اذكر لك انني اوافق على الصيغة التي يقترحها الطرف الاخر، انني اوافق على الصيغة واكون ممتناً لو اخبرتهم بذلك" فكان هذا الضوء الاخضر لإصدار وعد بلفور المشؤوم في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1917.
يتبــــع
[/align]
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس