عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 10 / 2009, 03 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
فاطمة يوسف عبد الرحيم
أديبة وقاصّة

 الصورة الرمزية فاطمة يوسف عبد الرحيم
 





فاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these parts

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

:more2: لقاء قصة قصيرة تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم

لقاء

الخمسون عاما تهبط بثقلها على الجسد الضعيف، المفاصل الهشّة تئز تحت ثقل وزن الجسم الثقيل ، العيون تلفها غشاوة ضعف البصر ، أضحت الحروف تراوغني بقوة لكي أتتحقق من الرؤية ,الوحدة بين الجدران الأربعة تستدر دموعا خبّأتها لهذا الزمن ، لا مؤنس لي إلا هذا الجهاز الذي يخزن كل أعاجيب هذا القرن ، لكني مللّت السماع أريد أن تكلم، من يسمع ، من يشعر ، هذا الجهاز الذي يسمى الهاتف النقال لا يدندن إلا نادرا ، لم يترك لي وليفا أناجيه .

من خلال جهاز التحكم ، ظهرت فضائية للتعارف فقط ، تستعرض أرقاما كثيرة ، كلها للشباب ، ليتهم ينسقون صفحة للمسنين ،هم بحاجة إلى التسلية أكثر من الشباب، خطر لي خاطر ، لم لا أهاتف شابا ، المعروف عن صوتي أنه صوت شبابي واللكنة ناعمة , أكثر من مرة كان من يخاطبني على سبيل الخطأ يعتقد أني فتية ، ضحكت لتدابير ا لزمن كيف شملت الشيخوخة كل ّشي فيّ وتجاوزت سهوا حنجرتي، ضحكت في قرار نفسي , لم لا أخوض تلك التجربة ، وأعرف كيف يفكر شباب اليوم, وإلى أي حدّ تسير التجربة ,أعجبتني الفكرة للتسلية ، وفرصة للحديث عن تجربة غريبة

اخترت رقما سهلا نظرا لعدم قدرتي على الحفظ السريع إذ أن زهايمر الشيخوخة بدأ يلح على الخلايا الدماغية بكثرة النسيان، طلبت الرقم ، في البداية تلعثمت ، ماذا أقول؟ طارت الكلمات ، أغلقت الجهاز ، ما هذا الغباء ، كيف أفكر بهذه الطريقة ، هذه فكرة مجنونة ، قررت إلغاء الفكرة ، لحظات دندن الهاتف ، اعتقدت أن من يطلبني أحد المعارف ، رددت بسرعة حتى أريح نفسي من إرباك المحاولة السابقة -: ألو من المتكلم -: أنت طلبت قبل قليل ، أدركت أأني وقعت في الحفرة التي حفرتها.

اعترفت-: نعم أنا اتصلت -: خير -:تعارف فقط أخذت الرقم من التلفزيون- : أهلا -: من أنت ؟-: واحدة -:أعرف-: أسمك -: لا أستطيع -: كيف سأكلمك -: اختر أي اسم يعجبك -: المراوغة من البداية -: اسمع أنا ليلى العامرية -: ولم هذا الاسم -:لأنها أوصلت قيس إلى هاوية الجنون وانتقمت لكل نساء عصرها من الرجال ،-: البداية صعبة ، لكن قيسا جنّ من الحب ،-: المهم أنه أصبح مجنونا ،-: ما رأيك يا قيس ،-: أنا اسمي ...-:انتهى اسمك قيس -:هذه بداية تعارف مذهلة ومبشرة بالخير ، ضحكت من كلّ قلبي، لم يفهم .-: هل أنت جميلة -:أشبه ليلى العامرية -:ومن قال أن ليلى جميلة -: لو لم تكن جميلة لما أحبها قيس وهو شاعر يهوى الجمال -:منطق سليم -: وقد تكون قبيحة والمثل يقول " حب حبيبك لو كان عبدا أسود" ، -:كم عمرك ،-: العمر ليس ضروري المهم التفاهم بين أي عقليتين ونحن نتعارف فقط ، اليوم كفانا كلاما -: انتظري , وسكتت شهرزاد عن الكلام.

تتابعت الأيام واستمرت المكالمات ،حتى تميزه اختارت رنة ، كان لا بد من أغنية تناسب السياق ، آه تذكرت هي لمطربة لا تعرف من هي لأنها هجرت سماع الأغاني منذ زمن طويل لكن الرنة هي " يا مجنون مش أنا ليلى ولا بنسمة هواك مايلة يا مجنون " . كل مرة تأخذ منحى جديدا في الدردشة ،في كافة المواضيع الثقافية العامة وامتد زمن الكلام لساعات طويلة .

تحول الحوار إلى إدمان من الطرفين ،-:ليلى مللت الحديث عن المواضيع العامة ، أريد أن أعرف عنك كل شيء -: هذا تجاوز لا أقبله -: هذا من حقي أصبحت قريبة جدا لنفسي -: قلت لك نحن أصدقاء فقط -: اسمحي لي أن أوجه لك بعض الأسئلة الخاصة ، إن أعجبك السؤال أجيبي أو أصمتي ، أعجبتني الفكرة ، بدأ يسأل ...

تناولت صورة لي نفضت عنها غبار الزمن يوم كنت في العشرين من
عمري ، وأخذت أجيب عن الأسئلة بعد أن أحدق في الصورة ، -:تصوري كل الصفا ت التي ذكرتها تشبه فتاة أحلامي ، غرقت في الضحك ، وبدأت الأسئلة تتعمق إلى الصفات الشخصية وبعض الطباع ،-: أنا هادئة جدا ، مطيعة ، مخلصة ، متعاونة مستعدة أن أضحي بالكثير من أجل من أحب ، أتنازل عن أشياء كثيرة حتى لو كانت تمّس كرامتي في سبيل إرضاء الطرف الآخر ، ضحك من الفرح -: أنا أحبك . اخترت أن تكوني رفيقة دربي ، ضحكت حتى امتلأت العيون بالدمع الحزين ، الكلمات ذاتها قرأتها منذ أربعين عاما في رسالة حب استقرت في كتاب -: يعني مستعدة أن نتعاون لبناء المستقبل معا -: وكيف، سوف تستقر داخل مركبة المستقبل معها وتتركني على الرصيف -: عمن تتكلمين ، لاشيء يبدو أن أسلاك الماضي تتضارب في مخيلتي ،-: أنا عصبي جدا هل تتحملين هذا -: نعم لأقصى درجات الذل --: ماذا الكلام لا يصل واضحا -: أنا أقدر المرأة المطيعة، التي لا تخالف الأوامر -: مهما كنت ظالما -: من الظالم؟ -:لا أحد سقطات كلم -: ستكونين رفيقة دربي حتى آخر لحظة في حياتي ، ستكونين فخرا لي في المجتمع -: الحقيقة مرّة وأنا وحيدة بين الجدران الأربعة وأنت معها : أي جدران هذه...؟ ، -:يجب أن نلتقي -: هذا أمر مستحيل ومرعب كيف ألقاك -: من أي شيء تخافين -: إن رفضت سأغضب ، سأنتحر ،-: لا خسارة على شبابك ، ومكسب لامرأة تنجو من قمع رجل -: أحيانا لا أفهم ما تقولين -: هذيان شبكة ضعيفة .أعطني فرصة للتفكير ومرت أيام .
طلبته ولأول مرة -:فكّرت : نعم سنلتقي ،-: لكن أنا أحدد المكان خارج الزمان -: كما تشائين ، من المؤكد أنك تعرف شارع الجامعة عند يمين الشارع انتظرني عند الشجرة الخامسة في الساعة الخامسة وهناك مقعد مستطيل نجلس عليه لنتفاهم ، سأرتدي بنطا لا زهريا واسع القدمين ، وبلوزة بيضاء ، شعري لونه اسود ناعم، مستلقيا بدلال على ظهري ،وحذائي أبيض كعبه عال جدا ، صعقته الفرحة .

ذهبت متثاقلة للقاء ، ارتديت عباءتي السوداء وأسدلت على شعري الرماديّ شالا أبيض،وحشرت قدميّ في خف زاحف، رأيته من بعيد، مكتوف اليدين، عيونه تائهة تبحث عن صبية حفظ مواصفاتها عن ظهر قلب ، هذا المكان أعرفه، تحدد قدري فيه منذ أربعين عاما , نظرت إليه دعوت الله أن لاتصل حبيبة قلبه إلى ذاك المكان رجوتها أن ترجع ، هذا الرجل لا يحمل لك إلا الأسى ، أرجوك ارجعي قبل فوات الأوان ،قبل أن يسطّر حظك المؤلم ، اتركيه ينتظر ,مررت من أمامه وتعمّدت التعثر ، انحنى ليساعدني على الوقوف ، ويجلسني على المقعد -: استريحي يا خالة ، أني انتظر رفيقة دربي، ابتهلي لي أن تصل ، رفعت يديّ وتمتمت: ليتها لا تأتي ، لو تعرف كم المرارة التي ينتظرها ,تركته ينتظر, تابعت سيري وأنا أردد ليتها لا تأتي حبيبتك ، ليتها لا تأتي .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
فاطمة يوسف عبد الرحيم غير متصل   رد مع اقتباس