النقد المشكلة !!
[align=justify]
لماذا صار النقد في صورته الأولى الأدبية مشكلة ، إن لم نقل مشكلة المشاكل!!.. ثم صار في حالته العامة ، والسياسة منها ، مأزقا !!.. فما أن تقول نقدا أقصد كلمة نقد حتى تصير الآذان في الفم حتى تسمع ما تريد أن تقول .. فإن سترها الستار وتناولت بالنقد واحدا وتركت واحدا فقد نلت عدوا وليس عدوين ..وإن تحدثت عن ثلاثة فأنت محظوظ بثلاثة أعداء .. فهل النقد صار محصورا فقط بالقدح والردح أم ماذا ؟؟..
عند كتابنا العظام أو العظماء حتى لا يتحسس كل عظامه ، النقد له وجه واحد هو المدح ولا وجه آخر .. وعند السياسي المخضرم الذي تتوفر له كل مقومات الحياة المرفهة فالنقد عنده أن تتغنى بطلعته البهية حتى وإن كان يشبه الجاحظ خلقة لا خلقا!!.. وإذا أخطأت ومررت سؤالا عن الوعد – أقول مثلا – بسيارة للصحفي ، أي نمرة سيارة ، لاتهمت بأنك أناني وانتهازي وما شئت من أمور كلها تتعلق بتطاولك الذي لا معنى له فما حاجتك للسيارة وأنت لا تجد مكانا على الرصيف تمشي عليه !!..
تقول لأصحاب الخبرة إن النقد أخذ وعطاء ، أي يحق لك أن تتناول العمل بوجهيه السلبي والإيجابي فتقوم عليك القيامة ، من باب أنك لا تفهم شيئا بالنقد .. فأنت مخطئ لأن النقد نتف ريش أو نفش ريش وليس بينهما ثالث..وتقول حتى تبح يا أولاد الحلال دعكم من النقد الذي تقرؤونه في الصحف وهو ينزل العمل من السماء ويجعله فريد عصره ، ودعكم من النقد الذي ينتف ريش الكتاب والمطبعة والكاتب والقراء .. واطلبوا النقد الصحيح في كل شيء لأن النقد يشبه الميزان حقا لا تشبيها فهو عطاء يضيف إلى المنقود في الأدب ويصحح الخطأ في السياسة لما خرجت سالما من هذا الجانب أو ذاك ..
قامت القيامة مؤخرا مثلا على قصيدة النثر وصارت مكانا للهزء والسخرية ، والمضحك أن من اشترك وألقى مدح ومن نسيه القائمون قدح .. ولم نخرج كقراء بشيء يقنعنا هل قصيدة النثر جيدة أم بنت سوء والأسوأ أنها هناك مواقع للانترنت تفرغت للمشكلة فراحت تأخذ وجها واحدا إما مادحا أو قادحا حسب مزاج صاحب الموقع حتى أن الاتهام وصل إليّ لأنني أنزلت القصائد في موقعي أوراق 99 دون تعليق تاركا الأمر للقارئ فهو الحكم العدل فاتهمت بالميل لقصيدة النثر .. أي أننا لن ننفد بريشنا مهما فعلنا ومهما عملنا .. نمدح ، فنعلق .. نقدح .. فنعلق .. لانمدح ولا نقدح فنعلق .. فبربكم قولوا لنا ماذا نفعل وكيف يكون الحل .. والأهم من كل ذلك قولوا لنا ما هو النقد في هذا العصر الخشبي المعلب حتى نفهم ونعرف ونتعلم خاصة أن النقاد صاروا أكثر من الدجاج الذي ينقد الحب .. نحن عالقون بين سلب وإيجاب ولا نعرف شيئا .. وكل ما نطلبه ليس سرا يحتاج إلى معامل كيمياء ولا معامل ذرة تمنعها الأمم المتحدة .. كل ما نريده هو فهم النقد حتى نصير مثل بقية البشر ننقد فيفهم الناس علينا ماذا نقول.. هل هذا صعب إلى هذا الحد .. فقط أفهمونا يا أولاد الحلال ..!!
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|