الأستاذ الفاضل عبد الحافظ / حفظك الله
لم يكن نجيب محفوظ إلا مترجما للواقع المصرى من خلال فن الرواية
صدقت أستاذ عبد الحافظ بمقولتك السابقة
كانت رواية ( ثرثرة فوق النيل ) أكبر دليل على ذلك فأبطال الرواية كانوا يحاولون الهرب من الواقع ,حيث يجتمعون في عوامة كل ليلة لممارسة كل انواع اللذة ومع تعاطي المخدرات يتخيلون عالم خيالي ومجتمعاً خاصاً بهم
اسمح لي بإضافة بسيطة
عندما صدرت رواية ( ثرثرة فوق النيل )
غضب المشير عبدالحكيم عامر, بعد أن قرأ الرواية هدد بمعاقبة نجيب محفوظ بسبب ما جاء فيها من نقد عنيف لسلبيات قائمة في المجتمع, وسمع البعض المشير وهو يقول: نجيب زودها قوي ويجب تأديبه ووقفه عند حده
ولكن عندما وصل الخبر للرئيس الراحل جمال عبد الناصر قال :
1 ـ إحنا عندنا كام نجيب محفوظ؟ انه فريد في مكانته وقيمته وموهبته, ومن واجبنا أن نحرص عليه كما نحرص علي أي تراث قومي وطني يخص مصر والمصريين.
وحول النقد الذي جاء عن هذه الرواية قال نجيب محفوظ
ظهرت رواية ثرثرة فوق النيل في عز مجد عبدالناصر, وفي وقت كان فيه الإعلام الرسمي يحاول ليل نهار أن يؤكد انتصار الثورة والنظام وانعدام السلبيات والأخطاء, فجاءت ثرثرة فوق النيل لتنبه إلى كارثة قومية كانت قد بدأت تطل برأسها علي السطح, وكان لابد أن يكون لها نتائجها الخطيرة, وكنت أعني بذلك محنة الضياع وعدم الإحساس بالانتماء, وهي المحنة التي بدأ الناس يعانون منها, خاصة في أوساط المثقفين الذين انعزلوا عن المجتمع, وأصبحوا يعيشون في شبه غيبوبة, فلا أحد يعطيهم الفرصة المناسبة للعمل والمشاركات, ولا هم قادرون علي رؤية الطرق الصحيحة, وفي المرة الوحيدة التي حاولوا فيها أن يعرفوا الطريق ارتكبوا حادثة رهيبة في شارع الهرم, ولاذوا بالفرار.
وقد عبر نجيب محفوظ عن هذه السلبيات دون خوف , وكانت شجاعة أكبر من عبدالناصر أن يقول عن الرواية إنها صادقة, وإن علينا أن نستفيد من هذا النقد السديد الخالي من سوء النية.
شكراً لك ولاختيارك الموفق
ولنقدك البنَّاء ( اللغة في الرواية )
ننتظر المزيد
دمت بخير