رد: الركن الهادىء
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/13.gif');border:3px double silver;"][cell="filter:;"][align=center]
[align=justify]
أعجبتني فكرة أن نتكلم مع أنفسنا و لو لحظة ، لكنني سأتكلم بصوت مرتفع لكي يسمعني كل من يثق بأن الله هو خير معين .
أثناء زفاف أخي الصغير كان أمامي مسؤوليات كثيرة ، لن أذكرها كلها و لكني سأذكر أنه كان لزاما علي نقل أفراد العائلة من نسوة لقضاء حاجيات و مستلزمات العرس ، و بينما كنت أنقل زوجتي و زوجة أخي الأكبر إذا بي أجد في الطريق حاجزا للشرطة و للأسف من شدة تداخل الأمور في رأسي و تعبي الشديد نسيت أن أضع حزام الأمن ، أوقفني الشرطي الذي لا يعرفني و طلب مني وثائق السيارة ، أعطيته إياها بعد أن ركنت السيارة على حافة الطريق ، كتب لي مخالفة مالية و قال لي -سنسحب منك رخصة السياقة فالتحق بمخفر الشرطة هناك ستجد رخصتك - بعدها قمت بدفع المخالفة و توجهت الى المخفر و هناك وجدت أنني سأعاقب بسحب الرخصة ، لم يكن يهمني سحب الرخصة لو كنت أسكن في مدينة ميلادي و لكنني مجبر على إستعمال السيارة للعودة الى العمل و سحب الرخصة سيكون لشهور و عطلتي أوشكت على الانتهاء، كما أنني سأستعمل السيارة لقضاء بقية متطلبات زفاف أخي الصغير ، ضاقت بي السبل و رحت أطرق جميع الأبواب لكي أستعيد رخصتي ، أخي العريس قال لي لماذا أعطيت لهم الأوراق و لماذا لم تخبرهم أنك إبن هذه المدينة و أنك ضيف لمدة ثم تعود ؟
بقيت أنتظر في مخفر الشرطة ربما أجد من يعرفني فيسديني خدمة و أستعيد رخصتي ، لكنني لم أجد أحد ربما أصبحت غريبا على هذه المدينة فسنوات الغربة قد تجعل من المرء غريبا في مدينته ، أحسست بالحسرة في أعماقي و تمنيت لو كنت في مدينة عملى لأرجعت الرخصة في لحظات .
اتصل أخي العريس بأحد المعارف لكنه في آخر المطاف قال له - معذرة لا أستطيع التدخل مع الضابط المسؤول عن المخفر ، في ساعات الفجر الأولى و بينما الناس نيام و بينما كانت عيناي لا تسطيعان أن تخلدا الى النوم ، توجهت بالدعاء الى رب العباد فقلت - رباه أنت قلت من فرج على مؤمن كربة في الدنيا فرجت عنه كربة يوم القيامة ، انا اليوم يا رب في كربة ففرج عني كربتي هذه - ثم خلدت الى النوم .
و ماهي الا ساعات حتى سطع ضوء النهار فتوجه أخي الى مخفر الشرطة ، قابل الضابط و ماهي إلا كلمات إستعطاف حتى طلب منه مقابلتي شخصيا ، بعد أن عاد أخي و أخبرني بما حدث له في اللقاء ، توجهت الى المخفر فإذا بي أجد رخصتي تنتظرني في أمانة الضابط .
أخبرتكم بهذه القصة للعبرة أولا و ثانيا لكي أتحدث مع نفسي اليوم و لكي تتذكر أن فوق كل معارف العالم كله ربا يفرج الكرب و يسهل الأمور .
[/align][/align][/cell][/table1][/align]
|