[رشيد الميموني]

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الأخت الفاضلة ناهد ..
هي مسألة تربية فقط .. منبعها و بذرتها الأولى هي البيت .. فمن شب على شيء شاب عليه و التعلم في الصغر كالنقش على الحجر كما تعملنا دائما من أساتذتنا الفضلاء .. ثم ياتي بعد ذلك دور المدرسة في التوجيه و التكوين مع التنسيق التام مع الأسرة .. بحيث تكون المراقبة و العناية بالنشء حتى لا يتعرض لانحراف في المبادئ التي ترعرع عليها ، خاصة وهو مقبل على حياة الاختلاط بأقران الحي و زملاء المدرسة ..
و الطفل عادة ما يقلد .. فإذا بدأنا بأنفسنا كآباء و أولياء الأمور ، فإن الناشئة لن تجد في تصرفاتنا تناقضا مع نصائحنا و أوامرنا .. و كثيرا ما رأيت تصرفات مؤسفة من البالغين في الشوارع ، كأن يلقي مثلا أحدهم بمنديل كلينكس خارج السيارة أو يلقي بعلبة السجائر الفارغة على الرصيف و الأولاد يشاهدون ذلك ..
النظافة تتطلب أولا تلقائية من النشء ثم يتبعها زجر ليكون عبرة للآخرين .
ومن المحبذ ألا يكون الزجر قاسيا بل عبارة عن توبيخ خفيف بعيد عن الأعين .. يتبعه تشجيع و تحميل للمسؤولية حتى يحس المذنب أنه ينتمي للمجموعة و غير معزول عنها ..
و الجميل أنه كان لدينا يوم في الأسبوع يسمى "يوم تنظيف القسم" ، فيغسل بالماء و الصابون و يكون الجو كله مرحا و متعة ..
ولهذا فإذا كانت هذه الحصة غير ملزمة و تلقائية فإني أفضلها ، لأني لا أحبذ الإكراه في أي عمل ما .. بحيث لن يعطي النتائج المرجوة .. وأفضل أن تطرح الفكرة فقط من طرف المسؤولين و تترك المبادرة للطلبة كي ينظموا طريقة التنظيم حسب رؤيتهم .
تحياتي .