الأستاذ القدير يسين عرعار :
فرشاة الفنان .. مثل قلم الأديب .. لا تختار المدرسة الفنية فتمشى على هداها .. بل تحركها الأفكار الإبداعية ( و أحياناً الأفكار الجنونية ) .. فتنطلق الفرشاة تعانقها الأفكار .. و تنتج اللوحة الفنية معبرة عن نفسها .. و يجتهد النقاد الفنيون فيصنفونها و يدعون ميل الفنان لمدرسة بذاتها .. هذه لوحة من أعمالي مزجت فيها بين الحرف العربي الجميل و الموسيقى .. أسميتها " العزف على الحروف " !! ..
أما عبقرية بيكاسو ( رائد الفن التكعيبي ) فتختلف تماماً عن إبداع سلفادور دالي ( رائد المدرسة السورياليه .. وهي كلمة فرنسية تعني بالعربية الفوق واقعية ) ..
التكعيبية هي جعل الاشكال جميعها على هيئة مكعبات صغيرة ترسم على سطح اللوحة ، وكانها مجسدة بابعادها الثلاثة (الطول ، العرض ، الارتفاع). وقد ظهرت لوحاتها وكانها ركام من المكعبات المتراصة في بناء هندسي.وكانت اولى اللوحات التكعيبية "فتيات افينون" عام 1906 وهي من اعمال "بيكاسو" وقد عرضها في معرض صالون الخريف عام 1908.
إما السيريالية فهى اتجاه إلى تحرير الانسان من عبوديته ، ومن سيطرة العالم الخارجي ، بل وتحريره من العقد ، ومن الكبت النفسي ، فالواقع الدفين في أعماق الفنان هو الذي يحرك يده لكي ينتج .. معبرا عن رغباته وأحلامه وآماله ، وقد يظهر هذا التعبير في صورة أساطير خيالية خرافية تكون في بعض الأحيان كالطلاسم التي يستعصي على المشاهد فهمها .. فيرسم الفنان أشكالاً فوق الواقعية .. أو فوق الحقيقية .. مثل فتاة تحمل فوق رأسها تنيناً .. أو فراشة تلتهم أسداً .. أشياء من هذا القبيل و على هذا النحو .
و في رأيي الشخصي أن العبقرية هى أم الإبداع ، و الإبداع هو الذي يخلق التحدي .
التحدي يصنع الإرادة .. و الإرادة تخلق الأعمال الكبيرة العظيمة ..
د. ناصر شافعي