راشد حسين
( 1936 – 1977 )
أحد شعراء فلسطين المحتلة ولد في قرية مصمص ( قضاء جنين ) وتلقى دراسته الإبتدائية في قرية أم الفحم المجاورة والثانوية في مدينة الناصرة ثم عمل في التعليم في إحدى القرى العربية . لفت راشد حسين الأنظار في مطلع شبابه بنشاطه الوطني وشاعريته المبكرة وأصبح شاعراً معروفاً من شعراء الأرض المحتلة .
شددت السلطات الصهيونية الرقابة عليه ولا سيما بعد أن اصدرديوانه الشعري الأول ( مع الفجر ) عام 1957 واعتقل عقب اشتراكه في اجتماع المسرح الإمبريالي في الناصرة في كانون الثاني سنة 1958 ثم فصل من وظيفته لمشاركته في نشاط الجبهة التقدمية التي تضم العناصر الشيوعية والقومية . انتقل للعمل في الصحافة رئيساً لتحرير مجلة الفجر التي أصدرها باللغة العربية حزب المابام كما شارك في تحرير القسم العربي من المرصاد ( الجريدة العربية لهذا الحزب ) واتخذ من تل أبيب مقراً له وأصدر ديوانه الشعري الثاني ( صواريخ ) عام 1958. أتيح له أن يحضر سنتي 1959 و 1961 مؤتمري الشباب العالميين السابع في فيينا والثامن في بلغراد وفي نهاية سنة 1961 توقفت مجلة الفجر وأصبح راشد حسين بلا عمل فأخذ يترجم قصائد من اللغة العربية إلى العبرية وبالعكس وفي تشرين الثاني 1965 غادر فلسطين المحتلة إلى باريس ثم إلى نيويورك حيث تزوج من فتاة أمريكية كان قد تعرف عليها في فلسطين المحتلة وعمل بائعاً في أحد المخازن بالمدينة وسجل نفسه دون نجاح يذكر في جامعتها كما أخذ يعمل بالترجمة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولمكتب الجامعة العربية في نيويورك .
على أن الحياة في نيويورك لم ترق له فعاد في كانون الثاني 1972 إلى بيروت ثم انتقل إلى دمشق فالقاهرة حيث أحيا أمسيات شعرية ولقاءات جماهيرية وبعد شهرين عاد للولايات المتحدة الأمريكية ولكنه لم يستطع أن يأتلف مع الحياة فيها فانفصل عن زوجته وساءت حالته النفسية وفي نيسان 1972 سافر إلى دمشق حيث عمل في مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية مترجماً من اللغة العبرية إلى اللغة العربية وكتب خلال حرب 1973 تعليقات للبرنامج العبري في الإذاعة السورية وفي تلك السنة عاد إلى نيويورك وعاش مرة حياة ضياع وبؤس وأدمن على الشراب وفي أواخر سنة 1974 عمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية في الأمم المتحدة .
صدر لراشد حسين خلال هذه الفترة ديوانه الثالث ( أنا الأرض لا تحرميني المطر ) ( 1976 ) عن الإتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين . توفي راشد حسين في ظروف غامضة مساء 1977 في مسكنه بنيويورك ونقل جثمانه إلى قريته مصمص في الأرض المحتلة ورثاه شعراء كثيرون .
يتبع