02 / 09 / 2009, 24 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [40]
|
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
|
رد: الأديبة المبدعة - لبنى ياسين- في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين ع
[align=justify]
تحياتي للجميع
تقديري للقاصة الأديبة لبنى ياسين
ولشاعرنا يسين عرعار
أحبب أن أضع هنا قطعة " شارب زوجتي " للأديبة الاستثنائية فعلا لبنى ياسين،وظني أنّ من حقنا أن نحظى بهذه القطعة الأدبية الشهيرة بعد أن صارت منشورة في كل مكان ، وللأسف كما تفضلت أديبتنا دون الإشارة إلى اسمها كمبدعة ومؤلفة لهذه القطعة ..
قبل أن اقرأ هذه القطعة الأدبية النادرة والشهيرة ، كنت أظن أنّ انتشار وشهرة هذه القطعة إنما كان جراء الاسم " شارب زوجتي " فهو يشدك شدا لن تقرأ حيث فيه من المفارقة والسخرية والتندر والغرائبية ما فيه، لكن بعد قراءتي قلت " لله درك يا لبنى ، لله درك أيتها الكاتبة المبدعة التي تعزف على العصب تماما وتعرف كيف تلون الضحكة بدمعة ، وكيف توظف السخرية توظيفا بارعا يصيب أهدافه بدقة شديدة .. ".. لا أريد أن افسد متعتكم ، مع أنّ هذه القطعة تستحق الكثير من التعليق والتحليل والتصفيق .. فقط أبرر فأقول قطعة لا مقالة أو قصة أو خاطرة لندرتها ..
اعتذر من أديبتنا إن وضعت هذه القطعة دون إذنها ، إذ أصبحت شبيهة بالملك العام لشهرتها .. وأقول للغالية أ. ميساء البشيتي ، تفضلي أختاه واقرئي ، والله لقد جاءتكم كاتبة ستأخذ حقوق النساء وزيادة ، بذكاء وسلاسة وإقناع وإبداع متفوق ..
-----------
شارب زوجتي
بقلم الأديبة القاصة : لبنى ياسين
عندما قمت بحمل عبوة الغاز المليئة لتغيير تلك التي فرغت في المطبخ,
همست حماتي لزوجي زاجرة: قم احملها إنها ثقيلة جداً.
فما كان منه إلا أن رد هازئاً كعادته: لا تخافي يا أمي, هدى رجل ولا أجدعهم, حتى أنها لا تضع كحلاً كالنساء, بعد قليل سترين شارباً ينبت لها.
عضت حماتي على شفتها في محاولة لإسكاته,
لكنه أضاف: انظري إليها هل هذا منظر امرأة؟
نظرتُ إليه,
ولم أرَ رجلاً... لم أرَ إلا امرأتين تتحدثان إحداهما كانت حماتي.
* * * * * * * * * *
نعم يا زوجي العزيز...رجل أنا,
منذ أن سفحت رجولتك على الاستراحات والمقاهي تقضي فيها جل لياليك لتعود مع آذان الفجر,
وعندما أرقت ماء وجهي أمام كل من أعرف من الأقارب ليقوموا بالبحث عن عمل لك وبحمل ملفاتك وتقديمها ودعمها مرة تلو الأخرى ولم يتبقَ إلا أن يداوموا بدلاً عنك,
ولما كلفك كل مدير من مدراء أعمالك بعد فترة وجيزة من استلامك لكل عمل بمهمة استثنائية جليلة ما هي إلا زيادة عدد العاطلين عن العمل اثر تخلفك وتأخرك المتكرر,
فأنت لا تستيقظ صباحا كما هو كل موظف في العالم, ذلك أنك لا تستطيع التقصير في عملك الليلي,
وهذا ما لم يقدره السادة المدراء, لا أفهم كيف لم يستطيعوا أن يدركوا أي خدمة تقوم فيها كل ليلة لهذا الوطن وأنت تحصي عدد استراحاته ومقاهيه...ومن سيفعل ذلك إن لم تفعل أنت؟
رجل أنا في كل مرة أغادر المنزل طلبا لرزق عيالي واترك خلفي –كما هي العادة- زوجتي في المنزل نائمة, إذ أن تحصيل الرزق عادة على عاتق الرجال.
وعندما تتشدق أمام الناس مفاخرا, أنا مصروفي في الشهر يتجاوز الــ....., وتنسى أن تقول لهم من أين تحصل أصلا على مصروفك.
وعندما نقف أمام المحاسب اثر كل تسوق نقوم به,فتبتعد أنت تاركا الرجل يدفع كما هي العادة.
وعندما يتجه إليّ الأولاد طالبين مصروفهم واحتياجاتهم لأنهم يعرفون تماما أن والدهم يقف مثلهم أمامي ليطلب حاجاته.
نعم يا زوجي العزيز ...رجل أنا يشهد علي قول الله (الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا) وبما انك تنتظر مطلع الشهر حتى تأخذ مصروفك للذهاب إلى هنا وهناك مني, دون أن يهتز لرجولتك شعرة في وجهك, وتترك لي تسديد الفواتير وشراء حاجيات المنزل, وقسط المدارس, وقسط سيارتك, وحتى ثمن ثوبك الذي ترتديه.
رجل أنا يا زوجي العزيز تشهد عليّ معارض الأدوات الكهربائية, وورشات إصلاحها, وصاحب المنزل الذي يدق بابنا فلا يجد رجلا غيري لتسليمه أجرة المنزل.
رجل أنا منذ أدركت أن البيت ينقصه رجل.
أقلت شارباً؟؟؟...انظر جيدا يا زوجي العزيز لقد نبت لي شارب بالفعل, وانقرضت مساحيق التجميل والعطور من دروجي, وما ذلك إلا لأن مرتبي لا يستطيع أن يغطي مصروفات تافهة مثل المشاغل والعطور والماكياج وهي لا تلزم عادة لرجل مثلي, حين تكون زوجتي –أنت- في حاجة إلى مصروف لعملك الاستثنائي الليلي الرائع الذي لا يقدره أحد.
أتعرف يا زوجي؟ نعم لقد نبت لي شارب منذ اليوم الذي تلاشى فيه شاربك.
[/align]
|
|
|
|