عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 08 / 2009, 39 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

النقد ومفهوم الحداثة !!..

[align=justify]
حتى النقد الأدبي على ما يبدو، قد صار في هذه الأيام، وليد الحداثة التي يشتط النقاد في تعريفها، فلا تعرف لها أولاً من آخر!! فالحداثة.. ثم ما بعد الحداثة.. وما تحت الحداثة.. كلها أمور تدخل في معطف الغرابة والتغريب، والعجب العجاب.. لكن حتى لا نظلم نقادنا العرب في عصرنا الراهن.. فهم، يشهد الله، قداختصروا تعريف النقد الحديث وحداثته، بأنه ذلك النقد الذي يمدح الأدباء ويطنب في ذكر محاسن أعمالهم إطناباً يتراءى لك معه، أن الناقد يتحدث عن المتنبي أو شكسبير.. وتزداد عجباً ودهشة، حين يأخذ الناقد الفذ في ذكر أشياء لا تجدها في العمل الأدبي إن بحثت بحثاً متواصلاً دؤوبا.. وتكتشف أن الناقد في كثير من الأحيان، لم يقرأ العمل ولم يقربه.. بل أخذ يرتب قصيدة مديحه عفو الخاطر والسجية.. غير مؤمن بأن واجب الناقد، أو من واجباته، أن يقرأ العمل الذي سينقده.. والويل والثبور وعظائم الأمور لك إن اعترضت أو أبديت ما ينبئ بأنك غير مسرور من النقد والناقد والعمل والأديب معاً.. إذ يفترض بك كقارئ أن تؤمن بكل ما يقوله السيد الناقد، خاصة إذا كان من أصحاب الدال.. في وقت صارت تعطى فيه هذه الدال، لمن هب ودب.. أو حتى دون »هب ودب« هذه.. فالدكتوراه بدالها صارت تهدى وتمنح وتعطى وتوهب في بلاد الله الواسعة، ومن بلاد الله الواسعة، لكل ذي رغبة فيها..!!..
وفي زمن النقد الحداثوي هذا.. صار الأدباء يرفضون غير المديح، ويقبلون ليس إلا التحدث عن فضائل أعمالهم وسموها ونبلها.. ولا أحد أحسن من أحد في هذه المعمعة النقدية التي تسر الخاطر لا الناظر.. فالأديب يشترط إغماض العين عن العيوب، وإغلاق الجفن والرمش والبؤبؤ عن أي سوء يبدو بين السطور أو في ظاهرها.. فهو يتعب ويكد ويجتهد في عمله.. وليس من حق الناقد الحصيف هذا، أن يبحث عن العيوب والمساوئ.. ثم من هو ليفعل؟؟.. ألا يبدو الأمر أفضل بكثير حين يأخذ هذا الناقد في تدبيج المقالات والدراسات المادحة التي لا هم لها إلا رفع قيمة العمل والأديب معاً؟؟.. ولماذا يجلب الناقد عداوة الأدباء وكرههم.. وهو بغنى عن ذلك؟؟.. لن يكلفه الأمر أكثر من انتقاء مفردات المديح، واستبعاد مفردات القدح والذم.. تلك المفردات التي أصبحت بائدة بالية بعد أن هجرها نقدنا الحداثوي بما يحمل من توجه صائب نحو النقد المداح!!.. وقد يترك الحبل على الغارب للأديب، فينتقي هو الكلمات التي يريد، والجمل التي يهوى.. فمفهوم الحداثة في النقد عندنا تطور وتقدم ليصير حسب الطلب وخاضعاً للتفصيل رجوعاً للمقاسات التي يقدمها الأديب الأريب اللبيب!!.. وبهذا تسهل مهمة الناقد، ولا يتعرض لغضب الأدباء، وهم في الغالب الأعم مصارعون بأوزان ثقيلة..!!..
قد يقول قائل: لماذا كل هذه السخرية.. وهل من المعقول أن يصل الأمر إلى ما ذهبت إليه؟؟.. أقول ببساطة: راجعوا الصحف والمجلات وما أكثرها، وانظروا حال نقدنا الأدبي.. سترون والله أن ما أوردته أقل من الحقيقة بكثير.. فالركام الموجود من النقد يثير التقزز والغثيان في النفس.. وما هذا البروز لأسماء أدبية لا تملك من معنى الأدب شيئاً، إلا نتاج طبيعي لهذا التصفيق النقدي الأهوج.. التصفيق الذي تضخم حتى صار مرضاً نقدياً يوسم العصر به.. ولك أن تبحث عن أدب رفيع في زمن التصفيق النقدي هذا.. فلا تجد إلا بشق الأنفس.. لأن الغث الكثير، صار يمنع الرؤيا والرؤية معاً.. والحسن يضيع وتضيع ملامحه ما دام مرهوناً بانتشار كل هذا الأدب الخفيف بكل شيء دون استثناء.. يظلم الأدب الجيد، ويظلم الأديب الجيد، ويظلم القارئ في كل الحالات.. ويبقى الأدب يتيماً في زمن غريب..!!..
إذن لماذا لا يكون النقد نقداً بناء؟؟ السؤال يثير الضحك والحزن معاً؟؟.. فمن يسمح لنقد كهذا بالبروز، إذا كان أكثر النقاد، من هؤلاء الدخلاء؟؟.. من يترك الفرصة سانحة لبروز نقد حقيقي، إذا كان القائمون على الثقافة في أكثر الصحف والمجلات، يعرفون كل شيء، وعن كل شيء، إلا الثقافة.. فهم وجدوا بمحض الصدفة هنا، وكان عليهم أن يثبتوا جدارتهم، وهذا غير ممكن ببروز المثقف الحقيقي لأنه يشير مباشرة إلى نقصهم وقصورهم ويكشف زيفهم.. فكان لا بد من بروز نقد حداثوي أولى مهامه طرد العملة الجيدة في النقد كي تسود العملة الرديئة!!..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس