رد: الشاعر الرومانسي مازن سلام كان معنا في حوار مفتوح
* مازن سلام
[frame="1 10"]
غزال
رمانا غزالٌ بسَهْمِ اللحاظِ
ولم نستطعْ أنْ نَصُدَّ السِّهاما
ونحن الذين اجْتنبْنا الوقوعَ
أَسارى ظِباءٍ فَنلقى الرِّئاما
ونحن الذين حفِظنا عهوداً
ونحن الذين احتَرقنا غراما
خمورُ اللمى أسْكَرَتنا ليالٍ
وما أسْكَرَتنا خمورُ النَّدامى
فكم مرّة عذبَتنا عيونٌ
وكم مرّة خلـّفتنا يتامى
سلامٌ علينا لو السّهمُ أَصمى
وإنْ أَخْطَأتـْنا نقـولُ سلاما
[/frame]
[frame="15 10"] الحب... والقانون
أحببتُ فينا الجنون ..
أحببتُ العربدة والمجون ..
ورضيتُ أن أكون
للأبد حبيبكِ المسجون
لكني كلما ابتعدتُ عن أجمل العيون
كلما أشتاق للحن صوتكِ الحنون
أتعذب وأغرق , فلا أكون ...
من قال إنّ الحب معكِ يخضع لأيّ قانون ؟ ...
[/frame]
[frame="4 10"]
نبية الحب
عطاءُ الأرض أنتِ و منـّة السماء
يا نبيـّةَ الحب ...
لأجلكِ أحببتُ الأنبياء
لا تنشري دعوتـَكِ على العوام
أخاف عليكِ إيمانَ الأغبياء
هؤلاء الذين يفترسونك كأضحيةٍ
اجتمعوا عليها بعد نحرٍ وشِواء
أنا وحدي صادقُ النداء
أنا وحدي مخلصُ الدعاء
وكل سواي من الكفار الأشقياء
إيماني بحبك لا أشركُ فيه أحداً
لا وليس فيه ادّعاء
تعالي لنـَسْكـَرَ من خمرة العشق
كلَّ ليلة وكل مساء
وليقولوا " نبيّةٌ أحبّتْ شاعرَها واتـّبعته "
فلن يهمَّنا من يتبع الآخر
الأنبياء أم الشعراء...
[/frame]
* مازن سلام
حوار/ الشاعر السيد طلعت سقيرق
ديوان من صبرا و شاتيلا... إلى جِنين , تجربة من أقسى التجارب الانسانية التي عشتها, فقد كنت أعمل متطوّعاً في الدفاع المدني إبّان الحرب في لبنان , و كأنّ ما عشته من مأساة الحرب لم يكن كافياً, فأتت مجازر صبرا و شاتيلا لتقضي على ما تبقى من أمل بالانسان و إنسانيته آنذاك ـ اليوم ـ حدّث و لا حرج ـ لقد أصبحنا نعدّ الأيام الهانئة على ندرتها .
و لم يدر بخلدي يوماً أني سأكتب عن تلك المأساة إيماناً مني بأنّ الصحافة و الأيام أرّخت تلك الفاجعة, أو ربما كنت لا أرغب باستيعاد الصور المخيفة و التحدّث عنها, ولكن مجازر جنين و بعد عشرين سنة على صمتي أخرجتني من سبات مصطنع فأتى الديوان رغماً عن كل شيء و رغماً عني.
[frame="6 10"]شاهد عيان
الدبابات, الملالات, راجمات الصواريخ, المدرعات
آلاف المدنّسين لأرض بلادي
وبلادي, بشيوخها ونسائها وأطفالها كانت تنادي
أين أنتم يا إخوتي؟
لتنزعوا سكين الغاصب من خاصرتي؟
كي تدحروا عدوّي وعدوّكم
كرامتي, وعرضي وأبنائي
هم كرامتكم وعرضكم وأبناؤكم
أين أنتم؟ أين رحتم؟
وتركتموني أُمزَّقُ بسيف الجلاد
هل تخليتم عني؟
أولست أنا منكم كما أنتم مني؟
بلادي كانت تقول لكم
اغتصبوا بناتي
وأدرتم وجوهكم لفظاعة المشهد
نحروا أولادي
فهل لهذه الجريمة أقلقكم المرقد؟
الشيوخ كانت تهان كرامتهم
من رفس ودهس, من تعذيب وتنكيل
هل هانت دمائي عليكم في هذا الزمان البخيل؟
ألا أستحق منكم هذا الشئ القليل
أن ترفعوا أصواتكم كي تُرفعَ عني السياط؟
دخلوا إلى المخيّمات...
جمعوا الرجال في الساحات
والنساء كانت تحاول الدفاع
عن الأبناء والبنات..
دخلوا إلى المخيمات
وكانت المجزرة...
ساعات طويلة كأنها عصور
يقتلون, ويذبحون
يغتصبون, ويحرقون
يرتعون, ويدمّرون
وأنخاب جرائمهم يشربون...
كانوا يضحكون ويقهقهون
والآخرون يُقتلون ويسقطون
تحت وابل الرصاص
تحت ضربات الفؤوس
التي لا مفر لهم منها ولا مناص
من لهب نار تُفتَحُ على أجسادهم
وهم أحياء آمنون في ديارهم
أو ما يشبه الديار...
تلك النار التي فتحت له
طريق الشهادة
بينما العالم يلهو متفرجاً
على مسلسل الإبادة
كم تمنّيت لو لم ألمس بذاتي
ما تركته, ما حفرته في ذاكرتي
تلك المأساة
سأدعو الله إن شاء
أن يمحو كل الصور القاتمة
باستثناء
تلك العائلة, وكأنها في تلك اللحظة
صارت جزءاً من عائلتي
جزءاً مني, جزءاً من مصيبتي...
أب لم يُكتَب له أن يكمل طعامه
وبقيت الملعقة معلّقة بالهواء
ما بين فمه وموته...
أخت تحاول أن تخبئ أخاها
خلف ظهرها, كأنها جبل
لتحميه من تلك المجزرة
أمٌّ, على صدرها طفل
لم يبلغ شهره التاسع
كانت ترضعه حليب الوطن الضائع..
كانت ترضعه, حتى يكبر ويرجع
إلى بلاده, إلى فلسطين
تحت تكبير الكنائس وأجراس الجوامع
لكن حليب تلك الأم,
أوصله وأوصلها إلى أحلى البقاع
إلى جنان الشهادة
وبلادي عادت تسأل من جديد
أين حليب الأمة؟
ماذا أرضعتنا أمهاتنا حتى,
وَهِنّا وصغرنا وسكتنا؟
بلادي تسأل كم مجزرة علينا أن نعيش
كي نصحو من رقادنا؟
كم مجزرة علينا أن نعدّ ونشاهد
على أجهزة التلفزيون
قبل أن تتحرّك وتغلي
العزّة والنّخوة في دمائنا؟
صبرا وشاتيلا
كنت شاهداً على زهورها
كنت شاهداً على قبورها
كنت شاهداً على سقوطها
كنت شاهداً على صمودها
وعلى جريمتين...
جريمة الإرهابي ابن صهيون
وجريمة أمّة بصمتها كانت تخون...
عشرون عاماً, والجلاد يقتل
عشرون عاماً والمجرم لم يتبدّل
عشرون عاماً
وتلك الجريمة المأساة
تلك المجزرة المعاناة
ما زالت أثارها على يديّ
وصورها في عيني
وبلادي, فلسطين تنادي
ماذا ستفعلون الآن يا إخوتي؟
ومتى, متى سننزع هذا السكين من خاصرتي؟
[/frame]
|