اختي الحبيبة استاذة هدى
هناك أناس تنتهي حياتهم بالموت وآخرون وهم الندرة القليلة من البشر
هؤلاء تبتدىء حياتهم بعد الموت .. هناك من يعيشون عمرهم المقدّر لهم
في هذه الحياة وينتهي كل شيء بانتهاء هذه العمر قصيرا ً كان أم طويلا ً أما الآخرون
وهم القلّة القليلة فهم يعيشون أكثر من عمر .. العمر الأول ينتهي بانتهاء إقامتهم
على هذه الأرض بين معشر الأحياء والعمر الآخر والأطول والذي يمتد ويمتد ويمتد هو
العمر الذي يعيشونه أمواتا ً أحياء ً بين البشر ..
العمل الصالح والذكرى الطيبة هما هذا العمر الذي يمتد بلا حدود سواء زمنية أو مكانية
لذلك الإنسان الذي طموحه يكون كبيرا ً وفكره متقدا ً لا يرتبط عمره بعدد السنوات
التي مهما طالت إلى زوال وإلى نهاية
إنما يتجه بكل ذرة من فكره وطموحه وجهده إلى حياة لا تنتهي ..
حياة تمتد على مرّ الأعوام والسنين وتتخطى كل الحدود والحواجز والعراقيل .
أندريا واحدة ممن كانت تسعى لحياة بعد الممات .. عملها الإنساني وهمها الإنساني
دفعاها للتوجه بكل طاقاتها نحو عمل يخلد أندريا ليس من خلال الجسد الذي سيفنى
لا محالة إنما من خلال العمل الصالح .. العمل الإنساني .. العمل الخير الذي
لا يفنى ولا يهلك .. لا يموت ولا يتحجر .. العمل الذي يدوم
لذلك غاليتي لا تبكي أندريا فهي ما زالت موجودة بيننا وربما سيزداد حضورها
توهجا ً في الأيام المقبلة حين تنعشين هذه الوجود بما يليق بأندريا ومقام أندريا
بكل ما قدمته خدمة للحق والعدالة والإنسانية ..
كوني بخير ايتها الغالية وربنا يرحم أندريا وما يحرمنا منك يا رب