عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 10 / 2009, 01 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رفيقة العمر الأخيرة ...

"ستتعبين ياحبيبتي ستتعبين" كتم العبارة في صدره وشفتاه تغادران جبينها الناعم.
بقي يتأملها وهي مستسلمة لرحلة منام جديدة؛ كل شيء فيها كان يظل حيا حين تنام عدا بريق عينيها الذي يأفل مع إغلاقهما.
عيناها فيهما غموض يغريه بالإستكشاف والمغامرة وتناديانه للتطلع إليهما باستمرار.
كان يتخيلها صاحية في أحلامها كالجنيات تمشي ليلا وهالات من الضوء من حولها.
تذكر أن أمامه عملا عليه أن يتمه وأن التزامات كثيرة تطارده وأن وقته رفيق ليس من فئة سانشو بانزا يسعفه وأوهامه بطاعة ودون تردد.
قام وهو ينزع عن يده خصلة شعرها التي شدته إليها كخيط رفيع يشاء أن يربطهما معا.
وقف في غرفة مكتبه ينظر إلى أوراقه المبعثرة كالعادة حتى دون ترقيم، لم يكن عسيرا عليه التعرف على ترتيبها؛ كلماتها مفاتيح تذكره بأفكاره وبالإيحاءات التي جاءت بها إلى عالمه فتضع كل ورقة في مكانها الصحيح.
آخر سطر كتبه كان في الفصل الرابع هناك حيث تنتظر البطلة الشقراء مكالمة من سفارة أجنبية؛ توقف أمام المشهد يتخيله ويحاول إتمامه لولا أن استغرابه من نفسه أعاقه عن المواصلة.
كان يواجه ذاته بسؤال غريب: ما الذي جعله يختارها شقراء في هذه الرواية؟ الحقيقة أن الشقراوات لم تلهمنه يوما وأنه لم يجد أية فتنة في مارلين مونر ولا في شبيهاتها المتباهيات بالشعور الذهبية.
لماذا جعل البطلة شقراء؟ ألتنسجم مع الأحداث أم مع البيئة أم ماذا؟؟
انتشلته أجندته المفتوحة بتلقائية من تساؤلاته وهي تغص بالمواعيد ليومين متتالين.
تذكر الصحفية اللحوحة التي عليه أن يقابلها ونظراتها وردود أفعالها التي تفضح إعجابها به ووجه سكرتيرته الذي لاتتحكم في تعابيره حين يمدحها ولو بكلمات قليلة وابنة زميله التي تتحجج بزيارة والدها، وتؤلف كل مرة أكذوبة جديدة للدخول إلى مكتبه ومحادثته..
تنهد وكأن ما تذكره ثقل يريد أن يخرجه مع زفراته.
صادفت تنهيدته وجهها يقترب منه مبللا بالدموع؛ لم يعرف ما الذي أيقظها وما الذي يبكيها.
قالت: "أخاف من الليل حين تبتعد." وضحك من اعترافها الطفولي المجنون ثم جرب أن يشرح لها ضرورة إكماله للفصل الرابع قال:الشقراء المسكينة لازالت تنتظر المكالمة، لكنها إقتربت منه تبكي على صدره فما كان منه إلا مرافقتها لتحط في السرير بأمان.
أيقظته رائحة قهوتها بنكهة الكاكاو والفانيلا، اكتشف أنه لم يقم بعد أن نامت مجددا، بل لا يدري من نام قبل الآخر، تذكر الفصل الرابع والبطلة الشقراء فابتسم متمتما: من أجل رفيقة العمر الأخيرة ستموت الشقراء، لتمت الشقراء! قالها وصوتها يتسلل إلى أذنه آتيا من مكان القهوة متعاليا، موازيا لشدو آماليا رودرغيز.
Nassira

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس