بين الرماد و اللهيب///للشاعر بغداد سايح
بين الرماد واللهيب
هذي تلمسانُ..هذا الدمع يعشقها إني بكيتُ وفـي عينـيَّ أفـراحُ
أنا..أنا المغنـويُّ الحـرُّ تسكننـي بيوت عزٍّ من الماضـي و أشبـاحُ
بداخلي يغْمراسنُ الشموخ مشـى روضاً من العنبِ اخضرّتْ به الراحُ
دمي دماء أبـي تشفيـن صارخـة وفي عظامي مصالي المجدِ صـدّاحُ
فلوْ عصرتـمْ خلايـاي بأرحيـةٍ لطار منها بنو زيّـان أو صاحـوا
المشْور الضاحك الباكي يسائلنـي أين سيوفٌ جرتْ برقاً و أرمـاحُ؟
أغرغرُ العشق في حلقـي فتشربـهُ منصورةُ الصمت أشواقاً وتجتـاحُ
سيدي بُمدينَ يلقي للرّبـى قدمـاً زهْواً على كتف الأيّـام يرتـاحُ
و للوريطِ غنـاءٌ سـال يعزفـهُ حبّ ملوكٍ لـه الريحـانُ مـدّاحُ
متيّمٌ بـابُ قرماديـن يشبهنـيما في جيوبـه للعشّـاق مفتـاحُ
ستّي الجميلة ُ يا عينيك يـا لغـةً تلعثمتْ وتراً و اللحـنُ إفصـاحُ
وجهكِ من شعركِ البنّيِّ يسرقنـي لبّى الفراشُ إذا نـاداهُ مصبـاحُ
مددْتُ كفّي إلى خدّيـكِ مبتعـداً نسيتُها..رحتُ..إنّ الوردَ ذبّـاحُ
جمالكِ الخمرُ صبّتها الخُطى ولنـا أحداقنا في أيادي العشبِ أقـداحُ
مدينتي بيضـة ُ التنّيـنِ أفقسهـا كأننـي محّهـا و غربـتـي الآحُ
رميتُ رجليَّ زحفـاً فـي أزقّتهـا بعضُ المحبّيـن ثعبـانٌ وتمسـاحُ
يُهسهسُ الماءُ في وديـانِ قصّتهـا سرّاً أواهُ مرينيّـونَ مـا باحـوا
أرضُ الحضارةِ ضوءُ الحبّ يحرثها ماذا سيزرعُ غير الشمس فـلاّحُ؟
كلُّ الدروبِ هنا غنّتْ قصائدنـا حتّى الزنابقُ منها الشّعـرُ فـوّاحُ
نزفتُ شعراً جميلا ً أحمـراً عبِقـاً مثل الطباشيرِ إذ ْ تهـواهُ ألـواحُ
فمي على حُلمةِ التاريـخِ يلثمهـا كما يقبّلُ فيهـا التـوت تفّـاحُ
تغزو الزهورُ جبينَ التـلِّ مترعـةً فزهرنا كأبـي العبّـاس سفّـاحُ
تموءُ أضواءُ هذا النجم ِ في كـرزٍ وخلفَ ليموننا الزيتـونُ نـوّاحُ
نفارقُ الشمسَ..نلقى أصلنا قمراً في إبطِ ليلتنـا ينـدسُّ إصبـاحُ
يا أصدقائي شراييني لكـمْ طُـرُقٌ ما أقفرَ القلب إنْ سكّانهُ راحـوا
لا تتركوني رمـاداً إننـي جسـدٌ من اللهيـبِ وأنتُـمْ فـيَّ أرواحُ
الشاعر بغداد سايح
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|