الموضوع: قصة : 2 + 2 = 5
عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 08 / 2009, 37 : 11 AM   رقم المشاركة : [3]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رد: قصة : 2 + 2 = 5

الزميل رشيد ميموني ،تحية وتقدير ، أثرت في ملاحظتك موضوعا هاما عندما تساءلت :
لكن الشيء الذي جلب اهتمامي و أراه ذا دلالات هو ما ورد عن سكان أستراليا ، و اتساءل : ترى لو لم يغز الاستعمار القديم و الجديد كل البلدان التي استولى عليها ، هل كانت ستعيش - فيما لو قيض لها الاستمرار - نفس الحالة التي هي عليها شعوب أخرى الآن من تخلف و جهل ؟

من مراجعة عابرة تبين لي ان الاستعمار لم يكن الا من نصيب الدول المتخلفة ... والدول التي لم تنشئ حضارة ، او توقفت حضارتها عن التطور...
لا يمكن تجاهل ان الاستعمار بكل قذارته ، كان أرقى وأقوى بتركيبته الاجتماعية والاقتصادية وكان صاحب القول الفصل في غزو الدول المتخلفة في تطورها .. حتى تطور الرواية ، هذا النوع الأدبي الراقي ، كان نتاج الامبريالية ، لذا نرى تطور الروايتين الانكليزية والفرنسية للدولتين الاستعماريتين العجوزين القديمتين كان سابقا للدول الأخرى بينما الرواية الأمريكية لم تتطور الا ببداية القرن العشرين الذي شهد بدء احتلال الامبريالية الأمريكية الفتية والأكثر ثروة وقوة المقدمة في سلسلة الاستعمار بأشكاله الجديدة ...ويرى ادوار سعيد مثلا ان الرواية لعبت دورها الاعلامي في اظهار انسانية "الاستعمار " وما جلبه من " حضارة " للشعوب المتخلفة وأعطى نموذجا برواية "روبنسون كروزو "، الأبيض الذي يصل الى جزيزة ويلتقي بالأسود المتخلف الذي يبدأ بتعلم اللغة واسلوب التعامل الحضاري من الأبيض ( المستعمر ) !!
وواضح ان تطور الرواية والأدب فيما بعد لدى الشعوب المستعمرة ، كان نوعا من المقاومة للإستعمار ، في الأدب العبري نشهد ظاهرة مشابهة تبريرية حول "الحضارة" التي جلبتها الصهيونية ، بصفتها وليدة الدول الامبريالية الاوروبية وتحمل صفاتها الكاملة ، لأرض بلا سكان من سكان بلا أرض .. وكان الأدب اليهودي قد تعامل مع موضوع العودة لأرض كنعان من وجهة نظر تبدو انسانية ، بل وجندت الحركة الصهيونية زعامات عربية لاقناع حكومة الانتداب البريطاني بالخير الدافق على فلسطين واهلها العرب من الهجرة اليهودية ، وأعرف عشرات الاسماء الفلسطينية من كبار ابناء العائلات ومخاتير ورؤساء بلديات وصحفيين وأصحاب صحف قبضوا الثمن لترويج هذه الأكاذيب الصهيونية ودعمها وتجنيد السماسرة العرب لشراء الأرض العربية وبناء مستوطنتاتهم وكيبوتساتهم وللأسف المؤرخين العرب متخلفين في هذه الدراسات ،والمعلومات تشير الى شراء قانوني لمئات الاف الدونمات ، والفت انتباه القراء الى مؤلفات الباحث الدكتور هيلل كوهين من جامعة القدس في كتابين مذهلين بما يكشفه فيهما من وثائق دامغة ، ( عرب طيبون و جيش الظلال )الأول ترجم للعربية واتمنى لو يطبع ويوزع في العالم العربي ، والثاني تحت الترجمة .
من يخاف من كشف هذه الحقائق ؟ ولماذا هذا الصمت العربي وخاصة المؤرخين والمفكرين العرب ، حول الكتاب المذهل الأول ؟وايضا لا تبرير بعدم ترجمة عربية سريعة للكتابين ونشرهما للمواطنين العرب من منطلق كشف المستور ومعرفة حقائق يجري تجاهلها بل واخفائها .
اذن حقا الاستعمار كان من نصيب المتخلفين والضعفاء والتائهين والمتهاونين بحقهم الوطني وتحديد انتمائهم وهويتهم الوطنية بشكل واضح.


ان استعمار العالم العربي مثلا لم يتيسر الا بعد انهيار الدولة العباسية ، وتفتت العالم العربي ، والوهن الذي طال الحضارة العربية لدرجة انحطاطها وتوقفها ...وكل مآسي العرب في العصر الحديث يعود لغياب دولة المركز المتطورة اقتصاديا وعلميا وعسكريا بالتالي ، وعدم تطور الهوية القومية ، واستبدالها بهويهات دينية وفئوية واثنية متعددة ،
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس