25 / 10 / 2009, 57 : 01 AM
|
رقم المشاركة : [6]
|
خريج كلية الاداب كاتب و اديب، يهتم بالشعر والدراسات النقدية
|
رد: نقد القومية العربية على ضوء الإسلام والواقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذتي الفاضلة هدى يجب اولا ان ننبه الى اصول لكي نرتكز اليها ونعتمدها في هذا الحوار
باعتبارنا مسلمين موحدين خلفاء لله على الارض يجب ان تكون لنا دعوة وحيدة وهي الدعوة لدين الله روى الترمذي وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى وهذا الحديث يوافق قوله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم من ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}سورة الجحرات
ومن ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن الحارث الأشعري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكرها، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم" قيل يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال "وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله وهذا الحديث الصحيح من أوضح الأحاديث وأبينها في إبطال الدعوة إلى القومية واعتبارها دعوة جاهلية
قال تعالى{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}وهذا امر منه تعالى على ان نجتمع على دين الله عربينا واعجمينا فدين الله لعامة الناس اما اذا اصبحنا نحن المسلمون هذا يدعوا الى القومية العربية وهذا يدعوا الى القومية الفارسية والاخر الى الهندية وهلم جرا سنتشتت ونتفرق وهذا مخالف لصريح القران
اما كون الله تعالى جعل نبينا صلى الله عليه وسلم عربيا وانزل كتابه بلسان عربي مبين فهذا من اعظم واكبر ايات التشريف للعرب ولكنه لا يستدعي وجوب الدعوة الى القومية العربية واجتماع العرب ونبذ من سواهم من المسلمين بل هذا مخالف لامره تعالى من وجوب اجتماع المسلمين عربيهم وأعجميهم وهذا واضح بين .
ايتها الفاضلة انما نحن مؤمنون وان اختلفنا في شيء إنما نرده إلى كتاب الله وسنة رسوله وحديث رسول الله في هذه القضية واضح : إن الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس بنو آدم وآدم خلق من تراب ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى. فالدعوة الى القومية العربية من العصبية الجاهلية التي نهى عنها النبي لما يترتب عليها من الفرقة والشتات
ولتعلمي ايتها الفاضلة ان الفصل في هذه القضية انما التفريق بين الانتماء العربيوالدعوة الى اتحاد العرب دون من سواهم
اما قولك-
انتشر الإسلام ودخلت فيه أمم كالفرس والأتراك وغيرهم وبمسمى الدين احتلوا بلادنا وحكمونا وماذا كانت النتيجة ؟
1 - تهميش العرب واللغة العربية لحساب قومياتهم ولغاتهم
2- نشر الجهل والتخلف والأمية بعد أن كان العالم كله يتعلم منا وهذا مفهوم استعماري في سبيل السيطرة علينا واستغلال موارد بلادنا
3- ظهور عدد كبير من الفرق وانتشار البدع التي كانت في دياناتهم وثقافاتهم بين المسلمين من عرب وغيرهم.
4- إثارة النعرات الطائفية والمذهبية على خلاف ما أمرنا الإسلام مما أسس للكراهية تجاه أهل السنة خاصة والشعور بالغبن عند باقي الملل مما كان له أثر كبير في بداية تقطيع أوصال هذه الأمة وأهلها
5- انحدار وضعف اللغة عند أهلها
في حين لو أردنا محاكمة دراسة التاريخ جيداً وإجراء المقارنة نجد العصور الذهبية لأمتنا ولكل المسلمين كانت حين حكم المسلمون العرب.
اليس هذا ايضا من فعل القومية والدعوة الى التتريك؟؟؟
ولكن هذا لا يدعوا الى حكر الاسلام على العرب دون من سواهم فرسول الله بعث للناس كافة ولا يجب الرد على سياسة التتريك التي قضت على الامة وضربتها في مقاتلها بان ندعوا الى القومية العربية ونقابل الضد بالضد وانما يكون تصحيح هذه الغلطة والجريمة التاريخية بالدعوة الى دين الله الذي سيكفل ضمان حق العربي وغيره .
كما ان هناك نقطة اساسية ورئيسية ان الاسلام واللغة والحضارة العربيةلا يفترقان ابدا...ابدا بل الدعوة الى الاسلام تستلزم الدعوة الى اللغة العربية والله ما بلغ الاسلام قطرا من اقطار الارض الا كانت العربية قرينته
اما قولك ليكون لنا قومية إسلامية بالشكل الصحيح الفاعل القادر على الوحدة الإسلامية وحماية المسلمين في العالم يجب أن يكون العرب أقوياء وينعمون بالوحدة والقوة والمنعة ولا بد أن نحافظ على قوميتنا العربية ووحدتنا كما كان عليه الحال زمن الفتوحات..
يا استاذتي الفاضلة دين الاسلام ليس للعرب فقط انما هو دين الله للناس كافة ويجب ان يتكاتف المسلمون ككل ليكونوا اقوياء ليرفعوا راية الاسلام فالفتوحات لم يقم بها العرب فقط بل شارك فيها الفرس واقباط مصر والامازيغ في المغرب والهنود في شبه القارة الهندية والصينيون والاحباش
اما قولك- وإن لم نحافظ على عروبتنا ونحمي قوميتنا من نكون إذا؟!
أمة إسلامية لا اختلاف في هذا ولكن ما هي هويتنا؟
فرس أو أتراك أو هنود أو أفارقة أو آسياويين أو ماذا؟؟؟!!
نتخلى عن هويتنا ونصبح مثل اليهود الذين يحتلون فلسطين لا هوية ولا انتماء وخليط من مختلف أنحاء العالم لا يعرف له أصل ولا فصل؟؟!!
من نحن وما جنسنا إن أسقطنا قوميتنا العربية واحتفظ كل العالم غيرنا بما فيهم الفرس والأتراك والهنود بقومياتهم لأنه بالتأكيد لا أحد في هذا العالم مستعد أن يتنازل عن قوميته للأسف غير العرب
نكون امة اسلامية العربي فينا مسلم عربي والفارسي فينا مسلم فارسي والتركي فينا مسلم تركي فلا اشكال في هذا
ويبدوا لي استاذتي ان الفرق بييننا وبين اليهود-القذرة-ليس في مجرد الهوية
وفي الختام انا اقول كما قال رسول الله فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله
نحن مسلمون بيننا كتاب الله وسنة رسوله لنرد اليهما ما اختلفنا فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنة رسوله.
ولك مني اعمق واعطر تحية
واعذريني ان زل قلمي او جفا لفظي وغلظت عبارتي فكلي احترام وتقدير ومودة تجاهك
دمت بسلام
وستكون لي عودة مرة اخرى ان شاء الله
|
|
|
|