راغب أبو السعود الدجاني
( 1882 – 1964 )
واحد من المناضلين الأوائل في فلسطين ولد في يافا وتلقى علومه الإبتدائية في مدرستها الرشدية الإبتدائية التي كانت قد فتحت في مطلع تأسيس التعليم النظامي في الدولة العثمانية كما تتلمذ لوالده الشيخ محمد سعود الدجاني في العلوم الدينية فتمكن منها وعين في سلك القضاء الشرعي وتدرج فيه حتى غدا قاضياً شرعياً ليافا .
وعلى أثر الإحتلال البريطاني سنة 1918 أسس الجمعية الإسلامية المسيحية بيافا وتولى رئاستها وهي التي قادت الحركة الوطنية في المدينة متضامنة مع الجمعيات الإسلامية المسيحية في المدن الأخرى . وقد تولى الرد على خطاب حاييم وايزمن في الإجتماع المشترك الذي دعا إليه حاكم يافا العسكري وأكد الشيخ راغب في رده أن فلسطين ولا سيما القدس الشريف هي كعبة 350 مليون مسلم و700 مليون مسيحي ومحط أنظار االجميع وأكد كذلك أن المسلمين والمسيحيين سيعاملون مواطنيهم اليهود معاملة حسنة وقدم بوصفه رئيساً للجمعية الإسلامية – المسيحية تقريراً شاملاً للقائد البريطاني العام اللنبي مطالباً بحق الشعب العربي الفلسطيني وحريته في تقرير مصيره , رافضاً إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين , منكراً على السلطة سماحها لليهود برفع علمهم . استقال راغب من القضاء ليمارس المحاماة وقد درس القوانين الحديثة واتقانها والربط بينها وبين الأحكام الشرعية والفقهية . أسهم بالدعوة إلى المؤتمر الفلسطيني الأول وانتخب نائباً لرئيس المؤتمر عارف الدجاني رئيس الجمعية الإسلامية المسيحية في القدس . اختير الشيخ راغب في الوفد الذي ارسل إلى باريس ليكون على مقربة من مؤتمر الصلح ولكن السلطة العسكرية البريطانية منعت الوفد من السفر .
واصل كفاحه الوطني وهو في سلك المحاماة من خلال الجمعية الإسلامية المسيحية في يافا . ولما نشبت ثورة البراق سنة 1929 وتألفت لجنة دولية للبحث في أسبابها كان الشيخ راغب من الذين دافعوا عن الحقوق الإسلامية أمامها كما تولى المرافعة في كثير من القضايا ذات الصبغة العامة كقضايا أراضي النبي روبين وأراضي سيدنا علي عاملاً على الحيلولة دون تسربها إلى أيدي الصهيونيين . استقال راغب الدجاني من رئاسة الجمعية الاسلامية المسيحية ولكنه ظل يوالي الكتابة والخطابة واشترك في المؤتمر الإسلامي العام في القدس سنة 1931 واختير عضواً في اللجنة العليا لصندوق الأمة وانضم إلى الحزب العربي الفلسطيني وحضر مؤتمر اللجان القومية لعموم فلسطين الذي انعقد في القدس وعلى أثر تجدد الثورة الفلسطينية سنة 1937 يمّ شطر لبنان ليعمل مع العاملين في القضية خارج فلسطين ثم عاد إلى يافا واشترك في تأسيس جمعية المشروع الإنشائي العربي سنة 1946 . غادر راغب أبو السعود الدجاني يافا إلى رام الله في نيسان 1848 بعد أن خلف في تراب مدينته ولده البكر غالب الدجاني الذي استشهد مع زملائه بتاريخ 1948 في حادث نسف سرايا يافا التي كانت مقر الإدارة التموينية للمجاهدين المقاتلين وتوفي في رام الله ودفن في البيرة .
يتبع