[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/60.gif');border:4px inset black;"][cell="filter:;"][align=justify]
الأخ الغالي أستاذ رشيد تحياتي لك..
بداية اسمح لي أن أشكرك على رثاء أندريا الذي تفضلت بكتابته باللغة الفرنسية وثانيا أن أشكرك على هذه المداخلة الرائعة التي لمست فيها ملياً مشاعر الأخ تجاه أخته وحرصه عليها وعلى قلمها..
معك كل الحق بشأن ابتعادي عن الكتابة واستسلامي لهذا البعد وأنا كنت وعدت نفسي ووعدت شاعرنا الأستاذ طلعت وها أنا أعدك على العودة للكتابة والمضي في استكمال كل ما كنت بدأت به وإن شاء الله سأعطي لنفسي مجدداً فرصة للكتابة
الكتابة أساسها إلحاح وهاجس وحاجة نفسية تفرض نفسها لكن كثرة المشاغل وتنوعها وضيق الوقت والشعور الدائم بالإرهاق والتعب والركض خلف عقارب الساعة يؤدي إلى جفاف منابع الحروف والعقل المرهق لا ينتج، لعلي فقط أحتاج إلى إعادة تنظيم وقتي وساعات النوم
أشكرك من كل قلبي على هذا الاهتمام
المحبة هي مصدر إنسانيتنا والوفاء جوهر الإنسانية بلا أدنى شك والصديق الحقيقي لا يعوض
نحن نفقد مع رحيل كل عزيز علينا بعض منا ومن حياتنا، نبكي سنوات عشناها وبناء إنساني بنيناه ، مع كل موت جزء منا يموت حين أدرك أن محطتي هي المحطة الأخيرة والموت الوحيد الذي لن أبكيه..
أندريا كانت متحمسة جداً لنور الأدب، هي ليست خبيرة بالانترنيت ودخول المواقع التحرير ولعل نور الأدب هو الموقع الوحيد الذي دخلته وتابعته وكانت تتمنى أن يكون لها زاوية فيه ولكن كان لديها مشكلة وكثيراً ما تكتب ويضيع منها ما تكتبه ولا تعرف كيف تنشر وأنا قصرت في تعليمها وكثيرا ما طلبت أن أنشر لها حين أتمكن من فتح إيميلاتها لي مجدداً سأجد كم كبير مما أرسلته لي للنشر في نور الأدب حين بدأ يتعبها المرض، والحقيقة أنها كانت تقرأ كثيراً وتتابع خصوصاً الشعر والقصة باللغة العربية ( كانت تفهم العربية ) وتستعين بالقاموس حين لا تفهم بعض الكلمات.
أندريا شخصية فريدة، تجد عدد لا بأس به من الغربيين عندهم كم من الحس الإنساني والنبل وتجدهم متعاطفون مع القضية الفلسطينية ، لكن أندريا لا تستطيع أن تضعها في هذا التصنيف فهي أقرب من أن تكون مجرد متعاطفة،
كل من تعرف على أندريا من خلالي من أبناء الجالية كان يقول لي نفس العبارة: " سرعان ما شعرت بأنها منا " والدها كان يعمل في السلك الديبلوماسي إلى أن استقال وتفرغ للكتابة وعليه عاشت قسم من طفولتها بإيران ولهذا فهي تفهم الفارسية أيضاً وتتحدث بها، ثم انتقلوا إلى مصر التي تعشقها، وعادت إليها حين كبرت وتخرجت ودرست بالجامعة الأميركية في القاهرة تعشق مصر ليس بطريقة السواح بل تعشقها وتعشق النيل كأنها مصرية وتتحدث باللهجة المصرية بطريقة محببة.
تعشق الفن الإسلامي وتجمع كل شيء عنه حتى أنها أهدتني عدة كتب تختص بالفن الإسلامي وإلى حد كانت كل بطاقات المعايدة توصي عليها ودائماً صورة أحد الفنون الإسلامية.
تعشق الموسيقى العربية وتسمع سيّد درويش وتحب صوت فيروز جداً ولأنها تحب جبران خليل جبران كانت تضع حتى رنة جوالها " أعطني الناي وغني " بصوت فيروز طبعاً، كانت أيضاً مغرمة بشعر الراحل محمود درويش وعندها معظم قصائده وتحب أن تسمع بعض قصائده بصوت مرسيل خليفة، أنا عرفتها على شعر نزار قباني وأهديتها ديوانه فأحبته إلى درجة أنها يوم وفاته اتصلت بي في الصباح الباكر وكانت متأثرة جداً، ثم بدأت تتعرف أيضاً على شعر طلعت وتحفظ له وأهديتها ديوانه الأخير.
أتحدث عن هذا الجانب والقصد أن أعطي فكرة عن مدى تأثرها بالأجواء العربية فقد كانت مشبعة بالروح العربية وكل ما هو عربي لدرجة أني قلت لها مرة: " لو كنتُ اؤمن بالتقمص لقلت أكيد أنك كنت عربية في الحياة السابقة " كذلك هي تعرف ادوارد سعيد معرفة شخصية وأظن فيما أذكر أنه علمها في الجامعة وأجرت معه فيما بعد حوارات، ربما أجمعها وأنشرها وأترجمها أيضاً، التقت أيضاً بالرئيس ياسر عرفات مرتين وكانت معجبة بالشيخ أحمد ياسين، و متأثرة جداً بشخصية الرئيس جمال عبدالناصر.
معجبة ببعض الشخصيات النسائية الحديثة والتاريخية.
أشكرك جداً أستاذ رشيد، لي عودة بإذن الله للرد وللتعريف أكثر بشخصية أندريا
[/align][/cell][/table1][/align]