13 / 08 / 2009, 51 : 03 PM
|
رقم المشاركة : [42]
|
شاعرة، ناشطة في اليونان وأوروبا في مجال حقوق المرأة والطفل وعضو مجلس إدارة المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة
|
رد: الأديبة المغتربة -هلا عكاري - في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسين عرعار |
 |
|
|
|
|
|
|
الفاضلة
هلا عكاري
دمت متألقة في إجاباتك الوافية المعبرة..
مرحبا بالمشاركين
المبدع سالم علي سالم
الأستاذة شريفة السيد
*************
الأستاذة
هلا عكاري
الكتابة القصصية لها طابعها الخاص و فنها الراقي ...بعيدا عن لغة الشعر ...
- قال أحد المهتمين الغربيين بالأدب معلقا في معنى هذه العبارة :-
إذا كان الشعر كلام يرقص ...فالقصة كلام يمشي...
- ما تعليقكم على هذا القول ؟.
- هل لك أن تحدثينا عن إبداعك في فن القصة ؟.
***********
هلا
تحياتي وتقديري
|
|
 |
|
 |
|
مرحبا مجددا بمضيفي الكريم الاستاذ ياسين عرعار..
مقولة جميلة تلك التي اوردتها عن القصة واتفق معها، فالقصة تستطيع ان تحمل تفاصيلا لا غنى عنها يصعب ان يحملها الشعر احيانا كثيرة..
والقصص التي اكتبها تتراوح بين القصة القصيرة والقصيرة جدا..
واورد لك واحدة من قصصي القصيرة التي كتبتها مؤخرا، واتوق لاسمع رأيك فيها..
[align=justify]
.. مالت برأسها إلى الخلف علها بذلك تخفف من الألم الذي ينهش به، منتظرة ان يأخذ المسكّن مفعوله الذي غدا بطيئا مؤخرا.. حاولت ان تخنق غصتها وتتناسى ماحدث ولو لثوان.. وحاولت ان تعود الى الزمن الجميل فجعلت تقلّب في الصور المبهجة التي في مخيلتها لتستحضرها.. فطالعتها ابتسامة ابنها البكر الشاب وبريق عينية المحبب.. بقيت مغمضة عينيها وهي تبسم، وتأملت وجهه الجميل، انه طفلها الحبيب حتى وان كبر وصار شابا وله هذان الشاربان الخفيفان.. تذكرت انها منذ اسبوع عندما عاد مساء من عمله في البناء اخبرته انها تريد ان تقرأ له ايات اعجبتها من سورة ق ثنت طرف صفحتها، فابتسم لها وقال حسنا اقرئيها لي، ففعلت، وعندما انتهت قال لها اعيدي قراءتها لي وفسري لي الكلمات كلمة كلمة، لكم ادهشتها واسعدتها رغبته تلك، وقالت في جوفها " الله يهديك يابني"..
في العامين الاخيرين ملأ عليها حياتها وحاولت ان تعطيه كل الحنان الذي حرمته منه صغيرا، وان تشعره انه لايقل اهمية عن اخيه الاصغر والذي لاجله هجرت المخيم وحياة المخيم البائسة بحثا عن مستقبل افضل له، وتركت خلفها زوجا مريضا وابنا شابا يخدم في العسكرية وابنتان متزوجتان.. والقت بنفسها وبابنها الصغير في غياهب المجهول، على طرق السفر الممنوع، بين الجبال والانهار هربا من حرس الحدود اليونانية التركية .. وتعتبر نفسها محظوظة لأن أحدا من مهربي الحدود لم ينصب عليها مالها، بل بالعكس تعاملوا معها بلطف هي وصبيها.. وقد حلفت الا تعود الى ذلك الشقاء ثانية مهما كلفها الامر، وحلفت الا تظلم صغيرها كما فعلت ببكرها حينما اخرجته من الصف الثاني الابتدائي والحقته بورشة تصليح السيارات عند جارهم.. وكم كانت تضربه عندما كانت تعلم انه هرب من العمل، ضربا بقيت آثاره في جسده رغم مرور السنين..
راحت تعزي نفسها، كنت اعيش في جنون مسيطر على الجميع هناك، ولم اكن الوحيدة التي فعلت ذلك، ولكن ربما الوحيدة التي هجرت زوجها في المخيم.. ولكن اهذا زوج هذا؟ ذاك الذي تصرف زوجته عليه وهو لايعبأ بشيء في الدنيا سوى نفسه، وسيجارته التي اودته في دروب المرض والاطباء والادوية ، حتى اولاده لم يكن يهتم بهم ، هي كانت كل شيء في الاسرة، تخدم في بيوت اغنياء دمشق حتى لاينقص احد في عائلتها اي شيء.. فليمت بغيظه من تحدث عليها، هاقد وصلت الى اليونان واستصدرت اوراق لجوء لها ولابنها الصغير وهاهو من التلاميذ النجباء في المدرسة وسيصير في السادس الابتدائي العام القادم . وهاقد دفعت للمهرّب من عملها في تنظيف البيوت في اثينا الالاف من اليوروهات ليحضر اليها ابنها الكبير.. لتعوضه عن سنوات الحرمان والعذاب بعد ان صفا فكرها وعرفت ربها اكثر في غربتها . كانت تخطط له ان يتعلم القراءة والكتابة، وان يصلي بانتظام، وان يجد عملا دائما كي يجمع المال ويتزوج.. وهي كانت تتحايل عليه بشتى الطرق حتى لا يصاحب رفقاء السوء بعض اصحابه القدامى في المخيم والذين سبقوه الى اليونان. ولكنه اصبح شابا، لم يعد ذلك الصغير الذي يخافها والذي كانت تفرغ فيه كل الظلم الذي تعيشه، وكان يفعل احيانا مايشاء، الا انه كان يوحي لها بعكس ذلك، تطييبا لخاطرها، وكانت توحي له بانها تصدقه، وياليتها ما فعلت، فقد اودى به ذلك الى دروب شريرة مظلمة، ابتلعته في غفلة منه، مع انه شاب مؤدب وقلبه طيب، هذا ما شهد له به كل من عرفه.
فكرت في كل هذا بينما كان بيتها ممتلئا بالنساء، وكانت فناجين القهوة المرة تدور بصمت على الحاضرات.. وهمهمة نساء في المطبخ، لاتحتاج لكثير من التخمين لتفهم، فهن يتحسرن عليها وعلى عجزها عن السفر الى دمشق في هذا الظرف بسبب ان اوراق اللجوء التي لديها لاتسمح لها بالعودة اذا غادرت البلد.. فتحت عينيها فجأة على صوت رنّة جوالها فطالعها وجه ابنها الصغير امامها وهو يعطيه اياها، خفق قلبها بشدة وهي تسمع صوت ابنتها الباكية من الطرف الاخر وهي تقول لها محاولة استجماع رباطة جأشها : " أمي..استلمنا جثمان اخي محمد الان من المطار وسندفنه بعد صلاة الظهر، بجانب قبر جدي كما طلبتِ..!" فسقط الهاتف من يدها وأجهشت بالبكاء وهي تضم ابنها الصغيروتقول: " لن يعود اخوك الى البيت اليوم ياحبيبي، بقينا وحدنا من جديد"..!
[/align]
تحياتي
هلا
|
|
|
|