عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 01 / 2008, 43 : 01 AM   رقم المشاركة : [10]
هشام البرجاوي
ضيف
 


رد: نافذة على العالم الآخر / سلسلة قصصية

الأستاذة هدى:
تاريخنا مسجور بالشخصيات العملاقة التي حاولت كتابات غير منصفة تزييف اسهامها العميق في بناء المعرفة الإنسانية، استفدت كثيرا من قصة الملك المقدسي صادق، التي تتشابه في ملامحها الكبرى مع التحريف الذي لحق سيرة الخليفة العربي المسلم هارون الرشيد و الرئيس العراقي صدام حسين الذي اجتازت كتابات التزوير التي استهدفته حزب البعث لتشوه الفكر القومي.
أستشف من اختيار الروح( من حيث دلالتها المركزية على الإعتقاد الطاهر، في جميع الأشكال الثقافية العالمية و من ضمنها الثقافة العربية الإسلامية التي تدمج أسرارها في سياق المعرفة الغيبية) كمدخل للموضوع، وعيا مكتملا بأهمية مواقف القادة الكبار في تاريخ الإنسانية الذي لا يختزل في سؤال البحث عن الإطمئنان المادي، فالإنسانية قوة ابداعية مطلقة رديفة للقوة الإلهية، في مخيالنا المرتبط بعقيدتنا الإسلامية. على المستوى الكرونولوجي، لا يتحقق استيعاب دور الحاكم أو النظام السياسي إلا بعد فترة زمنية،لا يهم امتدادها،من انتهاء حركيته التاريخية. و هذه الفرصة المتكررة في التاريخ تمنحنا المجال الفسيح للتأثير كمؤمنين بتصورات اصلاحية.
كما أنني مؤيد لتزويد الحقيقة التاريخية بالبعد الوجداني الميثولوجي داخل حدود غاية تعزيز القيمة التأثيرية أو المفعول الإقناعي شرط أن تستمد الصفة الوجدانية من أوصاف الشخصية المدروسة، و قد تحقق هذا الشرط في طريقة اعادة ابراز مميزات عهد الملك صادق.
و بفعل ايمانك بصدق الحقائق التي تدافعين عنها، فإن استخدام الروح و مفرداتها مستلب من الأسلوب الذي افتتح به الله القرآن الكريم، لم يبدأ بالتبيئة، و إنما بالتصريح المباشر بأن ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. هذه البداية فوق الإنسانية تشير إلى مكتسبات جاهزة، يحق للجهد العقلي أن يحاول في منحى الإقرار أو في منحى التفنيد، لكنه مضطر أمام النتائج المتتابعة إلى اختيار الشكل الأكثر اكتمالا للمنحى الأول: المنحى التطويري أو ما نسميه الإجتهاد.
لننسخ هذه الملاحظة على محاولات و عمليات اصلاح القناعة التاريخية للمواطن العربي، الفعل وقع و لا نملك القدرة لتغييره في توقيته الدقيق(استحالة الفعل وضد الفعل أو رد الفعل في نفس الزمن)، لكننا نستطيع التأثير في عملية التأريخ.
دام لك السلام سيدتي الكريمة.
  رد مع اقتباس