[هدى نورالدين الخطيب]

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/153.gif');border:4px double purple;"][cell="filter:;"][align=justify]
توت توت على بيروت
توت توت على دمشق
ركبت قطار غير كل القطارات سائقه ملاح عربي عجوز
توجهت إلى محطة القطارات في مدينة مونتريال وحجزت تذكرة سفر في القطار السحري الذي حط في هذه البلاد ذات يوم بعيد حين جاء حاملاً قافلة مؤن من أجدادنا الفينيقيون الكنعانيون إلى الهنود الحمر..
كدت لا أصدق ما رأيت.. كان اسم القطار: " نور الأدب"
كنت الراكبة الوحيدة في القطار.. علت الصفارة.. توت توت على بيروت.. توت توت على دمشق.. توت توت على حيفا ويافا وعكا.. توت توت أوسعوا لقطار نور الأدب الطريق.. توت.. توت .. توت
وصل إلى المحيط.. توت توت .. فجأة ظهرت للقطار أجنحة كزعانف السمك وبدأ ينساب تحت الماء غواصة .. توت توت..
رحلة ممتعة في قاع المحيط .. ممالك السمك وقصور المرجان ودروب اللؤلؤ.. توت توت..
من مدينة إلى مدينة في قاع البحار.. رحبت بي حوريات في ممالكها البحرية الجميلة ودعت لي بالسلامة..
لوحوا لي بالمناديل ولوحت لهم.. توت توت..
وظل القطار سائراً في عمق المحيطات والبحار حتى وصل إلى البحر الأبيض المتوسط فانبعث منه ألف شعاع نور حين حط بي في ميناء بيروت ثم أغلق أجنحته وسار على الطريق المؤدي إلى دمشق وبدى المشهد خلاباً ساحراً والجبال الخضراء تغتسل بنور الفجر.. توت توت..
دخل مدينة دمشق توت توت وتوجه فوراً إلى الصالحية، طلعت الآن في مثل هذا الوقت في مكتبه.. توت توت
سمع طلعت صوت القطار فنزل فوراً وفتح السائق العجوز له الباب والتقينا في مقهى القطار وأمام كل منا فنجال القهوة المحوج بالزعفران وحب الهال.. توت توت إلى قاسيون
كيف حالك يا شاعرنا وكيف حال الشعر ؟؟
الأستاذ طلعت سقيرق ها قد استجبت لدعوتك تعال نطل من قاسيون ونتبادل أطراف الحديث
وسكتت صفارة القطار وأصغت بانتظار أن نستهل الحديث....

[/align][/cell][/table1][/align]