[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/60.gif');border:7px outset black;"][cell="filter:;"][align=justify]

صديقتي أندريا.. وأنا.. والموت

لا أريد أن أصدق أن أندريا ماتت،كيف يموت جزء من حياتي ونفسي وقلبي وأنا على قيد الحياة؟!

أبعدوا هذا الكأس المر عن شفتي، أعيدوا لي سنوات طويلة من عمري وأيامي
محاصرة أنا بأحزاني وذهولي لا شيء يثبت أني على قيد الحياة غير دموعي التي تسيل وتسيل وتأبى أن تتوقف..

* هدى أنا بات كيف حالك وكيف شادي وأمك وأختك و..

- بات - لماذا أنت الذي تتصل؟

* أندي أوصتني أن أقول لك أنها تحبك جدا وتحب..

- أعرف أنها تحبني لماذا توصيك ولماذا تتصل؟؟
* ...
- لماذا تتصل أنت ؟
* ...
- ماذا حصل؟
* ...
- هل؟... لا أرجوك لا تقولها!

* ...
- بات
* بلى يا هدى يؤسفني أن أوجعك - رحلت الحبيبة- أندريا لم تعد في هذا العالم
رحلت منذ قليل بكل روعتها وحنانها وقلبها الكبير، الطيبون معظمهم يرحلون مبكراً
هي آسفة لأنها لم تستطع أن تفي بكل ما عاهدتك عليه

..........................

لكن..

- هالو هدى بدأت أتحسن وسنزوركم قريباً في مونتريال أنا وبات ومرغريت، آه يا صديقتي كم أنا مشتاقة لك وللأسرة جميعاً، قبليّ السيدة بهية عني ، مشتاقة لكم جداً ولخفة ظل شادي ومزاحهما هو وبات ومرح نجلاء وتبولتها الأطيب على الإطلاق.
......

- هالو هدى يا صديقتي هي انتكاسة بسيطة، بسيطة جداً اطمئني عليّ سأكون بخير وسأزوركم قريباً في مونتريال

أكيد أنت بخير؟

سأكون بخير اطمئني هدى

........... وكانت النهاية...............

أندريا يا صديقة العمر

هل حقاً طواك الزمن ورحلت إلى البعيد إلى حيث رحيل الرحيل ؟!!

أشعر يا صديقتي بالبرد.. بالغربة.. حين ينهار الجسر الذي يصل ما بين عالمي وهذا العالم الذي أتيته ذات يوم غريبة وبقيت أشعر بوحشة وانفصال عنه حتى عرفتك وتوطدت أواصر الصداقة فيما بيننا..
خلف الأفق تبتعدين ووجهك الحبيب يغيب ويبتعد خلف حدود الريح والسفر وكأن كل السنوات ما كانت إلا سراباً وأنا كصفصافة حزينة مغروسة على درب الرحيل.. أتابع كل شمس حبيبة تفرد دفئها على أغصان عمري ثم ترحل وتغيب خلف الأفق.. وأنا هنا.. مسمرة هنا أتقوقع داخل أحزاني أنزف يأسي الذي يأبى إلا أن يطغي على أيلول الحزين ليفوق حزني حزنه..
إنه الخريف موسم الرحيل عابرون نحن بكل أحلامنا وأفراحنا وأحزاننا ولا يبقى منا إلا "كان هنا ذات يوم " كانت هنا تضج حياة وحيوية.. كان هنا.. كانت هنا.. أندريا كانت ذات يوم هنا ولم تعد!
وجرعة الحزن مرّة.. جرعة الحزن على أناي التي كانت عندك لي وموت جزء مني أنا كان فيك، أبكيني فيكِ وأبكيكِ فيّ وبعض ذاكرتي التي استحالت سراباً مع موت ذاكرتك وانقطاع ذلك الحبل الذي كان يربط بينهما..
حقاً لا أعرف يا صديقتي الغالية ورفيقة سنوات طوال إن كنت أبكيكِ أم أبكيني وهل خسرتك أنتِ أم خسرت بعض عمري وجزء من كياني
مرايا الروح تعكس صورك وكل تفاصيلك في حياتي وفي حدائق الذكريات بلابل تنوح فوق أغصان ذاكرتي والموت هذا الجاثم يكتم أنفاس أيامنا وذكرياتنا ويغتال خطواتنا ويأخذ بسنواتنا إلى مقصلة الإعدام..
إنه الموت حين تبكي علينا كل أماكن الذكريات وتشتعل حروفك والرسائل التي تحمل بصماتك تنكأ جراحي وتغتال أحلامنا المشتركة التي لم نحققها بعد وأراها موجوعة نامت في باطن كفي واحترق كفي من لوعتها حين اشتعلت ذكرياتي معك بأدق تفاصيلها واحترقت حزناً على حزني..
حيفا هناك ما زالت تنتظرنا ومنزل جدي وحلم السنوات الملحّ الذي كنا ننسج تفاصيله ونلحّ على تحقيقه معاً وكل ما قمتِ يا صديقتي بجمعه من تفاصيل ومعلومات كي نحقق هذا الأمل في الرحلة إلى حيفا ودخول بيت جدي وعتبك عليّ للتأجيل المستمر كل عام وخشيتي من هذه الرحلة.. كله يا صديقتي استحال سراباً وأضغاث أحلام!!
لن نذهب أبداً معاً إلى حيفا

لا أستطيع أن ألوم روحك التي تركتني وحيدة مع أحلامنا وأمانينا المشتركة وكل الذكريات ولعلّ روحك هنا تشاركني النحيب.. عليّ .. عليكِ.. على أيامنا
وستبقى الذكريات تؤرقني وكل الدروب والأماكن التي سرنا فيها معاً تفترس ابتسامتي وترفض استقبالي وحدي من دونك.. فللأماكن حنين وذاكرة ووفاء..
وأنا هنا على درب الرحيل مسمرة أنتظر محطتي كلما اعتصرني الشوق لكل الأحبة الذين رحلوا..
وأنت.. أنت يا أندريا صديقة العمر قبل الرحيل وبعد الرحيل ولن يغتال الموت صداقتنا أبداً وستبقين حية في ذاكرتي وقلبي

Andy.jpg
[/align][/cell][/table1][/align]