نسائم قرآنية : الحلقة الثالثة
الآية : قال الله تعالى : ..." لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله , و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون " الحشر : 21.
*******
وكيف لا تتصدع الجبال , ولا تخشع السماوات و الأرض أمام هذا الكتاب الذي يخبر عن أسرار الوجود من بدء الخلق إلى يوم البعث , ويرسم الطريق للإنسان خلال ذلك كله , كي يسلك إلى ربه و يتعرف عليه .
أنى لي و لك أن نجد مثله , ومعاذ الله أن نولي عنه وهو مني ومنك بمثابة الروح التي لا حياة لقلب قد خلا منها .
أعد معي قراءة هذه الآية الكريمة , وسترى أنها مفتاح لطريق المعرفة الربانية . ولا تحسب أنني أدعو نفسي و إياك إلى قراءة حدها مجرد تلاوة و ترتيل , ولكن ضع في اعتبارك أن غاية الإنزال للقرآن الكريم هي التدبر و التذكر . لذلك جاء الخطاب القرآني يحمل لي و لك و للعالمين أمر القراءة من حيث هي ترتيل و تدبر, و تفكير و تذكر, و ممارسة وتعلم . فيه سر المثل المضروب , وفيه منهاج القراءة الربانية التي هي أصل يقظة القلب الولهان , وسبيل عمران الوجدان بالإيمان . وأي قلب و أي وجدان , يتدبر آيات القرآن الكريم , فلا يخر ساجدا لله الواحد القهار رغبا ورهبا . إلا إذا كان صخرا أو حجرا ؟؟ وها الصخر , وها الحجر يتصدع و يتفتت من خشية الله .
ذلك هو القرآن ..الكتاب الكوني العظيم , ومفتاح سعادة الدارين , فاسأل معي : كيف لي ولك أن نكون من أهل القرآن ؟؟؟
للحديث بقية ...
حسن الحاجبي
|