نسائم قرآنية : الحلقة الرابعة
الآية : قال الله تعالى .. " إن في خلق السماوات و الأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب , الذين يذكرون الله قياما و قعودا وعلى جنوبهم , ويتفكرون في خلق السماوات و الأرض . ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار , ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته , وما للظالمين من أنصار " ... آل عمران .190
*******
من هنا البداية ... ألست تريد كما أنا أريد أن تكون من أهل الله ؟ قال المصطفى صلى الله عليه و سلم : " إن لله أهلين من الناس , أهل القرآن أهل الله و خاصته " .
إجعل من هذه الآية الكريمة صاحبا و رفيقا طول حياتك , تكن من الخاصة . هذه آية التدبر الحق , وتدبر القرآن هو النظر إلى مآلات آيات الرحمان , وعواقبها في النفس وفي المجتمع .
أنظر إلى موقعها من نفسك , و أثرها على قلبك , و تأثيرها على عملك , أنظر إلى مرتبتك منها , وإلى موقعك من تطبيقها أو مخالفتها , وإلى نصيبها من دنياك وحظها من آخرتك .
أنظر واسأل نفسك كما سألت نفسي : هل سبق لك أن سرحت ببصرك في ملكوت الله تعالى ؟ هل نظرت في سنن الله كيف وقعت , وكيف تعيشها و تراها , وكيف تجد بديع صنع الله في خلقه ؟ .
إقرأها معي ثانية , وسح في جنبات الكون الفسيح بقلبك ونظرك و اعتبارك , تشعر بعظمة العزيز الجبار , وجلال الواحد القهار , وتولي هاربا إلى واسع رحمته و جميل غفرانه .
تدبر وتفكر معي فيها , تجدها آية من آيات القرآن المنظورة و المقروءة سواء , وتفتح بها من نفسك مغالق حجبت عنك أسرار الوجود , وغرائب الخلق وحقائق الحياة .
ألست ترى نفسي و نفسك سائرة كرها إلى نهايتها ؟ فلتكن إذن مسيرتها على درج التدبر والتبصر .
للحديث بقية
حسن الحاجبي
|