نسائم قرآنية : الحلقة الرابعة عشر
الآية : .. قال الله تعالى .." إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا , فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هي العليا , والله عزيز حكيم ." .. التوبة ..40 .
*******
قلوب بالشرك مفتونة , ورماح للقتل مسنونة , وصدور من حقدها تئز , ونفوس بغلها تنز , وجائزة مغرية يسيل لها اللعاب , وحوافر خيل تدك التراب , ورأس محمد أغلى ما تشد إليه الركاب .
... لكن ,, حين تكون النفس مطمئنة إلى قدر الله , لا يطرق الحزن بابها .
... حين تكون شغاف القلب مخدعا لمحبة الله , لا يعرف الهلع إلى الفؤاد سبيلا .
وهاهو خير البرية و سيد البشرية , محمد صلى الله عليه و سلم , يهدئ من روع صاحبه , ويقول له : " لا تحزن , إن الله معنا " .
لا تحزن ... أتحزن و أنت في حمى القاهر الذي لا يقهر ؟ أتحزن وأنت بين يدي الغالب الذي لا غالب سواه ؟ أتحزن وأنت في عين العلي الذي يعلو و لا يعلى عليه ؟ .
إقرأ معي الآية ثانية , ثم اطمئن . إطمئن يا صاحبي ما دمت في عصمة الواحد الديان , إطمئن ولا تحزن , فالحزن مفتاح الضنك و سبيل الخسران , إطمئن يا صاحبي ينقشع عنك كل هم و ينكشف كل غم .
وتبلغ بإذن الله شاطئ الدعة و الأمان .
للحديث بقية
حسن الحاجبي
|