شهرة ونجاح أغنية " أغداً ألقاك " لأم كلثوم .. طغى على شهرة الشاعر الهادي آدم و قصيدته " الغد " !!
كل الشعراء كانوا يحلمون بأن تغني قصائدهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم وعند زيارتها للخرطوم نهاية الستينات وبعد الاستقبال الكبير لها، قررت أن تغني قصيدة لأحد شعرائها ، وكان أن وقع اختيارها على قصيدته (الغد) التي حولت اسمها الى (أغداً ألقاك) وغنتها عام1971 بمسرح سينما (قصر النيل) ليسمعها الجمهورالعربي من الخليج الى المحيط.
وكانت سعادة الهادي آدم كبيرة بهذا العمل، بالرغم من أنه اضطر إلى تغيير أبيات بأكملها بل وتغيير شطرات من أشعاره في هذه القصيدة حتى تغنيها أم كلثوم إلا أنه لم يتوقع أن تصبح حياته أسيرة هذه القصيدة، فرغم دواوينه الثلاثة التي تضم أكثر من مائة قصيدة كتبت منذ أربعينات القرن الماضي وحتى نهاية التسعينات، لم يغن أحد من الفنانين السودانيين أياً من قصائده، ولم يتناولها النقاد بالقدر الكافي من الاهتمام أو الدراسة. ويحكي الصحافيون أنهم عندما يريدون إجراء حوار معه، كان يشترط عليهم بشدة قبل الحوارألايسألوه إطلاقا عن قصيدة (أغدا ألقاك)، فيخيب مسعى الصحافي ويظل يدور في فلكها عله يظفر بحديث أو بشيء جديدعنها. وكان الهادي آدم يكتب مقدمات دواوينه الشعرية بنفسه ، واللافت أنه لم يشر أبدا لقصيدة (أغدا ألقاك) في أي من المقدمات ولا الى غنائها من قبل أم كلثوم، بل المدهش أن إصدارة المجموعةالكاملة التي خرجت بعد أيام قليلة من وفاته جاءت فيها قصيدة (أغدا ألقاك) بعنوان (الغد). فالهادي آدم ظل محافظا على اسمها الأول في محاولة (يائسة) منه لعدم لفت نظر القارئ إليها حتى لاتكون (جوهرة) الديوان. لكن يبدوأن لعنة (أغدا ألقاك) ـ إذا ما جاز التعبير ظلت تلاحقه، فقد منح وسام الجمهورية الذهبي بسببها، وكذلك كرمته السفارة المصرية بالخرطوم ، وبعد وفاته نعته وسائل الإعلام والملفات الثقافية بالصحف بـ (رحل صاحب أغدا ألقاك) وأدرج نص القصيدة ومناسبة غنائها، فظلت هي القمة التي وصل إليها باكرا جدا على ما يبدو!
منقول