عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 08 / 2009, 29 : 02 PM   رقم المشاركة : [2]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: مبادئ التقريب بين السنة والشيعة

[align=justify]
نحو فقهٍ للتعايش بين السنة والشيعة...
أعتقد أن منهج الاستيعاب والاكتساب هو الذي برهن التاريخ على نجاحه في التعاطي مع الشيعة وغيرهم من الطوائف. أما أسلوب التكفير والعزل السائد الآن، فهو يقوي انغلاق أي أقلية على ذاتها، وتشبثها بما في يدها. كما أنه يعمق الجرح، ويوسع الشرخ في صف الأمة في ظروف الطوارئ التي تعيشها اليوم، وفي ذلك خذلان للأمة، وتفريط في قضاياها الكبرى
بقلم محمد المختار الشنقطي
إن الدم الزكي الذي يسيل مدرار في العراق، في قتل الأخ أخاه، يكشف أن داء الطائفية من أسوإ الأدواء التي تعيشيها أمتنا اليوم. فمواكب الموت البغدادية التي تحملها إلينا وسائل الإعلام كل يوم تختصر في طياتها جميع أمراض الجهل والتعصب والانحطاط. وإذا كان اتحاد القلوب بشكل مطلق صورة مثالية نسعى إليها وقد لا ندركها، فما نحتاجه اليوم هو صيغ عملية لتنظيم الخلاف والتعايش معه، والتعاون على المجمع عليه، والعذر في المختلف فيه.

ويحتاج الأمر إلى ثورة فكرية تميز بين المفهوم الشرعي والمصطلح التاريخي، والتأكد من صحة المنطلقات البسيطة التي يتجاوزها بعض المسلمين أحيانا، مثل واجب منح الولاء لكل المسلمين. فالولاء للمسلم لا يسقط إلا بسقوط أصل الإسلام، فلا يكن ولاؤك مقصورا على المسلم الملتزم فقط، أو الجماعات والطوائف التي تعتبرها ملتزمة بالسنة، فالولاء حق لكل مسلم أدى الحد الأدنى من الإسلام، وحتى لو كان فاسقا أو مبتدعا، فامنحه حقه من الولاء، ولا تخذلْه ولا تظلمْه ولا تسلمْه لعدو، وأعنه على إصلاح شأن دينه، والتخلي عن ما التبس به من بدعة أو معصية. وهذا ما نفهمه من حديث رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم :"من صلى إلى قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم الذي له ذمة الله ورسوله".

وتستلزم الوحدة التحرر من المصطلحات التاريخية التي أدت دورا وظيفيا في الماضي ثم أصبحت عبئا على العقل المسلم اليوم، مثل مصطلح "السلفية" و"الصوفية" و"السنة" و"الشيعة". فالرجوع إلى المفاهيم القرآنية والتسميات القرآنية هو الذي يبدد هذه الغواشي، وقد سمانا الله عز وجل مسلمين: "هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا..."، وهي تسمية أفضل شرعا ومصلحة من الاصطلاحات التاريخية. كما أن أي مفرق لكلمة المسلمين ـ فردا كان أو جماعة ـ فهو "شيعي" بالمفهوم القرآني، حتى وإن اعتبر نفسه من "أهل السنة والجماعة"، واقرأ إن شئت قوله تعالى :"إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء"، وفي قراءة: "إن الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا". وما أكثر "الشيعة" بيننا، المفرقين لصف الأمة، ممن يحملون راية السنة والجماعة!!

* إيجاب واستيعاب:

هنالك رؤيتان للتعامل مع الطوائف الإسلامية الخارجة عن خط جمهور الأمة: رؤية استيعابية إيجابية، ترى الحوار والتقارب والتعاون سبيلا إلى دمج هذه الطوائف في الأمة من جديد. ورؤية تتعامل تعتمد منطقا متشنجا، تعتمد التشهير أكثر من التعليم، والقوة أكثر من الإقناع، وتتبرأ من كل مخالف حتى ولو كان موحدا حسن النية، معذورا بالجهل أو بالتأول، رغم أن وقوع المسلم في بدعة أو معصية لا يسقط حقه في النصرة والموالاة والأخوة، بل الواجب الشرعي هو منحه حق الأخوة والولاء، مع الحرص على نصحه وهدايته إلى السبيل الأقوم الذي دل عليه الكتاب والسنة، ومساعدته على التخلص من البدعة والمعصية..

وقد ابتليت الأمة المسلمة في عصور انحطاطها بنزعة طائفية مقيتة مزقت أحشاءها، وفتحت الباب لأعدائها. وهي نزعة يشترك فيها الكثيرون من الجمهور ومن الطوائف بكل أسف. ومن أسباب ذلك الخلط بين الوحي والتاريخ، وبين الشخص والمبدإ، وعدم الوعي بالزمان، والجهل بالخلافات التاريخية التي بدأت في عصر الصحابة رضي الله عنهم ولا تزال تلقي بظلالها على الأمة اليوم، والجهل بما عند الطرف الآخر، وتغليب سوء الظن، ومحاكمة السرائر، على منهج البساطة، وإيكال السرائر إلى الله. وقد قدمت في كتابي: "الخلافات السياسية بين الصحابة: رسالة في مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ"، رؤية لقراءة تلك الخلافات بشكل أقرب إلى التحقيق إن شاء الله، وأبعد عن منطق الجدل والمراء المفرق.

أعتقد أن منهج الاستيعاب والاكتساب هو الذي برهن التاريخ على نجاحه في التعاطي مع الشيعة وغيرهم من الطوائف. أما أسلوب التكفير والعزل السائد الآن، فهو يقوي انغلاق أي أقلية على ذاتها، وتشبثها بما في يدها. كما أنه يعمق الجرح، ويوسع الشرخ في صف الأمة في ظروف الطوارئ التي تعيشها اليوم، وفي ذلك خذلان للأمة، وتفريط في قضاياها الكبرى.

فإذا أخذنا موضوع الشيعة في سياق بعض الدول المسلمة تخصيصا، فإن الأمر أشبه ما يكون بالبركان، لأن الطائفية هناك باب واسع إذا لم يغلقه الحكماء، فإن القوى الدولية الطامعة ستستغله أسوأ استغلال، وربما سولت لها نفسها تمزيق تلك الدول، ووضع اليد على ثرواتها، تحت شعار حماية الأقليات وصيانة حقوق الإنسان. والأمر كله يتوقف على حسن إدراكنا لحالة الطوارئ التي تعيشها الأمة، والتحرر من الفكر الإقصائي، وتغليب أسلوب الحكمة والاكتساب والاستيعاب، على أسلوب الجدال والتمزيق والتفريق.

* عموم الفرقة الناجية:

ورب سائل يسأل: ولم التسوية بين متبع ومبتدع، وأين أنتم من حديث الفرقة الناجية؟ وأنا أقول: إن أحاديث الفرق الهالكة والفرقة الناجية من الأحاديث التي أثارت جدلا واسعا قديما وحديثا، ودخلت التعصبات المذهبية والطائفية في تأويلها، رغم أن الأحاديث واضحة الدلالة في أن الفرقة الناجية تتعين بالوصف لا بالتعيين. فأغلب روايات الحديث فيها: "قالوا: من هي يا رسول الله؟! قال: ما أنا عليه وأصحابي" (صحيح الترمذي)، وبعض رواياته: "قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هي الجماعة" (قال الألباني: إسناده حسن لغيره). وفي إحدى رواياته الضعيفة: "كلهم على الضلالة إلا السواد الأعظم".

وأنا لا أرى وجها لمحاولة كل من الأشاعرة وأهل الحديث في الماضي احتكار مسمى الفرقة الناجية لأنفسهم، كما لا أرى وجها لمحاولة بعض الجماعات السلفية اليوم احتكار هذه الميزة. فإن أي مسلم بذل جهده لإتباع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وأصحابه فهو من "الفرقة الناجية". وليس من اللازم أن توجد هذه الفرقة في زمان واحد أو مكان واحد. بل قد تكون مجموع أناس عاشوا في قرون مختلفة. كما أن الرواية التي جعلت الفرقة الناجية هي "الجماعة" ـ وقد حسن الألباني سندها ـ تعطينا أملا في أن أغلب المسلمين داخلون في معنى الفرقة الناجية. وهذا التأويل أحب إلي من التأويلات الطائفية السائدة.

* فكر جدل لا عمل:

إن الفكر الطائفي فكر جدل لا عمل، فقد ضيع أصحابه الوحي خدمة للتاريخ، وأهدروا قدسية المبادئ حرصا على مكانة الأشخاص. ولأن اللعبة الطائفية استخدام لفكرة لا خدمة لها، فقلما يلتزم لاعبوها بالأفكار التي يشعلون الحروب من أجلها. لذا فلا عجب أن نجد ملكيين في السعودية يصدرون آلاف الكتب دفاعا عن الخلفاء الراشدين، رغم أن الخلافة الراشدة هي النقيض الشرعي والمنطقي للمُلْك. أو أن نرى جمهوريين في إيران يصدرون آلاف الكتب دفاعا عن حق آل البيت في توارث السلطة، رغم أن توارث السلطة هو النقيض الشرعي والمنطقي لقيم الجمهورية وسلطة الانتخاب.

ومن مظاهر تناقضات الفكر الطائفي كذلك، تضخيم الخلاف مع أبناء الملة الواحدة، وتحجيمه مع غيرهم، وإليك هذا المثال: ورد في فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه سئل عن التزاوج بين السنة والشيعة، فأجاب: "لا ينبغي"، وورد في فتاوى آية الله علي السيستاني، أنه سئل عن زواج الشيعية من سنيًّ، فأجاب: "لا يجوز إن لم يُؤمَن الضلال"!! مع أن كلا الفقيهين يستطيع أن يقدم لك عشرات المحاضرات عن سماحة الإسلام التي جعلت من حق المسلم الزواج من يهودية أومن مسيحية!! وليس من ريب في سماحة الإسلام وتسامحه وعدله الذي يشمل المسلمين وغير المسلمين، لكن الفكر الطائفي يحْرِم المسلمين من تلك السماحة فيما بينهم.

لست أنكر وجود خلافات موضوعية ضاربة في أعماق التاريخ بين السنة والشيعة، لكن وجود الخلاف لا يقتضي السماح للآخرين باستغلاله، وتضخيمه عن حده، وعدم السعي إلى احتوائه، أو تأجيله ـ على الأقل ـ في ظروف الطوارئ.. فتلك جريمة في حق الأمة، ارتكبها كثيرون بحسن نية وبسوء نية في العقود الثلاثة الماضية.

ثم أليست أقوى دول العالم اليوم خليطا من شتى الديانات والثقافات والملل والنحل؟ فلِمَ يسيطرون على خلافاتهم وتسيطر علينا خلافاتنا؟ واجب دعاة الإسلام ووعاته اليوم هو بناء فقه جديد، فقه يلم الشمل ويجمع الكلمة، ويعلم المسلمين سنة وشيعة الحديث في خلافاتهم دون تشنج، حديث الأخ إلى أخيه.[/align]
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس