[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/46.gif');border:4px double purple;"][cell="filter:;"][align=justify]
كل عام وأنتم بألف خير
ها نحن في آخر أيام الإفطار يفصلنا عن أولى أيام رمضان ساعات معدودة ..
في وطننا العربي دخل عليكم المساء وبالتالي دخلتم في أجواءه أما أنا فما زال الوقت عندي مبكراً وما زلت أحتسي قهوة الصباح والشمس مشرقة ولعلّ آخر قهوة صباح دائماً كما في كل عام لها نكهة مختلفة وشعور مختلف..
أحتسي قهوتي بغصة وشيء من الحزن لأكثر من سبب وصورة تمر برأسي
بداية هذا أول رمضان منذ سنوات - وابني بعيد عني - أنا في كندا وهو في لبنان لا أستطيع أن أطمئن على فطوره وكمية الماء التي يشربها وإيقاظه قبل الإمساك على الأقل ليشرب بعض المياه ويصلي الصبح حاضراً وأسمعه فرحة به منتشية بصوته الحبيب وهو يتلو القرآن، والده بالأمس طمأنني أنه معه وبأنه سيقوم بكل هذا ولكن.. يبقى قلب الأم لا يطمئن على البعد أبداً...

ويمر شريط آخر وآخر.. كيف سيكون شهر رمضان على أهلنا في فلسطين وكيف سيكون على أهلنا في العراق وكيف سيكون على أهلنا في الصومال والسودان وكل أجزاء وطننا العربي المنكوبة بديمقراطية الاحتلال ؟؟؟؟!
كيف سنشعر بالأمان والرضا مهما اجتهدنا في العبادة وأهالينا في هذه الأجزاء من وطننا تحت النيران يعانون الجوع والأمراض والخوف وأيدينا قصيرة.. قصيرة جداً عن مد العون لهم وضمائرنا محملة بكل هذا الحمل والأثقال؟؟!!

ومع كل هذا كيف سيكون رمضاننا هذا العام يا ترى وهل سنستطيع أن نحفظه ونؤهل لنكون من عتقاء الرحمن في هذا الشهر الفضيل؟؟
هل نطمع بالقبول وبعض أهلنا وقومنا يعانون ويستغيثون بنا .. بعيد بعيد نحن لا نغيثهم بغير الدعاء والدموع ؟!!
أطفال من قومنا يموتون جوعاً في الصومال!
أطفال من قومنا تحت نيران الاحتلال في فلسطين والعراق!

نحن جيلٌ منكوب حقاً .. منكوب بعجزه واستمراء قلة الحيلة.. منكوبٌ بكل هذه الخطايا في عنقه..
يدخل علينا رمضان كما كل عام وضمائرنا مثقلة ومشاعرنا مشتتة ودمع الحزن في العيون..

فلندعو الله سبحانه أن ينقذنا من عجزنا وصبرنا السلبي الآثم على الظلم والطغيان
وكل عام وأنتم بخير
[/align][/cell][/table1][/align]