أشكرك أخي يسين عرعار
على مواصلة الحوار وتوجيه الأسئلة
المنفى تعرض لقسوته شعراء كثيرون ... لكون القضية أكبرمما نتصورها بكثير
فهي قضية تمتزج بالسياسة التي تنظر إلى الشاعر ربما نظرة المتمرد...
بالنسبة لشعراء المنفى ولا أقصد شعراء المهجر ...لأن مفهوم النفي يختلف طبعا عن مفهوم الهجرة.
- هل المنفى يصنع لقب الشاعر
بمجرد النظر في قضيته سياسيا ؟
أخي الكريم
أحمد الله وأشكره أنني لم أخضع إلى هذه التجربة القاسية ولايمكنني أن أتصور
كم هي معاناة من يعيش بلا وطن وإن كان هذا الوطن الذي نعيش فيه
جزء من كل إلا أننا نستنشق بعض هواء الوطن الكبير وأخال أن الحكم بالنفي
لايقل قسوة عن عقوبة الإعدام لأن في كليهما
فراق للوطن والأهل وحرمان منهما إلا أن أمل العودة دائما يبقى قائما
عند من تعرض لقسوة النفي ويبقى الصراع
قائما بين الحرمان والأمل وبمجرد الحكم بالنفي
على الشاعرلقضية سياسية يكون قد حمل
راية النظال الفكري
بقوالب متعدده من الجراه والحنين والوجد والترقب
والدهشه والحرمان والامل فتطغى الشاعريه النابعه من صدق
المشاعر والاحاسيس وتبلغ ضروة العطاء بكل المقأييس
-
- هل تستوي الحالة النفسية لدى الشاعر بين النفي المجبر
والهجرة الإرادية رغم أن الدافع لكليهما واحد ؟
تستوي من خلال الحنين إلى الوطن مع فارق الشعور بالظلم والقهر
في حالة النفي وتكون بارزة في الأداء الشعري للشاعر
ومايخفف وطاة الألم عند من اختار الهجرة أنه كان لإرادته جزء
من القرار فيبدو وقع الحرمان أقل في مايكتب هذا ما أراه
وهو رأي يحتمل الخطأ مثلما يحتمل الصواب
-
- هل تعتبر المنفى مدرسة لتخريج شعراء
من الطراز العالي سياسيا و ثقافيا ؟
أخي يسين عرعار
ليسوا فقط مدرسة شعرية من الطراز العالي سياسيا وثقافيا بل هم مدرسة نظالية
بامتياز خاضوا غمار معركة غير متكافئة وخرجوا منها منتصرين فكريا وأدبيا
وحملوا رايات خفاقة في سماء الإبداع والعطاء الموصول وجنوا من المرار
والحرمان أملا كبيرا واستوقدوا من عتمة الشعور بالغربة شموع إضاءة طريق أجيال جديدة
لتستكمل مسيرة الإبداع اللامتناهي من حروف لها بريق الوفاء الأزلي لوطن يستحق أن نموت
جميعا لأجله ألف ألف مرة ليبقى فوق هامات التاريخ تاجا 0
لك محبتي أخي