يا قلبا
يا قلبا ما ذاق يوما
طعم الهوى
ولا تنسم روح الحياة
كيف تقبل أو تدبر
كيف تشتكي
أو تتأسى
أو تندم
أنا لا أسف على شيء
لا أسف أني لم أعرف طعم الحب
ولا أقول
...
كلامي ترانيم غانية
عفو من كل أثر
سلب محض
فيا قلبا أي مجد
وأي عنوان تدعي
أي رمز للوجود
وأي لغة لكناء
يا قلبا فاض حزنه
زادت همومه
واشتدت حلكة أفقه
خذني بعيدا
عن أزقة الحي
فلست أدري
أي وجهة أدعي
ولا أي سبيل أستعين
يدي مددتها
قناعاتي كففتها
وألجمت لساني
وليس لي
إلا نظرة
طويلة شاقة
ابتدءت من قبل ميلادي
ميلادي الذي طال انتظاره
أتى بفجر شحيح
وسقط كلام
وجفاف شفاف
من غير حجب
يتقاذفني من ميتة
إلى أخرى والموت في كل
لحظة يعتريني
يا قلبا كفاك حزنا
وأقبل
قبل الحياة
أي وردة متفتحة
وأي حدائق غناء
ووجوه بشوشة
وأي نظرات طلقة مسرورة
أي انشراح وانسجام
وأي ود متبادل
يا قلبي ضاعت دروبك
الضيقة
انخنقت فتحاتها
وانسدت مشاربها
جفاف قاتم
وصمت شق
وسبات عميق
أفق يا قلبي
يا قلبا ذاق محن
القرب والبعد
ولم يعرف قط
للحنين طعما
ولا
..
يا قلبي
..
يكفيك ما عشت
من هم وغم
قبل يوم
وادع غدك
واسجم عبارات ود
وتغن بالحياة
اليست إلا مسحة
وبقية من عرق
وعروق امتدت
فما بالك بثت الفرع والأصل
ولم تبق على شيء
هناك تحت السماء
تحت حرقة الشمس
نظرات متوسمة
وابتسامات متفتحة
وأحظان
وأياد تمتد
يا قلبي كفاك ما دقت
كفاك دمعا صامتا
وتألقك
أين بالله عليك تخفيه
توقك
كيف تحجبه
بأي حجاب كثيف
كفنته
كففته
مولودا رضيعا
خنقته
وأبيت إلا السير في منعرج
فج عميق
وهويت
هويت الهاوية
فأرديت
حسا وذوقا
وجمالا
وفتنة
فتنت
أقمت ولم تعرج
ما برحت مكانك منذ دريت
داهلا غاقلا
سكنت
سكنك ظل مبهم
فتهت
يا قلبي كفاك عش ليومك
ذاك اليوم السعيد
ألم يحن بعد
أقبلت أياما بيضاء
وجمالا
وضاء
كيف بهت
بأي ثمن بعت واشتريت
كف قلبي وأقبل
قبل وردة الحياة
فما عادت أحزاني تسعني
ولا عاد لي في حياة
طعم أو سكون
قلق بعثر أوراقي
نأى بي بعيدا فأتلف أعصابي
تلف هدني
فأرعبني
روع مجدي
ورجولة لم تنبت
ولم ترشد
سكوتك يضايقني
يحرجني
مذ عهدتك لم تقل كلاما
ولم تعرف أن تصرخ
أن تصارح
أو تصرح
شكوتك قلبي
لكل قلب يافع
فما نفع صمتي
ولا شكواي
حل بعيدا أزمته
فما برخت قلبي
مكانك ولا غيرت من عاداتك
لطفا بك ولطفا بي
دمائي التي
أدمنت إحراقها
ما ىعاد فيها غير رماد
باهت
لفخة الحنين خمدت
ولين شلني
كم وكم سؤال
يجب أن أطرح
وكم كم وخزا
..
أفق قلبي
من سباتك
ما عاد النوم يجدي
حركتك سكون دائم
وبالخارج حركة الوجود
أوهام وخدع
كيف
كيف لك أن ترتاح
إلى حل
فتدعن
قلبي وهن
وغايتي
غاية الغايات
أن تستفيق
يوما على
حب صادق
طاهر
متبادل
فيه بعض نخوة وعزة وإباء
بقية من كرامة
ورجولة
وأن تغرس
عميقا
في تربة حبك
فتنموا
وترتقي
حبا عطرا
فواحا
قدسي النغمات
ماجدا مجدا
أبد الدهر
طاهر
فأقبل قلبي واقبل
عرضا منحة من السماء
وهب
استقبل يومك الماطر
./..