[حسن الحاجبي]

الآية : قال الله تعالى .. " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق , لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم و مقصرين لا تخافون , فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " .. الفتح ..26 .
*******
ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يدعو أصحابه إلى مغنم عاجل , أو يجمعهم على فوز آجل , ولكن كان صلى الله عليه و سلم هاديا و بشيرا , ومنقذا ونذيرا . بهدايته زالت عن الأعين غشاوتها , و برسالته اغتسلت القلوب من رانها , و تطهرت النفوس من هوانها , و بدعوته تحطمت صروح الأوثان , وعلا في مسمع الدنيا صوت الأذان , و أقيم الدين كله لله الواحد المنان .
وقبل ذلك ,, ضاق بالمسلمين كل سبيل , و ذاقوا الهوان و الشر الوبيل , وهاجروا بدينهم لا يستبدلونه بشيء , وعسرت بهم الحال بعد أن كانوا من النعمة في فيء . ثم كانت عزة بعد خذلان , ونصرة بعد هوان , و جهاد في الأرض وتمكين , ولواء مجد و فتح مبين .
إقرأ معي الآية ثانية , ثم تبين . تبين كيف صدق الله رسوله الوعد , وكيف أوى أهل الله إلى الله فآواهم , واستجاروا بالله فأجارهم .
تدبرها معي ثانية , تجد فيها إخبارا بأن الفوز حليف كل من سار إلى الله صابرا على الطريق , و النصر معقود بلواء كل من استمسك بحبل الله الوثيق . ييسره لليسرى , ويجنبه العسرى .
فمالي و إياك نرفع راية الإسلام , ونحن من المقصرين , ومالي و إياك ننتمي إلى خير أمة أخرجت للناس , وما زلنا مغلوبين ؟؟ ..

للحديث بقية ...

حسن الحاجبي