28 / 09 / 2009, 46 : 09 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
شاعرة، ناشطة في اليونان وأوروبا في مجال حقوق المرأة والطفل وعضو مجلس إدارة المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة
|
هل كان حباً؟؟!
عادت اليها ذكرى بعيدة جعلتها تبتسم ..
تذكرت حينما اعترت وجهها ابتسامة الغرور وهي تراه يحوم حولها، يقترب منها ويتحدث في اي شيء ليلفت نظرها، كانت تعرف كم هو معجب بنفسه، وكم هو مستعصٍ على الفتيات. انها تعرف انه فخور بنفسه ووسامته وثقافته وشبابه، وتعرف كيف يتهامس حوله الناس.. ولذلك ابتسمت غرورا حينها. فهي لم تفعل شيئا للفت انتباهه، بل لم تحلم بذلك يوما. ولكن هذا اليأس جعلها تزهد فيه، وربما هذا الزهد هو ما جعله ينجذب اليها بهذا الشكل الواضح !
هذا ما فسرت به اهتمامه بها .. وارتاحت حينها الى ذلك التفسير..
ومع ذلك ظلت زاهدة فيه، لانها لم تتوقع ان يتطور يوما انجذابه هذا الى اهتمام حقيقي.. او.. ربما حب..!.. لا.. انها لم ترد ان تفكر في ذلك.. كانت متأكدة انه سينساها بمجرد ان تنتهي تلك الاجازة التي جمعت كل اطراف العائلة الكبيرة في احد المصائف الشهيرة..
تذكر عندما قامت من جلسة السمر واعتذرت من الجميع بأنها مرهقة وتريد النوم.. مع انها كانت مستمتعة لابعد حد بأحاديثهم ورواياتهم.. فلطالما كانت هذه العائلة المتفرقة في جميع انحاء العالم تجدد روح التقارب والمرح في لقاءاتها الصيفية التي تأتي بشكل عفوي بلا تخطيط او اتفاق، فيتهاتفون ويتنادون حالما يصلون الى دمشق، ويتفقون على قضاء الاجازة معا كبارا وصغارا..
تبعها بعينيه بشكل لفت نظر البعض، ثم لم يتمالك نفسه وهو يراها تبتعد فقال لها: ابقي قليلا.. فلم يأت دوري بعد ولم اسرد لكم قصتي العجيبة مع فرقة السكوربيونز في لندن..! وضحك وقد احمر وجهه ..
لقد شعرت بكبريائه يسيل ارضا وهو يقول كلماته هذه في محاولة يائسة لابقائها.. فنظرت في عينيه وقد تعلقتا بملامح وجهها في استعطاف ..
ابتسمت له ثم قالت: اسمعها لاحقا.. وانصرفت.. ولم تتجرأ ان تلتفت بعدها لترى وجهه بعد هذه الصفعة القوية..
تجنبها بقية الاجازة.. وقلل من كلامه معها.. ولكنها كانت تشعر بعينيه تلاحقانها اينما ذهبت، وبآذانه تصيخ سمعا لأي شيء تقوله مهما كان سخيفا..
لاتذكر ماالذي حصل الا انها لم تره بعدها لمدة طويلة..
تذكر عندما أشاحت بوجهها متهربة من عيني امها حينما قالت لها: سمعت ان فلانا يبحث عن عروس! فرفعت كتفها في لامبالاة وحاولت اصطناع الفكاهة فقالت.. سيجد.. سيجد عروسا، لاتشغلوا بالكم كثيرا.. عين الله عليه ما ناقصه شيء.. ووضعت رأسها في كتابها وقلبها يكاد يخرج من صدرها من شدة خفقانه..
تمددت على السرير وهي تسترجع كل هذه الذكريات، وتبتسم وكأنها تسافر في عالم آخر.. تبتسم لايام الشباب، والحرية، والحب..!
الحب؟؟ - قفز السؤال في وجدانها -
هل كان حبا؟!!
صحيح انها كتبت عنه كثيرا في دفاترها، وفي هوامش الكتب.. فهل معنى هذا انه كان حبا؟!
وصحيح ان لسانها انعقد عندما صادفته في مدينتها قبيل سفرها فلم تستطع ان تقول جملة مفيدة واحدة وهي تتلعثم في الكلمات.. كان بريق عينيه يتراقص بفرح عجيب عندما شاهدها.. ولا تنكر ان ذلك اللقاء اسعدها جدا..!
فهل كان حبا؟!
ضاقت اتساعة ابتسامتها عندما تذكرت انها رأته في منامها بعد سنوات في غربتها وقد جاء اليها معترفا بحبه ورغبته في الزواج منها.. لقد كان قطعة من الجنة ذلك الحلم السعيد.. الغريب في الامر انها عندما رأت ذلك الحلم كانت ليلتها قد صلت صلاة الاستخارة في امر زواجها من شاب تقدم لخطبتها.. فكان ذلك الحلم سببا في رفضها الزواج من ذلك الشاب..ومن غيره.. وغيره..!
مرت سنوات وسنوات منذ ذلك الحين.. لماذا تعود هذه الذكرى بهذه القوة الآن..؟ وقد اخذت الان حياتها منحى يبعد كل البعد عنه.. !
عاد اليها السؤال.. هل كان حبا؟؟.........
خفق قلبها بشدة ولم ترد ان تسمع جوابا..
وتهدّجت انفاسها وسالت دمعة في غفلة منها .. ثم دمعة.. فدمعة..
ولم تصحُ الا وقد علا بكاء صغيرها، فهرعت اليه وهي تمسح دموعها، مصطنعة ابتسامة في وجه زوجها الذي كان ينظر اليها مندهشا..!!
هلا
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|