[عادل عادل]

عجبا لهذه الدنيا ... تكتفي بسهام لحظات لذكريات ... وتكتفي بنسائم ابتسامات , بنظرات العيون , من عيون القلب , ومهجة الارواح ... لماذا يا دنياي ... تغرقين في أهات الصمت ... لتنعشي قلوب الكون , باسثناء قلبينا ... ! لك ما شئت يا دنياي , سأغرق كلماتي في محيطات البعد ... وسأنثر قلبي في سماء النجوم ... وسأجمع روحينا في بوتقة الآحزان الآليمة ... وسأنسج من لحظات الآنتظار والشوق , مراكب صامتة بنور دموع الشموع الحزينة ... سأمحو ذكريات الآغاني ... وعبق عبيرك من الآماكن ... وسأقتل كل نبضة قلب تحمل اسمك ... ولكن ... صدقيني الموت لا يمحو ذكريات , انغرست في العظام ... وتأصلت بروح لن تموت ... ما أصعب الدموع المخنوقة في العيون ... وما أشد ألم البعد ... وما أعظم اهات الصرخات المخنوقة ... يا دنيا الحياة ... لماذا تعطينا الآمال , وتبني لنا واحات الآحزان السعيدة ... تعطينا الآمل برداء الآلم ... وتأخذي الآمل بصمت ... تقتليننا بابتسامات , وتنتزعين بسمة العيون ... بثياب بيضاء معطرة ... الا تعلمين ان الكفن ابيض اللون معطر ... الا تعلمين ان الموت لا يعني مواراة الجسد بالثرى ... الآنسان احساس , وكلمة حب , بدفء المشاعر ... وبلا حب ولااحساس , هناك من يمشي في كفنه ... هناك من يضحك من قلة حيلته ... هناك من يبتسم قهرا ... هناك من يعيش , لينتظر ملاك الرحمة ... هناك من يحترق , ليضئ درب غيره , بجسد كحقيبة فارغة ... لك ما شئت يا دنياي , سنعيش على بقايا ذكريات سعيدة , لتأكلها نيران البعد والكبت والصمت ... سنذوب في أكفان الجسد , بحسرة على ماض ولى ... كنت اعتقد ان هناك مساحات من البوح , ونجمة بعيدة ... قد تجمعنا لنبعث من أكفاننا ... لنحيا حياة أكبر من سعة الكون ... كنت اعتقد أننا سنجتمع لنلتقي ... ولكني لم اتوقع ان نلتقي لنفترق ... لعل حب الروح بكل ما فيه ... اكبر من فهم واستيعاب كل البشر ... حب وحيد اول واخير هي من كانت وستبقى للابد ... احترامي للجميع . فلسطين كنعان .