09 / 08 / 2009, 52 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [3]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: أسباب لجوء اللاجئين الفلسطينيين...
[align=justify]
نتابع أسباب لجوء اللاجئين الفلسطينيين...
أن تحويل فلسطين من بلد عربي إلى بلد يهودي، والتطهير الشعب الفلسطيني عرقياً من دياره ووطنه وإحلال اليهود محله كان الهدف الأول للحركة الصهيونية وهي "حركة سياسية عدوانية". وقد سهل "وعد بلفور" الوصول للهدف، انتظر الصهيونيون من بريطانيا العظمي، أن تتم مهمتها وتقدم فلسطين لهم على طبق من فضة خالية من أهلها الأصليين وحين لم يتم ذلك، قرر الصهيونيون الوصول إليه بأنفسهم، وقد نفذوه بأبشع الوسائل والطرق الوحشية ، تؤكد ذلك مجمل الممارسات الصهيونية عشية الإعلان عن قيام دولة إسرائيل وما صاحب ذلك من تمييز عنصري وقهر واضطهاد للسكان الفلسطينيين عبر تدمير قراهم والاعتداء على بلداتهم وتجمعاتهم السكنية بوسائل عدة : نفسية ومادية، جمع القادة الصهاينة بينها ببراعة ودهاء، اتسمت بالإرهاب والفظاعة وارتكاب المجازر والمذابح، أدت في النهاية إلى إخلاء وطرد الفلسطينيين وترحيلهم عن قراهم ومنها:
- الإرهاب الصهيوني
- فقدان وانهيار الأمن
- فقدان الجهاز الحكومي
- الحرب النفسية
- هدم وتدمير البيوت وتخريب الممتلكات
الإرهاب الصهيوني:
تطهير الفلسطينيين عرقياً من بيوتهم ووطنهم بالمذابح المحسوبة، فقد انقاد الشعب اليهودي للصهيونية المجرمة وشارك منفعلاً في أبشع مذابح اقترفت في هذا العصر، والذي قصد منها كسر الروح المعنوية للفلسطينيين ودفعهم إلى الفرار "اللجوء"، علماً بأن التسجيل الكامل للكيفية والنوعية التي طرد بها الفلسطينيين يتطلب مجلداً ضخماً، وليست مذبحة دير ياسين في 9 نيسان 1948 إلا واحدة من سلسلة مذابح نظمتها العصابات الحاقدة، ومع أنها المجزرة التي اشتهرت أكثر من غيرها ، حيث جرى توثيقها على نطاق واسع وبدقة كبيرة، وقد بلغ عدد ضحاياها عدة مئات حوال96 من شيوخ ونساء وأطفال، إلا أنها لم تكن المجزرة الوحيدة، أو أكبر المجازر التي ارتكبت فقد كانت مجزرتا الدوايمة قضاء الخليل، ومذبحة اللد أكبر وأبشع وقد نظمت العصابات الصهيونية العديد من المذابح والمجازر للشعب الفلسطيني الآمن في وطنه حوالي 25 مجزرة منها : مذبحة سعسع في 16/4، ومذبحة سلمة في 1/3، وبيار عدس في 6/3، ثم مذبحة القسطل في 4/4، ومذبحة طبريا بتاريخ 17/4، ومذبحة سريس في نفس التاريخ، وحيفا في 20/4، والقدس في 25/4، ويافا في 26/4، ومجزرة عكا في 27/4، ومذبحة صفد في 7/5، وبيسان في 9/5، ولا نغفل مذبحة ناصر الدين، وما ارتكبوه في مذبحة قبية 1953م، وكفر قاسم، ونحالين والسموع ومذبحة الطنطورة..الخ. راح فيها آلاف المواطنين الأبرياء معظمهم من الشيوخ، والنساء والأطفال على أثر هذه المذابح الحاقدة الهمجية غدا الفلسطيني أمام خيار مر: الموت أو الهرب واللجوء.
فقدان وانهيار الأمن:
يؤكد هذا جنرال إنجليزي بأن قضية اللاجئين وأسبابها ترتبت على "أعمال اليهود الوحشية"، ويكذب الإدعاءات الإسرائيلية بأن الفلسطينيين خرجوا على إرادتهم ومن تلقاء أنفسهم، وليس عنوه، ويقول بأن "العربي الذي يغادر أرضه، راضياً، كان من الواجب عليه أن يبيع بيته، إذا كان يملك بيتاً، أو يحمل أمتعته، وأن يستعد لهذا الرحيل، على الأقل ولكن أن يغادر بلده دون أن يحمل شيئاً، ودون أن يعرف مصير عائلته فهذا غير معقول. إن عربياً خرج من فلسطين في هذه الطريقة، لم يغادرها راضياً، إنما اليهود أجبروه على الخروج، تحت وطأة الخوف والإرهاب، على أثر المجازر والمذابح الرهيبة التي نفذوها في طول وعرض البلاد".
فقدان الجهاز الحكومي:
من الأسباب التي ساهمت في خروج المواطنين سنة 1948م، كان انهيار الأمن والأنظمة الإدارية أثناء انتهاء الانتداب، فبعد انتشار العنف والرعب بسبب الإرهاب والمجازر التالية لصدور قرار التقسيم، ظلت الحكومة البريطانية عاجزة عن صيانة القانون والنظام في فلسطين، ولم تكن مستعدة لتوريط قواتها في سبيل هذا الهدف، والدليل على انعدام أية سلطة للحكومة في تلك الأيام العصيبة، قد أثبته الواقع حينما حدثت المذابح العديدة، فلم تكن هناك سلطة تعترض أو تحاول منع المذابح أو تساعد في إسعاف الجرحى، أو حتى في إنقاذ أو دفن الضحايا .
لم يغادر أو يترك الفلسطينيون ديارهم ووطنهم طواعية بل بسبب الإرهاب والعنف المدبر والمذابح المحسوبة، فقد حققت مذبحة دير ياسين وغيرها من المجازر هدفها، ويصف ذلك زعيم الأرغون، "مناحيم بيغن" تلك المنظمة المسؤولة عن فظاعات دير ياسين، " بدأ العرب يفرون خائفين، مذعورين كان عددهم 800 ألف يعيشون في إقليم دولة إسرائيل الحالية، بقي زهاء 170 ألف عربي فلسطيني لا يزالون فيها ¿.. ويصف د."ستيفن تيرز" الأعمال الوحشية الفظيعة ويقول "الصهيونيون اقترفوا ما هو أشد وقعاً وإرهاباً، بأساليب منظمة كانوا قد تعلموها بمهارة فريدة على أيدي النازيين، فالجرائم التي اقترفوها النازيين ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية قلدها اليهود الصهاينة ببراعة ضد الفلسطينيين عام 1948: وهذا بغية إفزاع الفلسطينيين وإجبارهم على الرحيل، وكانت إذاعاتهم تردد دائماً "تذكروا دير ياسين" فلا عجب أن هربت عائلات كثيرة، من مناطق مختلفة، والفزع ينتقل بالعدوى .
وقد رصد أكاديمي فلسطيني بارز ، بذل جهداً مضني في البحث والتنقيب، وصرف وقتاً طويلاً في دراسة مسألة اللاجئين الفلسطينيين، وقد تبين بعد البحث والتنقيب سقوط 213 قرية أو بلدة، وإخراج زهاء 413.000 عربي فلسطيني من ديارهم، قبل إنسحاب القوات البريطانية، فيما هجرت 60% من القرى والبلدات في المرحلة التالية، أدت إلى ترحيل 65% من اللاجئين، كذلك طرد الجيش الإسرائيلي أهالي 122 قرية، طرداً مباشراً، وتم إخراج أهالي 250 قرية عبر هجمات عسكرية، وأهالي 50 قرية تحت ضغط هجوم قادم، و 12 قرية بتأثير "أسلوب الهمس" القاضي بتخويف الأهالي من المذابح المتوقعة، و 38 قرية بسبب الخوف من هجوم إسرائيلي مسلح، مقابل 5 قرى فقط، بأوامر مباشرة من مخاتيرها، وقام الجيش الإسرائيلي بتدمير 221 قرية تدميراً شاملاً وحوالي 134 قرية تدميراً جزئياً، و 52 قرية تدميراً جزئياً أو بسيطاً فيما لم يتمكن هذا الجيش من الوصول إلى 11 قرية نجت من تدميره لكن مجموع القرى التي دمرت تدميراً تماماً أكثر بكثير من هذا العدد وقد سجل "اسرائيل شاحاك" رئيس هيئة حقوق الإنسان / قائمة في سنة 1975م ، بأسماء وعدد القرى العربية وهي التي دمرتها إسرائيل ومسحتها عن وجه البسيطة منذ سنة 48 فوصل الرقم الى 385 قرية (36). وقد ارتبط منحي النزوح، صعوداً وهبوطاً بالأعمال العسكرية الصهيونية، " حيث لم يحدث مطلقاً نزوح أثناء توقف هذه الأعمال".
الحرب النفسية:
أساليب الحرب النفسية والدعايات الكاذبة التي اتبعها اليهود لإكراه العرب على ترك بلادهم، التحذيرات التي كانت توجهها الإذاعات اليهودية السرية إلى العرب الفلسطينيين من تفشي الأمراض الوبائية : الكوليرا، التيتنوس " الجدري " وان الأمراض الخطيرة قد انتشرت بينهم من جيش الانقاد . وحاولت كذلك تقويض ثقة السكان بأنفسهم وقياداتهم بغرض تحطم المعنويات واذكاء الفتنة، مثل الحديث عن حجم وعدد الخسائر في الأرواح بين العرب والخلافات السياسية بينهم وضعفهم وقلت كفائتهم ، ولجاءوا أيضاً إلى استعمال مكبرات الصوت وراحوا يبثون تسجيلاً لأصوات صرخات، أنين ونحيب النسوة العرب ورنين أجراس عربات الإطفاء يقطعها صوت جنائزي مناشداً باللغة العربية: "أنقذوا أرواحكم أيها المؤمنون، أهربوا لتنجوا .. وإذاعة تسجيلات لانفجارات شديدة عبر مكبرات الصوت، كما عمدت القوات الصهيونية إلى تفجير تجمعات الأسواق التجارية والأزقة، واستخدمت القنابل، " البراميل" وهي عبارة عن براميل محشوة بخليط من المتفجرات وزيوت الوقود، وعند اصطدامها بالجدران كانت تحدث صواعق من اللهب ودوي انفجارات شديدة، كما ولجأوا إلى إذاعة إنذارات للعرب الفلسطينيين بضرورة الرحيل ومغادرة قراهم ومدنهم في فترات محدودة وإلا تعرضوا للقتل وقد جاء في أحد النداءات في مدينة القدس" "إذا لم تتركوا بيوتكم، فإن مصيركم سيكون مثل دير ياسين انج بنفسك " وفي طبريا وزعت منشورات تحذر العرب من التعاون مع المجاهدين ومعارضة مشروع التقسيم ففي أحد البيانات التي وزعتها عصابات الهاغاناه جاء: على الناس، الذين لا يريدون الحرب أن يرحلوا جميعاً، ومعهم نساؤهم وأطفالهم ليكونوا آمنين، أنها سوف تكون حرباً قاسية، ودون رحمة ولا ضرورة لتخاطروا بأنفسكم" . وقد تكرر ما حصل في حيفا، ويافا، والقدس وطبريا وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية فقد وزعت ملصقات على الجدران حملت معظمها، عبارة ارحل من أجل سلامتك.
كانت "الإشاعات وأسلوب الهمس" أوجه آخرى لطرد وتهجير الفلسطينيين وإحدى تفريعات الإرهاب الصهيوني، ويوضح ذلك "إيغال آلون" في " سيقر هبلماخ" كما يلي: الهدف كان تطهير الجليل الأعلى قبل انتهاء الانتداب البريطاني ودخول الجيوش العربية،.. وكانت المعارك الطويلة قد أضعفت قوات البالماخ وكبدتها خسائر فادحة، لذلك استخدم جملة من الإشاعات يقول " قمت بجمع المخاتير اليهود الذين لهم اتصالات مع العرب في القرى المختلفة، وطلبت منهم أن يهمسوا في آذان بعض العرب بأن تعزيزات كبيرة من الجنود قد وصلت إلى الجليل وأنهم سيحرقون القرى جميعها في سهل الحولة، وكان عليهم " المخاتير اليهود" الإيحاء إلى العرب بوصفهم أصدقائهم، بأنه من الأفضل لهم الهرب والنجاة في الوقت المناسب، وهكذا انتشرت الإشاعة في سائر أنحاء الحولة، فحدث نزوح جماعي وكان عدد الذين فروا لا يحصى.
ومن الأساليب أيضاً، أسلوب "الدعاية السوداء"، استخدام هذا الأسلوب "موشية ديان" الذي خلف ايغال آلون في قيادة القطاع الجنوبي، وخاصة عندما أراد الصهاينة إجلاء عرب المجدل ودفعهم باتجاه قطاع غزة، فاستخدام نفس الأساليب والوسائل الضاغطة التي استخدمت مراراً من قبل، هي الطرد البحت عبر بث الرعب في نفوس المواطنين "الله وحدة يعلم ماذا سيحل بك إذا بقيت هنا "(38). وإعلانات عن عمليات طرد وشيكة واستخدام مختلف أنواع التقييدات سواء: (الحشر في أمكنة ضيقة مع حراس، وأسلاك)، العزل الجسدي تقييدات العمل والحركة إضافة إلى بعض الاغراءات، أهمها عرض وحيد لاستبدال الأموال وبمعدلات سخية.
هدم وتدمير البيوت وتخريب الممتلكات:
تنفيذا للخطط والمقترحات والأفكار الصهيونية الرامية للاستيلاء على الأرض "نظيفة من سكانها تجلت صور الإرهاب الصهيوني في "الخطة -د" وهي خطة عسكرية على هيئة حرف "د" أو حدوة حصان، حيث تحاصر البلدة أو المنطقة من ثلاث جهات وتبقي منطقة خالية من القوات الصهيونية، مما يتيح للمحاصرين الافلات، صممت أول مرة سنة 1942، واعتمدت رسمياً في العاشر من آذار سنة 1948، اقتضت استراتيجية هجومية ضد الفلسطينيين وحلفائهم العرب، تتلخص في الاستيلاء على النقاط والطرق الرئيسية في البلاد. وكان توسيع رقعة الدولة اليهودية إلى أبعد من حدود التقسيم، وطرد العديد من الفلسطينيين من بين الأهداف الرئيسية لتلك الخطة، كما نصت على ضرورة احتلال قرى ومدن عربية والاحتفاظ بها أو مسحها عن وجه البسيطة.
نفذت فعلياً في نيسان 1948، حيث شنت الهاغاناه ضربات هجومية منسقة ومكثفة ضد المدنيين في المدن الرئيسية، وشن غارات ليلية، والقيام بعمليات تفجير عشوائية، وتدمير المنازل والقرى، قتل المزارعين في الحقول وغير ذلك من أساليب العنف والإرهاب العشوائية كالحرق والنسف وكان نتيجة لذلك نزوح عشرات الآلاف الفلسطينيين عن ديارهم وأضحوا بذلك لاجئين ، هكذا تضافرت جميع أشكال الإرهاب الصهيوني من المذابح إلى العمليات العسكرية والحرب النفسية بأشكالها، والتهجير على دفع الآلاف من الفلسطينيين إلى ترك ديارهم والنزوح منها، ويمكن توضيح ذلك على النحو التالي:
- ساهمت العمليات العسكرية من قبل عصابات الهاجاناه على القرى والمدن العربية بشكل مباشر أو على مواقع مجاورة بحوالي 55% من النزوح.
- العمليات العسكرية للقوات اليهودية المنشقة (مثل أرغون وليحيي وأتسل) يقدر تأثيرها بحوالي 15% من النزوح أي أن العمليات العسكرية مجتمعة ساهمت في طرد ولجوء حوالي 70% من الفلسطينيين.
- الأوامر من المؤسسات العربية الرسمية وغير الرسمية 5%.
- حملات الهمس والدعاية السوداء (الحرب النفسية) 1%.
- أوامر مباشرة بالرحيل من قبل القوات الإسرائيلية 1%.
- الخوف من انتقام اليهود خاصة بعد هجوم العرب على مواقع يهودية 1%.
- ظهور قوات عربية غير نظامية من خارج القرى 1%.
- الخوف من هجوم الجيوش العربية النظامية 1%.
- القرى العربية المعزولة وسط مناطق يهودية 1%.
- لجوء لاعتبارات محلية مختلفة وخوف عام من المستقبل المجهول 19%.
[/align]
يتبــــــع>>>
|
|
|
|