وأد
كان بينهم ، ينظر إلى وجوهم ، يفتش في ملامحهم عن حزنه ، يبحث في عيونهم عن دَمْعِه ، ينقب صدورهم بحثاً عن عواطفه ، ينتظر بصمت من يدرك حجم ألمه ، وفداحة خسارته ، من يعينه على رسم ملامح الحزن ، وتلاوة طقوسها ، كبقية أخوته ، لكنه وُلدَ مختلفاً عنهم ، آوى إلى ركن بعيد ، تكور جسده ، تقلصت أعضاؤه ، كما اللدائن إذا ما مستها نار ، خبأ وجهه في ثنايا ثوبها الأخير ، يثَّوِيها أعماقه ، وينهل عليها من ذكرياته ، اقتربتُ منه ، لمستُ كتفه ، فانتفض ، سألته إن كان يدرك ما يحدث ، أجاب :
" ماما ماتت "
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|