عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 08 / 2009, 03 : 05 PM   رقم المشاركة : [51]
هلا عكاري
شاعرة، ناشطة في اليونان وأوروبا في مجال حقوق المرأة والطفل وعضو مجلس إدارة المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة

 الصورة الرمزية هلا عكاري
 





هلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond reputeهلا عكاري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: syria

:more61: رد: الأديبة المغتربة -هلا عكاري - في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع

[quote=يسين عرعار;43743]
مضيفي الاستاذ المبدع الاخ يسين
بالنسبة لسؤالك :

"الأدب و التكنولوجيا... عنصران متلازمان في الحياة..



لكن الواقع يثبت العكس ... حيث انحصرت الرؤية البشرية
في

الثورة التكنولوجية التي قضت على الجانب الروحي في الإنسان

و سلبت منه القيم الإبداعية.. وجعلتها قاصرة تقريبا ..

- ما تعليقكم ...؟ "


فأقول:
لكل عصر سمته والتكنولوجيا هي سمة هذا العصر، وهي تقرب المسافات وتسهل التواصل وتضع المعلومة بيسر عجيب بين يدي طالبها، ولكن الانسان للاسف جبل على التشبث بما يحصل عليه بصعوبة، وعندما يحصل على الشيء بسهولة فيزهد فيه او يسيء استخدامه، وفي حالة التكنولوجيا أرى ان كثيرا من الناس ينغمسون في ما اخترع كوسيلة فيصبح غاية.. وهذ مصيبة مع قلة الوعي والفراغ وتودي في مسالك خطيرة، اقلها قتل الوقت واغتيال الابداع، لانه يستبدل وظيفة الدماغ، فبدل ان يفكر ويبدع اخذ يتلقى ويُوجَّه، وتنحصر خياراته في التفكير. اعتقد ان قلة هم من استطاعوا ان يروضوا هذا الحصان الجامح "التكنولوجيا" ويسخروه لما هو مفيد، واستحضر هنا نموذجا من علماء الامة الافذاذ - ولا اذكر اسمه - اذ كان حرصا على وقت القراءة والتأليف يطلب من زوجته ان تطحن له الطعام حتى لايضيع وقتا في مضغه..! فلو عاش هذا المبدع اليوم الن تكون ابداعاته تفوق عمره حتى..؟!
ولكني ايضا ارى للتكنولوجيا - وهي كلمة يونانية الاصل بالمناسبة وتعني علم الفن - خطرا آخر.. فاذا قلنا انك اليوم تنعم بالحصول على اي كتاب تريده في ثوان على النت ، بدل ان تبحث عنه لساعات في المكتبات، ويتواصل في رمشة عين اناس من اليونان مع اناس من الجزائر كما هو حالنا اللحظة .. وتكتب ايضا وتحفظ ما كتبت بسهولة فائقة في الحاسوب والشرائح الممغنطة وغيرها (وان فكرت قليلا بذلك وتذكرت عهد الكتابة المسمارية مثلا لوجدت ان هذا اشبه بالمستحيل ولحقّ المرء وقتها ان يغتر بعقله وانجازاته على مر العصور)..
ولكن اتدري، عهد الكتابة المسمارية احتفظ بتاريخه لأنه حفره في الصخر، وتاريخنا نحن اين نحفظه؟؟!
ان الانسان يستغني في غمرة لهاثه في مواكبة جديد التكنولوجيا عن الكتابة على الورق وشراء الكتب، ولايحتاج المرء ان يكون متشائما ليرى ان عهد الورق سيزول ان دام الحال هكذا وظل الانسان يدور في دوامة كل جديد دون وقفة تفكير وتروٍ..
وماذا لو سلبت البشرية نعمة التكنولوجيا يوما، فهل سيضيع تاريخنا معها؟
هذا السؤال يؤرقني دائما في الحقيقة..
اعتقد من هذا المنظور اننا اقل الامم حظا في التأريخ، وان الاجيال القادمة ستعرف عنا اقل ماستعرف عن عهد الكهوف..
والله اعلم

*********
بالنسبة لسؤالك الثاني مضيفي الكريم :

"و أنت تتعاملين مع نظام دراسي للتربية و التعليم في مرحلة

هامة من مراحل عمر الإنسان و هي مرحلة الطفولة ....

خاصة و أن المفكرين و المهتمين التفوا حولها بعناية وميزوا

بين أمرين في - أدب الطفل - أدرجهما في سؤالي ...

هل نكتب عن الطفل ؟ ... أم نكتب للطفل ؟. "

نعم انها مرحلة غاية في الاهمية، ان لم تكن الاهم في عمر الانسان
ومن هنا تنبع اهمية ادب الطفل..
وبرأيي المتواضع فان الادب بشكل عام تناول الامرين
فتحدث عن الطفل ، وخاطب الطفل
ولكن كثر الحديث بين الكبار عن الطفل اكثر بكثير من الحديث اليه،
ونجد ان التنظير في الامر الاول طغى على فاعلية الامر الثاني الى حد كبير، ولم يستطع ادب الطفل ان يستقطب الطفل نفسه، ولا نلوم في ذلك كتاب ادب الطفل وحدهم، فالعصر - ونعود للحديث عن التكنولوجيا - عصر الصوتيات والمرئيات، وصار المربون يتحايلون في ايصال المعلومة للطفل بمالايثير لديه الملل، وما التطورات في وسائل التعليم الا اكبردليل على هذا. وان خصصنا الحديث بالامة العربية فللاسف بالاضافة الى ماسبق هي امة لاتقرأ، من صغيرها الى كبيرها
الا من رحم ربي..
وصارت القراءة بين الاطفال ظاهرة عندما نعثر عليها كأننا عثرنا على كنز في الحقيقة، فما بالك بالكتابة ..
الا انه مازال - حتى اكون منصفة ونخفف من التشاؤم هنا- هناك اطفال موهوبين يقرؤون ويكتبون في امتنا، و تعتمل في انفسهم الرغبة للتعبير عما يجول في خاطرهم ليخاطبوا به الكبار والصغار..
ويجب ان يكون لدى المحيطين بمواهب كهذه الخبرة والوعي الكافيان للتعامل معها، لتنبت ويقوى عودها و تورق ابداعات هادفة.

"- هل لك كتابات عن الطفل ؟ ... و كتابات للطفل ؟."

تناولت في بعض اشعاري موضوع الطفل العربي والفلسطيني، فمنها ما اخاطبه فيها كقصيدة كتبتها لطفل الحجارة كان مطلعها:

في عينيك اراني ابصر الدنيا وغيب غدٍ ونصرا اخضر اللونا

ومنها ما اتحدث عنه بصيغة الغائب، كشعر كتبته عن طفل العراق ذو الاربعة اعوام الذي فقد كل اهله في قذيفة اصابت بيته والتي ختمتها بقولي:
يصرخ ينادي ويدور حوله متلفّتا
وبريق دمعٍ في مآقيه سؤالٌ قد عتى..
وا أمتاه..
اليوم ان ما كفكفتْ يداك دمعه نُصرةً
فمتى بربك تفعلين؟
ألا أجيبي .. فمتى؟!

واحيانا اتقمص شخص الطفل المقهور في اشعاري، وفي نظري ليس هناك داع ان يكون الطفل يعيش ظروف حرب حتى تغتال طفولته بل ان بعض الاطفال في امتنا يعيشون قهرا اكبر واعتى من القذائف وحرمان الاحباب..

لا تجبروني على الركوع
ناري بجوفي تعتملْ
ولئن ركعت امامكم
ناري ستبقى تشتعلْ
الى متى ستكذبون
والى متى تصدقون
ان الجراح ستندملْ
وان الحياة بدونكم
لن تكتمل..
وان الشبل في صغرٍ
سيبقى دونما املٍ
في ان يتحول في يوم الى أسدٍ
وان الصمت مخنوقا
سيبقى دونما أملٍ
في ان يصير صرخةٍ
تلتهبُ وتنفجرْ
في كل ركنٍ نارُها
في كل حسٍ نارُها
في كل قلب حرٍ نارها
ستشتعلْ وتشتعلْ وتشتعلْ
لاتجبروني على الركوع
ناري بجوفي تشتعل..

****
- ما حظ الطفل المبدع من الإبداع الذاتي و تحقيق نتاج أدبي في سن الطفولة

لنقرأ نتاج الطفل ( إبداعه )... و نقرأ عن الطفل داخل الطفل في نتاج الطفل ؟

اعتقد ان ابداع الاطفال لايحظى بالاهتمام المطلوب، ولا يتعدى حدود اهتمام المعلم وتكريم المدرسة، ونحتاج من اجل دفع هذا النوع من الادب الهام مساحة اوسع من الاهتمام به، وتشجيع الاطفال على طرق المواضيع المختلفة بجرأة، فلا نريد نفاقا ادبيا بيننا وبين الطفل، بحيث نلزمه بمواضيع محددة، يجب ان نجعل الطفل يعرف اننا سنسمعه كيفما كتب وابدع، ومهما كان الموضوع بعيد عن اهتماماتنا او استحساننا.. ونجعله يتحدث اكثر مما يسمع في مجال الابداع والتعبير على الاقل..
وهذا النهج سلكه نبينا (صلى الله عليه وسلم) مع الصغار، ففهم طفولتهم وخصوصيتها وتعامل باقتدار معها وهناك كتب الفت في فن التعامل مع الاطفال على ضوء السنة الشريفة، كما وللصحابة رضوان الله عليهم باع في هذا بعدما فهموه من قدوتهم رسول الله، فابدعوا في هذا المجال وقدروا موضع تميز كل طفل على حدة، وتعهدوه بالعناية والتشجيع، فخرجوا قادة رغم حداثة سنهم وائمة وعلماء ومعلمين للبشرية ..

اننا نحاول في المهجر تتبع المواهب لدى اطفالنا، واقامة المناشط التي تشجعهم بالطريقة التي تجذبهم وتزيد الابداع لديهم، سواء كان هذا الابداع ادبا او علما او رياضة او اي شيء، ولكني انا شخصيا اولي اهتماما خاصا بالادباء الصغار، واحاول اعطائهم ما ينقصهم، ويشارك عدد من اطفالنا في مسابقات ادب الاطفال في اليونان، وقد فاز عدد منهم بمراكز عالية ضمن عشرات الالاف من المشاركات وكتبت عنهم الصحف في اليونان.. فكنا نتسامى فخرا ونحن نسمع اسماء عربية من اطفالنا بين اسماء الفائزين، كتبوا باللغة اليونانية فابدعوا وتميزوا. ونحن حاليا في صدد انشاء ناد للاطفال والناشئة هو الاول من نوعه في اليونان، ليكون مرتعا للتفوق والتميز وتعهد المواهب الصغيرة باذن الله.

تحياتي لشخصك الكريم

هلا

توقيع هلا عكاري
 [align=center]ومما زادنــــــــــي تيــــــــهــــــــــــــا وفــــــــخرا وكـــــدت بأخمـــــــصي أطــــــــــأ الثريـــــــــــــــا
دخــــــــولي تحت قولـــــك يا عبــــــــــادي وان ارسلـــــت احمــــــد لي نـبـيــــــــــــــا[/align]
هلا عكاري غير متصل