[حسن الحاجبي]

الآية : قال الله تعالى .." ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين , ثم جعلناه نطفة في قرار مكين , ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر , فتبارك الله أحسن الخالقين , ثم إنكم بعد ذلك لميتون , ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ." المؤمنون..12 .
*******
بفضل من الله و رحمة منه كانت الخلائق , وبإرادة من الباري جل علاه وبمشيئته إمتد نسل البشرية طولا و عرضا, يملأ البقاع و يعمر الأصقاع .
أنا وأنت لم نك شيئا مذكورا , أنا و أنت كنا في العدم الذي ليس من المدركات ... لا أقول لك اليوم إقرأ , ولا أقول لك تدبر , ولكن دعني أدعك دعا ,و أصيح في وجهك : قف و تبصر .. فهاته أثقل آية قرآنية على حملي و حملك , وأشد مثلا على تدبري و تدبرك .
قف و تبصر .. فهاهنا مكمن الوعي بحقيقة أمري و أمرك , هاهنا سر الخلق و إعجاز الخالق . ومع ذلك , لا أنا و لا أنت من المعترفين , لا أنا و لا أنت من الشاكرين .
عبث هي الحياة , إن كانت عندي و عندك مجرد شهوة تبتغى , ومجرد بنين و أموالا طائلة , ومراتب و مناصب زائلة . عبث هي الحياة , إن لم يكن نور هاته الآية الكريمة يهز جوانحي و جوانحك , وبهاؤها يشع في وجداني و وجدانك .
قف وتبصر .. ثم تعال نحتفل سويا بذاك الشعور العارم بالفرح , وكيف لا نفرح و الله تعالى خالقنا , كيف لا نأنس بهذه المنة العظيمة , وتمتلئ منا القلوب امتنانا وشوقا إليه سبحانه و تعالى . كيف لا نكون مخلوقات تحث السير ساعية إلى الخالق , وتعرج إلى رضاه عبر مدارج القرآن , ووالله ما يعرف الله إلا بمعرفة القرآن , وحسبك اليوم آية هي من أثقل الآيات , وعظة هي من أشد العظات .
فهل أنا و أنت من المتعظين ؟؟.
للحديث بقية


حسن الحاجبي