[رشيد الميموني]

بسم الله الرحمن الرحيم ..
علينا أولا أن نعي أن كل طفل يولد صفحة بيضاء وعلى الفطرة كما بين ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ..
إذن فالأسرة تكون هي المنطلق ثم يبدأ الاحتكاك بالوسط الخارجي .. أصدقاء الحي ثم زملاء المدرسة .. وفي كل هذه المراحل يواجه الطفل عدة مؤثرات تتفاوت في قوتها و خطورتها .. وحين يبلغ سن التمدرس يكون قد بدأ مخزون هذه المؤثرات يسري مفعوله ..
العنف له مسببات .. اجتماعية ونفسية و اقتصادية و تربوية .. وكلما زاد أو نقص تأثير أحد من هذه العوامل كان العنف منعدما أو قويا ..
وقد لا تكون العوامل الاقتصادية المتمثلة في الفقر و كثرة الأولاد من وراء هذا العنف ، لأننا قد نجد مثل هذه العينة من الأسر وقد ترعرع أبناؤها متخلقين و مؤدبين ..
في رأيي الشخصي المتواضع ، و باختصار ، تكمن أسباب العنف في ما يلي :
1- انتفاء التواصل بين الأباء و ابنائهم .
2- القسوة المبالغ فيها من طرف الوالدين والعقاب الجسدي العنيف .
3- تأثير البرامج التلفزيونية التي تجعل الطفل يستأنس بالعنف و يألفه كشيء عادي .
4- مرافقة اصدقاء السوء بعيدا عن رقابة الوالدين .
5- التعرض لموقف ظالم سواء في البيت أو الشارع أو في المدرسة .
6- الشعور بالإحباط عند مقارنة الطفل لحالته الاجتماعية و ما يقدم في وسائل الإعلام من برامج لا تهم إلا الميسورين .
7- العيش في وسط عائلي يطبعه العنف بين أفراد الاسرة .. الأب مع الأم .. الأخ مع الأخت أو الأخ ..
8- الرغبة في تحصين النفس ضد أي اعتداء و الظهور بمظهر القوي عملا بمقولة : الهجوم خير وسيلة للدفاع .
9- التعبير عن الحرمان و لفت الانتباه .
هذا بعض ما اعتبره عاملا اساسيا في ميل أي طفل للعنف .. ويبقى دور الأبوين حاسما في توجيه هذا الطفل وتجنيبه الوقوع بين براثن العنف وذلك بمراقبته و التواصل معه و الانصات إليه خاصة في مرحلة المراهقة ، بل ومصادقته وقضاء أطول وقت في مرافقته .. والعمل ايضا على تحميله بعض المسؤوليات و غض الطرف عن بعض أخطائه التي قد لا تكون ذات أهمية ..
مرة أخرى ، أختي ناهد ، تابين إلا أن تقدمي اهم المواضيع الحساسة للنقاش ..
شكرا لك ودمت بكل المودة .