الشاعر الإنسان طلعت سقيرق
[align=right][frame="6 10"][align=right]هل الشاعر هو من تتدفق الأفكار من رأسه بأسلوب جمالي حتى تغدو اللغة طيعة مرنة بين يديه؟
فارسٌ جواده الحروف !!
هو الإنسان، الإنسان جداً!! أي إنسان و أي شاعر!!
تحدثت من قبل عن قصيدة له و عن أسلوبه المدهش و مذهبه الجديد في شعرنا العربي من وجهة نظري لكني لم أتحدث عن الإنسان الذي وراء تميز هذا الشاعر...
و هل شهادتي مجروحة كما يقال حين يكون الحديث عن ابن عمتي و أعزّ أصدقائي و جزء لا يتجزأ من مجتمع نفسي؟؟!!
و لكن أليس لهذه الأسباب أن تجعلني أراه بصورة أوضح و أمثل؟؟
لست أدري لكنّ بي رغبة ملحّة للكتابة عن هذا الإنسان كما أراه و نقل شيء من هذه الصورة للقراّء فهو نوعٌ من الناس أقلٌ ما تحسّه و تقول فيه: " ما زالت الدنيا بألف خير"
نعم..السبب أني مؤمنة بعمق إنسانية هذا الإنسان وما تنطوي عليه نفسه من الجمال و الشفافية و النقاء بأبدع صوره فتنعكس هذه الإنسانية في تميزها بالتالي على أدبه و شعره الرائع...
و هل أخبرتكم أني أخاف عليه من قدر نبل إنسانيته و شفافية روحه و هما منبع تميزه؟؟
بماذا يتميز هذا الشاعر المبدع حتى يصيبنا شعره بالدهشة و الذهول و يستطيع بغير جهد أن يحملنا عبر حروف كلماته إلى فضاءات واسعة و عوالم زاخرة بالشفافية و الجمال حتى نكاد أن نطير بغير أجنحة؟؟!!
حتى في شعره الوطني قدرٌ هائل من الحسّ و الحميمية، ناهيك عن أنه متعدد المواهب، شاعر و أديب و مفكر و ناقد و قاص و أخيراً و ليس آخراً صاحب مدرسة جديدة في الشعر..
إنه بحق و جدارة صاحب مذهب جديد في الشعر العربي في أكثر من محور بما يستحق المزيد من الاهتمام من النقّاد و وسائل الإعلام لتسليط الضوء على هذا المذهب و على هذا الشاعر الفذ.......
تميّز علاقة هذا الشاعر المبدع الشديد الشفافية بالمرأة واختلافها الواضح عن غيره من الشعراء و قدر سمو المرأة الملهمة في أدبه و شعره و بالتالي احترامه الشديد و الأصيل للمرأة بلا زيف و لا تصنّع...
قدرته الفائقة على الغوص في النفس البشرية و محبتها في كلّ صورها و إيجاد الأعذار لها في مواطن ضعفها و زلاتها في قصصه في حين تجده في شعر الحبّ يترفع عن الابتذال و إثارة الغرائز الرخيصة و يسمو بالروح الإنسانية بصفاء مفعمٌ بنقاء المشاعر و نبل الأحاسيس...
لو أردت أن أسير في هذا السياق سأطيل و أطيل.....
هذا الشاعر الرقيق الفذ، جوهرة من الماس في الساحة الشعرية اليوم بين الشعراء يجدر بنا جميعاً أن نصون و نقدّر هذه الجوهرة حقّ قدرها و كما يستحق هذا الشاعر الجوهرة منّا من تكريم...
لتعرف سبب تميز هذا الشاعر ستجد أنه الإنسان....
الإنسان النبيل الرقيق المرهف الذي يحبّ و يحترم الناس كلّ الناس، حين تقترب منه و تفهمه جيداً تجد المعدن الجميل النبيل..
أكتفي بهذا القدر و أترك لكم هذا المقال الذي كان قد كتبه شاعرنا في سياق يوميات لتروا كيف ينظر هذا الشاعر الإنسان للمرأة و كيف تبدو المرأة الملهمة في عينيه و إلى أي حد أيضاً هو صديق محب مخلص و وفيّ...
* * *
[/align][/frame][/align]
[frame="15 10"]يوميات .. قد لا ... تشبهني / طلعت سقيرق
ملهمتان
[align=right]
ماذا تعني الأنثى الملهمة ؟؟.. ببساطة شديدة تعني كل شيء بعيدا عن مفهوم الجسد .. الأنثى الملهمة تعني مساحة من الضوء والنور والحلم .. لذلك فهي امرأة لا تشبه أي امرأة أخرى ، ولا تشبه إلا نفسها .. نحبها ونكتب لها .. وحين نفتش في دفاتر وجودنا سائلين : ماذا نريد من هذه الأنثى النورانية ؟؟.. تقفز الإجابة صارخة : لا شيء .. والمقتل لعملية الإلهام أن نريد شيئا من الأنثى الملهمة .. فغايتنا محددة في أننا نريد أن نكتب.. وأعظم الأدب هو ذلك الذي يصدر عن ديمومة المسافة بين الملهمة والمبدع .. الشغف الذي تولده الملهمة شغف خاص بالمبدع .. لكنه في كل الحالات شغف يبتعد تماما عن مفهوم الشغف الجسدي ، لأن الشغف الجسدي له تسميات أخرى ، لا علاقة لها بالإبداع .. ولست أدري لماذا أتذكر دائما قول الشابي في هذه الحالة :
أنت لم يخلقك الله ليقربك النا س ولكن لتعبدي من بعيدي
فالاقتراب احتراق لحالة الإبداع .. وإذا كانت النساء اللواتي يمنحنك الجسد أكثر من القدرة على الإحصاء والعد .. فإن المرأة القادرة على الإلهام تكاد تشكل حالات استثنائية نادرة .. لذلك يهمك أن تصون مثل هذه الملهمة برموش عينيك لندرتها وتفوقها وتشكيلها الآتي دائما من الحلم والضوء والقدرة على أن تسمّرك في مكانك دهشة وجذبا وروعة ..
اثنتان لا أظن أنهما يمكن أن تتكرر الواحدة منهما في سطور شعري وقصصي ..
الأولى هي الشاعرة المغربية حبيبة الصوفي .. شاعرة صاغها الشعر وأبدعها الخيال.. أعطتني " القصيدة الصوفية " وهي القصيدة التي لا يمكن أن أكتب مثلها في حياتي كلها شكلا ومضمونا وبنية وتدفقا .. هذه الشاعرة تكاد تكون ملهمة الملهمات كونها مسكونة بالإدهاش والروعة والصفاء والنقاء والعطاء .. شاعرة تبقيك في عالم الشعر إلى ما لانهاية وقدرتها مذهلة على توليد الشعر ، وعلى كتابته أيضا .. أحيانا أشعر بالحنين القاتل إليها .. أحيانا اكرهها لبعدها .. لكنها تبقى داخلي ملهمة من ذهب ، فتحول كل كرياتي إلى عالمها ..
امرأة ثانية مدهشة هي الشاعرة السورية نيروز جبيلي .. أعطتني الكثير من قصص مجموعتي " امرأة تسرج صهوة الروح " الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب ، والعدد الكبير من قصائدي في ديوان " خذي دحرجات الغيوم " الصادر عن وزارة الثقافة السورية .. إضافة إلى العديد من القصائد .. نيروز ، مثل حبيبة الصوفي ، تكاد تكون آلهة للإلهام .. امرأة تشعل العالم بالسحر .. حين أجلس إليها تتوقف كل الأشياء ولا يبقى إلا الشعر والإبداع .. قد يسال سائل وهل تحبك هذه أو تلك ؟؟.. أقول بكل الصدق : هذا لا يهمني في شيء .. فالملهمة تبقى ملهمة ، ولا يطلب منها أن تحب من تلهمه .. يكفيها علوا وعظمة وقيمة سامية ، أنها السبب في خلق القصيدة أو القصة .. هل يعني ذلك غياب الأخريات ؟؟..
ربما سأكون فجا بعض الشيء في الإجابة .. لكن للحقيقة ، فهاتان الرائعتان الآتيتان من عالم الضوء كانتا الأكثر إلهاما وتأثيرا في مسيرة إبداعي .. ولا يهم أن تقوم القيامة علي ما دمت انوي الصدق في هذه اليوميات ..
4/ 4/2006
امرأتان لهما نفسي وعمري
سأدخل الآن في منعرج صعب جدا يطول شرحه .. إذ الحديث عن هاتين يشكل بالنسبة لي مأزقا لا أعرف كيف أصفه .. السيدتان هما الشاعرة المصرية فابيولا بدوي وابنة خالي الأديبة الفلسطينية هدى الخطيب .. ومكمن الصعوبة شدة قربهما حتى أنني اشعر أن كل واحدة منهما لا يمكن إلا أن تكون في داخلي أو " أنا " .. كيف حدث ذلك لا ادري .. الواحدة منهما حبيبتي وشقيقتي وذاتي ومرآتي وكل شيء حتى النبض .. هما لا تعرفان ماذا تشكلان بالنسبة لي .. أو تعرفان لا ادري .. فابيولا تقول لي حبيبي فأشعر بأن الكلمة بحر ، وأقول لها حبيبتي فتشعر بأن المفردة تملأ العالم .. أقول لهدى حبيبتي ، وتقول لي حبيبي ، وكل المفردات مسكونة بالقرب والقرابة وشدة الوله بالذات .. حين تسللت كل واحدة منهما إلى داخلي ، كنت على وعي تام بأن الروح تعانق الروح ، بعيدا عن ضيق المفردات ووقوعها في شباك الجسد وتلك المتعة العابرة .. كل واحدة منهما بالنسبة لي اكبر من ذلك بكثير ، واهم من ذلك بكثير ، وأعظم من ذلك بكثير .. كلتاهما الجمال والرقة والروعة والأنوثة المطلقة والأدب العالي .. لكن لا أستطيع التفكير بكل واحدة منهما إلا على أنها نفسي وعمري وذاتي .. أقول حبيبتي لكل منهما فاشعر بتساقط النور والضوء والأمان .. أخشى عليهما خشيتي على بصري وعمري .. سبحان الله .. كل واحدة منهما لها خصوصية وجودي .. إذا قلت هدى أو فابيولا شقيقتي ، أشعر أنها أكثر من ذلك .. إذا قلت صديقتي أشعر أنها أكثر من ذلك .. يمكن ذات يوم أن أتنفس من خلالهما ، وأن يتنفسا من خلالي .. قمة حيرتي تكمن في أنهما لحمي ودمي ونبضي وكرامتي وشموخي وضوء أيامي .. أخشى على كل واحدة منهما من النسيم .. اشعر أن الواحدة منهما ابنتي ، ثم شقيقتي ، أو عالمي كله .. وأخاف كثيرا أن ينتهك هذا العالم من أحد .. علاقة غريبة .. لكنها مسيجة بعمري ونفسي ، ومحمية بأنفاسي ونبضي وكل ما املك من ساعات في هذه الدنيا ..
حين يجتاحني التعب أتمنى أن تكون واحدة منهما قربي لأفرد دموعي وأطلال ذاتي على كفيها .. غريب هذا الشعور .. أيمكن أن يكون الحنين إلى الطفولة بوجود امرأتين استطاعتا أن تعبرا حياتي إلى هذا الحد ؟؟؟.. صعب أن تكون الأنثى في يوم ما الأخت والبنت والأم والصديقة .. يحتاج الأمر إلى دق أبواب المستحيل .. لكنهما كانتا .. لذلك هما حبيبتاي بصدق .. حبيبتاي بمعنى الحب الذي يتجاوز كل حدود الجسد والمتع العابرة .. هما نفسي وإيماني ويقيني وإحساسي بجمال الدنيا .. أدير ظهري وأعرف أنهما يحميان العمر من كل خطر .. وتدير الواحدة منهما ظهرها ، وتعرف أنني احميها بعمري .. لذلك حين أصرخ بكل وجداني لهدى أو فابيولا " أحبك " فإنني أقولها بكل ثقة غير هياب ، فحبي لهما ناصع كالثلج ، نظيف واسع كالمدى .. إنهما الروح والنفس وجزء من تكويني ..
5/4/2006
[/align]
[/frame]
[frame="2 10"]طلعت سقيرق فلسطيني من مدينة حيفا ...ولد في طرابلس لبنان 18 آذار 1953، نشأ منذ الطفولة في دمشق وفيها تلقى علومه حتى نهاية الثانوية، حيث درس بعدها في جامعة دمشق وحاز على الإجازة في الأدب العربي عام 1979.. عمل في الصحافة/ومازال/منذ العام 1976.. وهو المسؤول الثقافي في مجلة ((صوت فلسطين)) منذ العام1979.. ومدير مكتب/سورية ولبنان/لجريدة ((شبابيك)) الأسبوعية التي صدرت في مالطا منذ العام1997 ثم مستشار التحرير فيها حتى توقفها عن الصدور.. ومدير دار (المقدسية) للطباعة والنشر والتوزيع في سورية حتى العام 2001م.. صاحب ورئيس تحرير مجلة ((المسبار)).... ..رئيس رابطة المسبار للإبداع العربي ...صاحب دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع ..
توزعت كتاباته بين الشعر والقصة والرواية، والقصة القصيرة جدا، والنقد الأدبي، كما كتب المسرحية ذات الفصل الواحد، وقد قدم بعضها على خشبات المسرح، وكتب الأغنية الشعبية التي غنتها فرق كثيرة وقدمت في الإذاعة والتلفزة في عدة دول عربية.. كتب في الكثير من الصحف والمجلات العربية.. كما أذيعت بعض أعماله الشعرية والنقدية من عدة إذاعات.. تناول النقد أعماله الإبداعية في الكثير من الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة العربية.. أجريت معه حوارات كثيرة تناولت أدبه في التلفزة والإذاعة والصحف والمجلات .. عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.. عضو اتحاد الصحفيين في سورية..عضو اتحاد الكتاب العرب .. عضو رابطة الأدب الحديث/مصر...ترجمت بعض أشعاره وقصصه إلى الإنكليزية ..من الجوائز التي نالها جائزة تحية لأطفال الانتفاضة /وزارة الثقافة في سورية 2001... /من أعماله :
في الشعر :
• ((لحن على أوتار الهوى)) 1974..
• ((في أجمل عام)) 1975..
• ((أحلى فصول العشق)) 1976..
• ((سفر)) قصيدة طويلة 1977..
• ((لوحة أولى للحب)) 1980..
• ((هذا الفلسطيني فاشهد)) 1986
• (( أنت الفلسطيني أنت)) 1987
• ((أغنيات فلسطينية)) شعر محكي/1993
• .. ((قمر على قيثارتي)) 1993
• ((ومضات)) شعر/بطاقات ديوان مفتوح زمنيا ـ صدرت منه بطاقات متفرقة في الأعوام 1996، 1997، 1998 ،19999 ،2000
• ..((القصيدة الصوفية)) 1999
• " خذي دحرجات الغيوم " / وزارة الثقافة 2002
• "بستان الروح " 2005 / نشر إلكتروني
في الرواية :
• ((أشباح في ذاكرة غائمة)) 1979
• ((أحاديث الولد مسعود)) 1984
في القصة القصيرة :
• (( الأشرعة )) اتحاد الكتاب العرب بدمشق/1996
• ((احتمالات)) اتحاد الكتاب العرب 1998..
• ((الريشة والحلم )) اتحاد الكتاب العرب / 2001..
• (( امرأة تسرج صهوة الروح )) اتحاد الكتاب العرب / 2003
في القصة القصيرة جدا :
• ((الخيمة)) 1987..
• ((السكين)) 1987
ببلوغرافيا :
• " دليل كتاب فلسطين " دار الفرقد 1998
نقد :
• ((الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني)) اتحاد الكتاب العرب / 1993....وطبع عدة مرات في الوطن المحتل ..
• ((عشرون قمراً للوطن)) دار النمير- دمشق 1996
• ((الانتفاضة في شعر الوطن المحتل )) دار الجليل /1999
نصوص :
• .. (( زمن البوح الجميل )) / مشترك مع ليلى مقدسي/1999....
• .. " إشارات " زوايا صحفية / نشر الكتروني / 2001
قصص للأطفال :
• .. " هيفاء وضوء القمر " / نشر الكتروني / 2000..
[/frame]
|