الأستاذة القديرة الفاضلة ناهد شما :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إسمحي لي أن أشكرك على طرح هذا الموضوع الهام .. وهو النظافة في المدارس ، وهو جزء لا يتجزأ من سلوكيات الفرد و تعامله في بيته و مجتمعه .
سأسرد بإيجاز شديد تجربة فريدة طُبقت علينا و نحن طلاب في المرحلة الثانوية :
أتشرف بإنتمائي و تخرجي من مدرسة النقراشي النموذجية ( في القاهرة ) .. وكان منذ أيام اللقاء السنوي لخريجي المدرسة .. وإحتفلنا بمرور 30 عاماً على التخرج من المدرسة الثانوية .. ويقام هذا اللقاء السنوي في أحد قاعات الفنادق الكبرى بالقاهرة .
كنا نرتدي زي موحد بنطلون و قميص باللون البيج و جاكيت و رباطة عنق باللون الأحمر العنابي .. وندرس بنظام اليوم الدراسي الكامل ( من السابعة صباحاً حتى الخامسة مساءً ) .
يكلف إسبوعياً فصل كامل من المدرسة بمهمة كبيرة وهي " الإدارة المدرسية " .. و هذه المهمة تشمل المهام التالية :
المحافظة على النظام في المدرسة .. الحضور الصباحي .. الطابور الصباحي .. كشوف الغياب و الحضور في الفصول .. النظام داخل أروقة المدرسة و في الملاعب و المطعم .. الإرشاد و التوجيه الطلابي .
نظافة المدرسة و رفع التقارير الدورية للمشرف عن أفضل و أنظف الفصول و الأماكن في المدرسة.. المسرح ..الملاعب .. المطعم .. المقصف ..الحدائق .. وذلك بين الطلاب بالتناوب و تغيير الأماكن ( بإستثناء المطبخ ) .
تجديد و تطوير المدرسة و إصلاح أي شئ خرب في المدرسة . دهان الفصول .. زراعة النباتات .. زينة المدرسة ...
مساعدة مدير المدرسة والإداريين في تسهيل عملهم .
يتولى إدارة هذا النظام الإسبوعي مشرف الفصل .. ويعلن في نهاية كل فصل دراسي عن الفصل والمشرف المتميز .. مع منحهم شهادات تقدير و مكافآت مالية مجزية
لم نكن في حاجة إلى رقابة أو كاميرات خفية أو نظام العقاب أو الحرمان.. و العجيب أن كل هذا كان من منطلق حبنا كطلاب لمدرستنا و معلمينا و مجتمعنا .
إنها تجربة الإدارة المدرسية بواسطة الطلاب .. وهي بلاشك تجربة فريدة من أيام التعليم التربوي الراقي .. أيام الزمن الجميل .. تحياتي لكل هذا الجيل .
د. ناصر شافعي