رد: هااااام جدا
السيدة الكريمة نزهة المكي:
أثارت مقدمة مقالك المفعم بالمشاعر الإنسانية النبيلة موضوعا شائكا، فقد استحضرت مساهمة الشعب العربي في مساعدة الفلسطينيين، الجماهير تتقاسم الأحزان و الهموم، غير أن تغييرا ثقيلا طرأ في العقل الجماهيري العربي بفعل تقادم الأزمة الفلسطينية و تراجع التيار القومي العربي المنادي بالوحدة و التقدم و المقاومة و الذي تعرض لنكسة جسيمة في بغداد عقب انهيار نظام البعث، في أحدث تفاعل لهم مع مأساة غزة استهوت المشكلات الإجتماعية الخطيرة الشباب العربي، فالإستقرار المادي و المعنوي في كل البلدان العربية هاجس يرافق كل تحركات الشاب العربي، حتى أن مفهوم الإنتماء القومي و العقدي الذي يربطه بفلسطين فقد لمعانه المعهود لصالح اعتبارات و تحديات أكثر أهمية و تأثيرا في تقديره من تحمل أعباء الأمة العربية.
لدى حديثنا عن وعي الشعب العربي بقضاياه المصيرية، فجدير بنا أن نمنح التأطير الحقيقي لتفاعله، شباب المجتمعات العربية يختلفون في التوجه و الإبداع عن شباب الخمسينات و الستينات الذين استطاعوا تأسيس حركات فكرية عملاقة(الحركات القومية و حركة الإخوان المسلمون) أسهمت في تأثيث تاريخ القرن العشرين لأمتنا العربية. و رغم أن المعضلات التي واجهها الجيل السابق تشبه هواجس الجيل الحالي إلا أن مسلكي ملء الحاجة الأيديولوجية و الحاجة الحقوقية متناقضين في تصور كل جيل.
دام لك السلام و السمو
|